انتشرت ظاهرة السلع الغذائية المغشوشة بشكل مخيف في سوريا مع قدوم شهر رمضان، حيث يعتبر بيع السلع والمنتجات المغشوشة وشبه التالفة والمنتهية الصلاحية ظاهرة كبيرة وخطيرة تخترق الأسواق السورية خاصة الأسواق الشعبية وعلى الأرصفة والشوارع العامة.

حالات كثرت في رمضان

حسبما وصفت تقارير صحفية محلية، فلم يتوقف تجار وبائعو مدينة حماة خلال هذا الشهر، عن ارتكاب مخالفات البيع بسعر تجاوز النشرة التموينية الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ولا الغش في اللحوم الحمراء والبيضاء والمواد الغذائية اللازمة لمائدة رمضان.

كما أشارت صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد، إلى أنه لم تمتنع المخابز الآلية العامة والخاصة عن إنتاج خبز رديء وربطات خبز ناقصة الوزن. بل إن النقاط التموينية أكدت زيادة حالات الغش والاحتيال وتهريب الخبز وغيرها.

فيما ذكر مواطنون للصحيفة، أن التجار والبائعين لا تردعهم أخلاقهم وضميرهم عن الغش في رمضان، كما إن دوريات حماية المستهلك لم تتمكن من ردعهم مهما خالفوهم، ومهما كانت شدة العقوبات والغرامات الباهظة.

وأوضح مواطنون أن الكثير من الباعة في أسواق حماة وفي مناطقها البعيدة عن أعين الرقابة لا يعلنون أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية، والكثير من البائعين لا يلتزمون بالأسعار المحددة رسميا، فهم غير راضين عن هوامش الربح الحالية المعقولة التي ينص عليها القانون، بل يبيعون بأسعار باهظة لجني أرباح ضخمة.

من جهته قال مدير التجارة الداخلية بحماة، رياض زيود، لـ “الوطن”، إن دوريات حماية المستهلك في الأسواق تتابع الأنشطة التجارية حسب إمكانياتها، وتضبط العديد من حالات الغش التي لم تتوقف أو تنقص خلال الفترة الأولى من أيام شهر رمضان.

وأوضح أنه خلال الأيام الماضية من هذا الشهر، ضبطت الدوريات عشرات الأشخاص المخالفين، واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم. مشيرا إلى أن الضبطيات شملت أشخاصا معتمدين يتاجرون بالخبز التمويني، وتجار بسوق الهال قدموا فواتير غير صحيحة، وبائعين لم يعلنوا عن الأسعار، وآخرون يبيعون بسعر أعلى.

للقراءة أو الاستماع: أدوية مغشوشة لتطعيم أطفال السرطان في كردستان العراق

فوضى عارمة بالأسواق

البيع حسب المزاج، هكذا وصف المواطنون حال التجار في مدينة حماة، إذ يرون أن الأسواق في فوضى عارمة، لا سيما وأن نصف طبق البيض وصل سعره إلى 7 آلاف ليرة سورية، وكيلو البندورة بيع مقابل 4000 ليرة، وكيلو البطاطا مقابل 3000 ليرة.

وبحسب الصحيفة ذاتها، فإنه سجلت أسعار طبق البيض 12200 ليرة وبعض الباعة سعرّوه بـ 12500 ليرة في حين تسعيرته الرسمية 12200 ليرة، وصدر الفروج المشفّى يباع ما بين 17000 – 18000 ليرة، وتسعيرته الرسمية 16600 ليرة.

أما بالنسبة للبندورة، فالكثير من البائعين يتقاضون 4000 ليرة للنوع الأول، و3800 ليرة للنوع الثاني، بينما تنص النشرة التموينية الرسمية على أن كيلو الصنف الأول يبلغ 3500 ليرة، وكيلو الصنف الثاني 2900 ليرة.

وبدا للصحيفة، أن الكثير من التجار يتقاضون 2500 ليرة سورية مقابل كيلو البطاطا، بينما يبيعها آخرون ما بين 2800 و3000 ليرة. في حين أن السعر الرسمي للكيلوجرام في نشرة التموين للفئة الأولى 2200 ليرة، للبيع بالجملة، و2500 ليرة بالتجزئة ، بينما يبلغ سعر الكيلوغرام في الفئة الثانية 1800 ليرة للبيع بالجملة و2000 ليرة بالتجزئة.

للقراءة أو الاستماع: بعد ارتفاع أسعارها.. بيع قهوة مغشوشة في سوريا

الاحتيال ينتشر في سوريا

يتذرع تجار سوريون بالأزمة الاقتصادية لتبرير احتيالهم على المواطنين، غير آبهين بأن الاحتيال بجميع أشكاله هو كارثة اجتماعية واقتصادية كبيرة، متجاهلين أن الضرر الذي يسببه يفوق كثيرا مصالحهم، حيث يصل تأثيره إلى صحة الإنسان والاقتصاد ككل.

وفي سابقة خطيرة يجب النظر لها، أكد المواطن المنحدر من مدينة درعا، عمر الأكراد، في حديث سابق لـ”الحل نت”، ما أن يقترب دنو شهر رمضان، حتى تنتشر في الأسواق السلع والمنتجات التالفة، والتي أصبحت تجارة كبيرة على حساب المواطن البسيط، الذي يلهث للحصول على أسعار رخيصة لتلبية احتياجاته بسبب تدني وضعه الاقتصادي وتردي ظروفه المعيشية.

مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة حماة، ضبطت قبل دخول شهر رمضان بيوم واحد، كميات كبيرة من التمور الفاسدة والموبوءة بالحشرات كانت معروضة للبيع. ولم تقتصر الضبطيات على التمور بحسب المديرية، بل شملت أيضا شراب أطفال منتهي الصلاحية، حيث تم ضبطه والحجز على المادة بقصد الإتلاف.

ونظرا لتصنيع المواد بدقة، لم يعد المواطن يميز بين الأصلي والمغشوش في أسواق دمشق التجارية والصناعية. والضعفاء من المواطنين هم ضحايا “نزاهة التموين”، فيما يغرق الأقوياء من التجار السوق بالمواد المقلدة دون رادع.

للقراءة أو الاستماع: في يوم واحد… كشف 30 طن مواد غذائية مغشوشة بسوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.