عادت التوترات الأمنية مجددا إلى مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، منذ ثلاثة أيام، على خلفية حصار حكومي على الأحياء الكردية بمدينة حلب، شمال سوريا، منذ منتصف الشهر الفائت.

وقال مصدر أمني في “الإدارة الذاتية” لموقع “الحل نت”، الأحد، إن قوى الأمن الداخلي (الأسايش) فرضت إجراءات أمنية في القامشلي، وكثفت حواجزها الأمنية وسط القامشلي، وبالقرب من المربع الأمني ردا على حصار قوات حكومة دمشق لأحياء كردية في حلب.ومنذ منتصف شهر آذار/مارس الفائت، تمنع الفرقة الرابعة التابعة لقوات حكومة دمشق، وصول مواد غذائية إلى حي الشيخ المقصود بحلب، والذي تديره إدارة مدنية خارجة عن سيطرة حكومة دمشق.

وأغلقت “الأسايش” طريق المطار، كما “طردت قسما من عمال وموظفي فرن “البعث” التابع للحكومة السورية في مدينة القامشلي، على خلفية عدم استجابة قوات الحكومة لفك الحصار عن حي الشيخ مقصود في حلب”، وفقا ل “المرصد السوري” لحقوق الإنسان.

وقال محمد شيخو، الرئيس المشترك للمجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، في تصريح صوتي لموقع “الحل نت”، إن مجموعات “الفرقة الرابعة” التابعة لحكومة دمشق، فرضت حصارها على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب منذ ال 13 من شهر آذار/مارس الفائت.

وبدأ الحصار بمنع دخول عربة محملة بمادة السكر على أحد حواجز “الفرقة الرابعة” على أطراف حي الشيخ مقصود، بحسب “شيخو”.

وأضاف “شيخو”، أن حاجز الجزيرة وحاجز السكة في حي الشيخ مقصود التابعين لـ “الفرقة الرابعة وأمن الدولة” يمنعان دخول المواد الغذائية والطحين والمشتقات النفطية إلى حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، منذ أكثر من 20 يوما، ما أدى إلى فقدان مادة الطحين ومواد أخرى أساسية من الأسواق.

وأشار إلى أنه منذ نحو أسبوع تم استنزاف الكميات الاحتياطية من المستودعات جراء الحصار المفروض وتوقف معظم الأفران عن العمل، بالتوازي مع الظروف المعيشية الصعبة التي تعصف بالمنطقة  وفقدان لأدنى مقومات الحياة وغلاء الأسعار.

“كارثة إنسانية” تهدد حياة 200 ألف مدني

ووصل سعر ربطة الخبز السياحي إلى 4500 ليرة سورية بعد أن كانت نحو 1500 ليرة قبل بدء الحصار والتضييق من قِبل حواجز “الفرقة الرابعة”، الأمر الذي ينذر بوقوع “كارثة إنسانية” وشيكة، تهدد حياة  نحو 200 ألف مدني يقطن في تلك الأحياء، وفقا للرئيس المشترك للمجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب.

ومنذ تشرين الأول/أكتوبر من العام 2018، تقوم الحواجز الأمنية التابعة لحكومة دمشق، بين الحين والآخر، بإغلاق معبر المسلمية الذي يفصل بين ريف حلب الشمالي ومركز مدينة حلب، فيما تتعمد عناصر الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق، بفرض حصار خانق لحيي “الشيخ مقصود والأشرفية” بدءا من منع دخول المحروقات مرورا بفرض الإتاوات على المدنيين وصولا إلى منع دخول مادة الطحين إلى تلك الأحياء.

وقال المحلل السياسي الدكتور فريد سعدون، في تسجيل صوتي لموقع “الحل نت”، إن المشكلة ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى جملة من الظروف، فهي تكررت لأكثر من مرة خلال الفترة الماضية، حيث تبادل كلا الطرفان فرض حصار على مناطق محسوبة على الآخر لفرض أوراقه وأجنداته.

حكومة دمشق “مسؤولة أولا” عن تأمين قوت الشعب

وأضاف “سعدون”، أن هذه الخلافات تضر بالشعب، من خلال فرض حصار على قوت الناس من الطحين والمواد الأخرى، مشيرا إلى أن حكومة دمشق هي المسؤولة أولا، والتي من المفترض عليها تأمين قوت الشعب، وأن تكون حريصة عن لقمة الناس وكذلك هي مسؤولية الإدارة الذاتية.

وهناك جملة من الظروف التي تؤدي إلى منازعات وخلافات مستمرة بين الطرفين، منها الأزمة الاقتصادية، وتفرض حكومة دمشق حصارها على الإدارة الذاتية من خلال الخاصرة الرخوة في الأحياء الكردية بحلب، وفقا ل “سعدون”.

وقال “سعدون” إن توقف فرن “البعث” الآلي في القامشلي التابع لحكومة دمشق عن العمل، والذي كان ينتج يومياً نحو 20 طن من مادة الخبز، سيؤدي إلى أزمة في الخبز إن لم يتم حل المشكلة سريعا.

توجيهات محافظ الحسكة بوقف فرن “البعث”

وتوقف فرن “البعث” الحكومي عن العمل بتوجيهات من محافظ الحسكة “غسان خليل” وفق تصريح له لجريدة “الوطن” المحلية، بسبب الوضع القائم، على حد وصفه.

وأشار المحلل السياسي إلى أن الحل قريب وهناك وساطات روسية لحل المشكلة كسابقاتها ولن تؤدي إلى اشتباكات بين الطرفين.

ومطلع العام الفائت، فرضت قوات “الأسايش” طوقا أمنيا حول المربع الأمني وهي منطقة صغيرة تابعة لسيطرة حكومة دمشق في مدينة الحسكة التي تخضع معظمها لسيطرة الإدارة الذاتية.

وجاء ذلك على خلفية اتهامات متبادلة بين الحكومة والإدارة الذاتية، حيث اتهم محافظ الحسكة غسان خليل، قوات سوريا الديمقراطية بحصار أحياء في الحسكة، لنيل “مكاسب” في مناطق أخرى، في حين اتهمت مصادر مسؤولة في الإدارة الذاتية دمشق بفرض حصار على مناطق تسيطر عليها في حلب.

وبعد شهرين من التوتر حينها، توصلت الإدارة الذاتية وحكومة دمشق لاتفاق حيال التوتر بين الطرفين في منطقتي حلب والحسكة، وفك الحصار الحكومي عن حلب وريفها الشمالي برعاية روسية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.