لإخفاء الصواريخ والذخائر، تعمد ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني على تغير مواقع مستودعات أسلحتها، بشكل مستمر ضمن مناطق انتشارها في محافظة دير الزور، شرقي سوريا، وأن تطلب ذلك تغير المواقع لأكثر من ثلاث مرات خلال شهر واحد.

مصادر خاصة أفادت لـ “الحل نت” أن ميليشيا “الحرس” عملت خلال اليومين الماضيين، على نقل ذخائر وصواريخ كانت مخبئة في المربع الأمني الروسي سابقا في مدينة الميادين، إلى مسبق الصنع خارج المدينة، مستغلة انقطاع التيار الكهربائي في ساعات متأخرة من الليل، موضحة أن “مسبق الصنع يعد أحد أهم مراكز الميليشيات الإيرانية في المنطقة”.

ولفتت المصادر إلى أن “الميليشيا قامت في مطلع الشهر الجاري بنقل الذخائر ذاتها من مجمع المدارس في المدينة إلى المربع الروسي، أي مشروع المياه وما يحيطه من منازل كانت تتخذها القوات الروسية مراكز لها، قبل أن تنقلها لاحقا لجوار مطار دير الزور العسكري”.

استخدام أنفاق “داعش”

الصحفي أمجد الساري، المتحدث باسم شبكة “عين الفرات”، أفاد لـ “الحل نت” قائلا إن “الميليشيات الإيرانية، تلجأ بشكل دائم لإخفاء أسلحتها وصواريخها، عندما تحس بخطر الاستهداف الجوي من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي أو “التحالف الدولي”، لذا تسعى دائما لابتكار طرق جديدة تحمي مواقعها ومخازن أسلحتها من تلك الاستهدافات”.

مضيفا أنها “تلجأ أحيانا إلى استخدام شبكة الأنفاق التي كان تنظيم “داعش” الإرهابي قد حفرها أثناء سيطرته على المنطقة، لإخفاء الصواريخ أيضا”.

وتمتد هذه الشبكة من قرية الشيخ أنس وقلعة الرحبة ومنطقة المزارع، وصولا إلى مركز مدينة الميادين، وفقا للمتحدث.

خنادق في الرقة ودير الزور

وسبق أن أفادت مصادر خاصة لـ “الحل نت” أن ميليشيا “الحرس الثوري”، المنتشرة بريف دير الزور الغربي وصولا إلى ريف الرقة الشرقي، بدأت في أواخر يناير الفائت، بعملية إنشاء مخازن للأسلحة والصواريخ بعيدة المدى والمتوسطة بشكل متزامن في كلا المنطقتين، عن طريق حفر خنادق يصل عمقها إلى 8 أمتار تحت الأرض في منطقة جبال البشري”.

مشيرة إلى أن “المشرف على عمليات الحفر، كلا من ميليشيا “فاطميون” و”النجباء”، تحت إشراف مباشر من قيادة “الحرس الثوري”، حيث قاموا بتقسيم ورشات العمل لقسمين، الأولى تعمل في ريف دير الزور الغربي بشكل مناوبات، وورشة أخرى شرقي الرقة، تعمل على إنشاء المستودعات في بادية معدان”.

ليست جديدة

وفي الثامن من يناير ذاته، أقدمت ميليشيا “الحرس الثوري”، على حفر خنادق في منطقة الحزام الأخضر بريف البوكمال، وإخفاء ما يقارب 25 صاروخا، من خلال دفنها بالهنغارات التي حُفرت بداخل معسكر سليماني ومعسكر آخر تابع لميليشيا “فاطميون” في المنطقة ذاتها”، وفق مصادر خاصة لـ “الحل نت” في المنطقة.

هذا وكشفت تقارير سابقة لـ “الحل نت”، اتباع الميليشيات الإيرانية، لخطوات تمويه مماثلة تمثلت برفع أعلام النظام الحاكم في سوريا، فوق مقراتها الاستراتيجية المنتشرة في عموم المنطقة والبادية، ولا سيما أن تلك المقرات تحوي أسلحة وذخائر وصواريخ بعيدة المدى، وذلك لحمايتها من القصف الجوي الإسرائيلي أو التابع للتحالف الدولي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.