تتصدر الفوضى الأمنية وعدم الاستقرار المشهد، في مناطق النفوذ التركي في الشمال السوري، وكإحدى تلك المظاهر اندلعت اشتباكات عنيفة بريف عفرين شمالي حلب، الخميس، بين مكونات من “الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة، وذلك بعد يوم واحد من مواجهات مماثلة بينهم داخل بلدة ميدانكي التابعة لمدينة عفرين أيضا، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.

مصادر محلية أفادت لـ “الحل نت” أن اشتباك مسلح اندلع بين مجموعة عسكرية تابعة لفصيل “فيلق الشام” من مكونات “هيئة ثائرون” مع مجموعة أخرى، تابعة لفرقة “الحمزة” في مركز ناحية بلبل، خلافا على توزيع وجبات إفطار لعناصر المجموعتين، ما تسبب بإصابة رجل مسن وامرأة، ووفاة الرجل متأثرا بإصابته بعد نقله إلى المشفى بساعات قليلة.

وتسببت الاشتباكات بإصابة عناصر من الطرفين، دون تدخل أي جهة لوقف الاقتتال الذي تسبب بأضرار في منازل المدنيين وسياراتهم، وأدى إلى توقف حركة السير في المنطقة، وفقا لمصادر متطابقة.

سببها السرقة

تزامنت الاشتباكات، مع حدوث أخرى مماثلة في منطقة “رأس العين” شمالي الحسكة، بين مجموعة من فرقة “السلطان ملك شاه“، ومجموعة من فرقة “الحمزة“، بسبب سرقة دراجة نارية من أمام مقر للأخيرة، والتي اتهمت بدورها عناصر فرقة “ملك شاه“، بسرقتها، ما أدى لوقوع شجار بينهم، تطور إلى استخدام الأسلحة المتوسطة وإصابة ثلاثة عناصر، وفقا لحديث مراسل “الحل نت” في المنطقة.

وفجر الأربعاء، قتل خمسة عناصر من “الجبهة الشامية” وأصيب آخرون، جراء استهداف مسلحون مجهولون حاجز لها، على مدخل بلدة “سجّو” شمال مدينة إعزاز.

وأفادت مصادر محلية لـ “الحل نت” أن المسلحين كانوا يستقلون سيارة نوع “فان” بدون نمرة، ودراجات نارية أيضا، أطلقوا الرصاص مباشرة على عناصر الحاجز، وأغلب العناصر الذين قتلوا تلقوا رصاصات في منطقة الرأس، ومنهم القيادي محمد حمدو المعروف باسم (أبو حمدو بربوري) مسؤول الأمنية في قطاع “قاطمة“، وعلي بعجر وعمر حنورة، وإسماعيل عبد القادر.

تصفية حسابات

مصدر مقرب من “الشامية“، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، تحدث لـ “الحل نت” قائلا، إن المتهم الأول بقتل عناصر الحاجز، هم حركة “أحرار الشام“، لوجود توتر بين المجموعتين خلال اليومين الماضيين، تخلله تبادل التهديدات بالانتقام من بعض، على خلفية الاشتباكات الأخيرة بينهم في قرية الحدث شمالي مدينة الباب، بسبب السيطرة على معابر التهريب، والتي أسفرت عن سقوط جرحى وقتلى، وأسرى من الطرفين.

وأوضح المصدر أن الاتهام الموجه لخلايا تنظيم “داعش” الإرهابي بتنفيذ الهجوم وأسر بعض منهم دون نشر صور أو فيديوهات لهم، ما هو إلا تمويه وتهدئة لعناصر الجبهة الغاضبين، والذين توعدوا عناصر “أحرار الشام” بالانتقام، لأنهم يوقنون أنهم وراء الهجوم.

بينما اتهمت مصادر أخرى مقربة من “الجبهة الشامية“، فصيل “سليمان شاه” (العمشات) بالوقوف وراء العملية، كون “الجبهة الشامية” تعدّ الفصيل الأكبر في غرفة العمليات الموحدة “عزم” المكوّنة من عدة فصائل، والتي تبنت تنفيذ القرارات التي صدرت عن لجنة التحقيق في انتهاكات فرقة “السلطان سليمان شاه” وعزل قائدها “أبو عمشة” من منصبه.

سببها وجبات الإفطار

إلى ذلك، شهدت قرية “ميدانكي” التابعة لناحية “شران” بريف عفرين، الثلاثاء، اشتباكات مسلحة بين مجموعتين من “فيلق الشام” التابع لـ “الجبهة الوطنية للتحرير“، تسببت بمقتل عنصر وجرح أكثر من 15 آخرين، إضافة لإصابات في صفوف المدنيين، جراء خلاف على توزيع وجبات الإفطار على المدنيين وعوائل بعض المقاتلين، حيث حرم البعض منها، بحجة عدم وجود حصص كافية، ليتحول الأمر إلى تخوين بين العناصر المشرفين على التوزيع، تطور إلى اشتباك بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وتشهد مناطق النفوذ التركي في الشمال السوري، فوضى أمنية وعمليات اغتيال متكررة تطال عناصر وقادة من “الجيش الوطني“، إضافة إلى عمليات تفجير سيارات ودراجات مفخخة وعبوات ناسفة، غالبا ما تطال مدنيين أيضا، وتتسبب بأضرار مادية كبيرة في الممتلكات والمنازل، دون وجود رقيب أو حسيب على ذلك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.