فصل جديد من فصول الفوضى والاقتتال الداخلي بين الفصائل المسلحة التابعة لـ “الجيش الوطني” المدعوم من قبل أنقرة، شهدته قرية “ميدانكي” التابعة لناحية “شران” بريف عفرين شمالي حلب.

حيث شهدت القرية أنفة الذكر، الثلاثاء، اشتباكات مسلحة بين مجموعتين من “فيلق الشام” التابع لـ “الجبهة الوطنية للتحرير” أحد مكونات “الجيش الوطني“، تسببت بمقتل عنصر وجرح أكثر من 15 آخرين، إضافة لإصابات في صفوف المدنيين.

قذائف الهاون تطال المدنيين

وفي التفاصيل، أفاد مراسل “الحل نت” أن “الاشتباكات جاءت جراء خلاف على توزيع وجبات الإفطار على المدنيين وعوائل بعض المقاتلين، حيث حرم البعض منها، بحجة عدم وجود حصص كافية، ليتحول الأمر إلى تخوين بين العناصر المشرفين على التوزيع، تطور إلى اشتباك بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة“.

مضيفا أن “الاشتباكات تسببت أيضا، بحالة هلع ورعب شديد في صفوف المدنيين، وخاصة بعد سقوط جرحى منهم، نتيجة تساقط قذائف هاون بالقرب من منازلهم وسط مناشدات منهم، للجهات العسكرية، للتدخل وفض الاشتباك الحاصل بين المجموعتين“.

ترجع معظم النزاعات والاشتباكات الداخلية بين فصائل “الجيش الوطني” في مدينة عفرين ونواحيها إلى أسباب عدة، منها خلافات شخصية بين عناصر من فصائل مختلفة، وينتج معظمها عن تجاوز حاجز أو اقتسام الموارد المالية أو عدم السماح بتفتيش سيارة تابعة لأحدهم، ثم ما تلبث أن تتحول إلى اشتباكات مسلحة جماعية بين عناصر تلك الفصائل، وتسفر عن سقوط قتلى وجرحى منهم، وضحايا مدنيين في معظم الأحيان.

اشتباكات متكررة

مصادر محلية، أفادت لـ “الحل نت“، في مطلع أبريل الجاري، باندلاع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين “الجبهة الشامية” وحركة “أحرار الشام” في قرية الحدث بمنطقة الباب شرقي حلب، أسفرت عن مقتل أربعة عناصر وإصابة أكثر من 15 بجروح، وأسر عدد من عناصر “الجبهة الشامية“، إضافة لإصابات في صفوف المدنيين.

وجاءت الاشتباكات على خلفية استيلاء “الجبهة الشامية” على معظم معابر التهريب التي تربطهم بمناطق سيطرة “القوات الحكومية” من جانب، ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من جانب آخر“، وفقا لذات المصادر.

وتلا الحادثة الأخيرة بيوم واحد، حدوث اشتباك مسلح آخر بين فصيل “أحرار الشرقية” من جهة و“الفرقة 51″ من جهة أخرى، وسط مدينة عفرين، إثر خلافات بين عناصر الفصيلين، على حاجز للأخيرة، تطور إلى تبادل لإطلاق النار، ما أدى إلى إصابة عنصر من فصيل “أحرار الشرقية“، وفقا لمصادر متطابقة.

تعيش مدينة عفرين حالة من الفوضى وانعدام الأمن منذ سيطرة فصائل “الجيش الوطني” على المدينة في آذار/ مارس 2018، حيث تُمارس الفصائل عمليّات النهب والسرقة والسطو على ممتلكات الأهالي من منازل وأراضي، الأمر الذي أدى إلى نشوب النزاع فيما بينهم على تلك الممتلكات وتحوّل ذلك النزاع إلى مواجهات مباشرة في مناسبات عدّة.

وخلال عام 2021 وثقت منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، ما لا يقل عن 584 حالة اعتقال وإخفاء قسري في ناحية عفرين، على يد عناصر الفصائل المسلحة، ووفق التقرير فإن الانتهاكات المذكورة نفذتها 24 جهة متنوعة بين فصيل وجهاز أمني وجميعها تتبع لفصائل الجيش الوطني والقوات والمخابرات التركية.

توزعت عمليات الاعتقال والإخفاء القسري على مدينة عفرين، ونواحيها: جنديرس، بلبل، معبطلي، شران، راجو، الشيخ حديد، وفقا لتقرير المنظمة.

والجدير ذكره أن مناطق النفوذ التركي في الشمال السوري، تشهد اشتباكات مستمرة بين فصائل “الجيش الوطني“، وسط مطالبات من الأهالي بضبط الأمن في المنطقة وإخراج المقرات الأمنية منها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.