ارتفعت أسعار العقارات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية بنسبة 10 بالمئة إلى 20 بالمئة منذ بداية العام الماضي 2021، في وقت لم تظهر فيه مؤشرات على تراجع قيمها منذ ذلك الوقت وحتى الآن. في حين تشهد الفترة الحالية منذ مطلع العام الجاري ارتفاعا متسارعا في أسعار مواد البناء لأسباب عديدة أبرزها انهيار سعر صرف الليرة السورية، وندرة النقد الأجنبي في البنك المركزي، بالتوازي مع الزيادة بحركة بيع العقارات.

3 آلاف مليار في العام الحالي فقط.

أظهرت بيانات لوزارة المالية السورية، أن قيمة العقارات المباعة في المحافظات السورية منذ بداية العام الجاري، ولغاية 7 نيسان/ أبريل، ارتفعت إلى أكثر من 3 آلاف مليار ليرة، وتبلغ نسبة هذه الزيادة  8.3 بالمئة، مع تسجيل 116.2 ألف عقد بيع، فيما بلغ عدد عقود الإيجار 57 ألف و200 عقد، حسب مصادر صحفية محلية.

وحسب  تقرير للوزارة نشرته أمس الأحد، فقد سجل سوق العقارات معدل نمو أسبوعي بلغ 9.4 بالمئة، ومعدل يومي لعدد العقود المنفذة في آخر أسبوع 1933 عقدا، كما ارتفع المعدل الوسطي اليومي للقيم الرائجة لعقود البيع المنفذة في آخر أسبوع إلى نحو 49.4 مليار ليرة.

من جهة ثانية، بلغ إجمالي القيم الرائجة لعقود البيع المنفذة ما بين 3 أيار/مايو 2021 حتى 7 نيسان/أبريل الجاري، فقد نحو 9679 مليار ليرة، حيث صدرت محافظة ريف دمشق العدد الأكبر في عقود البيع، بنسبة 25.8 بالمئة، ومن ثم اللاذقية ثانيا بنسبة 11.8 بالمئة، وثالثا طرطوس بـ10.7 بالمئة، وبعد ذلك جاءت كل من حمص بـ11.3 بالمئة، و حلب بـ11.7 بالمئة، و حماة بـ10.2 بالمئة، ودمشق بنسبة 7.5 بالمئة، ودرعا بنسبة 5.8 بالمئة، وأخيراً السويداء بنسبة 3.6 بالمئة.

وأوضح التقرير أن عدد عقود الإيجار المنفذة من بداية العام الحالي ولغاية 7 نيسان/أبريل، بلغ 57.2 ألف عقدا، بنسبة نمو 6.9 بالمئة، وبمعدل وسطي يومي بلغ 745 عقد في آخر أسبوع، حيث استحوذت دمشق الحصة الأكبر بنسبة 33.2 بالمئة، كما أشار التقرير إلى أن عدد عقود الإيجار المنفذة من 7 نيسان/أبريل 2021، ولغاية 31 آذار/مارس 2022 بلغت 192.3 ألف.

إقرأ:دمشق.. سوق عقارات على “الفيسبوك” يرفع أسعار الشقق 3 أضعاف

الوافدون أكثر المشترين ودمشق الأعلى سعرا

بين تقرير سابق لموقع “الحل نت”، أن الوافدين يشكلون غالبية الأفراد الذين يمتلكون عدة عقارات في سوريا. في حين استبعد أن يقوم الأشخاص الذين يمتلكون عدة منازل في نفس المحافظة ومن يمتلكون منازل في المواقع الأكثر غلاء بيعها، بعد أن أخرجتهم الحكومة من دائرة الدعم.

 وتعود الزيادة المستمرة في أسعار سوق العقارات في دمشق إلى عوامل غير مرتبطة باحتياجات الإسكان في حد ذاتها، بل بالمضاربة. فبسبب سماسرة العقارات الذين أصبحوا أبرز مشتري وبائعي العقارات خصوصا على موقع “فيسبوك”، أدت المضاربة إلى ارتفاع أسعار العقارات بينما ظل المواطنون العاديون غير قادرين على شراء منازلهم، وارتفعت أسعار العقارات في دمشق أسوة بكل شيء، حيث تصل أسعار المنازل إلى مليار ليرة سورية، فيما تساوي تكلفة الإكساء تكاليف البناء إذا لم يتم تجاوزها، حسب متابعة “الحل نت”.

يجد السوريون أن العقارات هي المكان الأكثر أمانا لاستثمار مدخراتهم، إذا كان بإمكانهم تحمل تكاليفها. وفي السنوات الأخيرة، أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار العقارات بشكل مضطرد عند قياسها بالقيمة الاسمية، لا سيما في المناطق التي تقع ضمن المخطط العام لمدينة دمشق، أحد أكثر المواقع رواجا في سوريا.

قد يهمك:خلال عام واحد.. السوريون يشترون عقارات بأكثر من 7 تريليونات ليرة

هذا وتعتبر العقارات أبرز وأهم الأسواق في سوريا، وأكثرها نشاطا حتى في فترات الركود الاقتصادي أيا كان سببها، وذلك نتيجة خضوعها للعرض والطلب، وسعي الكثيرين للادخار فيها في ظل عدم وجود استقرار مالي في سوريا، بسبب تدهور قيمة صرف الليرة أمام الدولار بشكل غير مسبوق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.