تستمر معاناة الأهالي ضمن مناطق سيطرة القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها، في محافظة دير الزور شرقي سوريا، مع ازدياد تجاوزات الأخيرة، والتي وصلت لحد لا يطاق، بدون أي محاسبة لها من قبل الجهات الحكومية أو الأجهزة الأمنية التابعة لها.

“الحل نت” رصد آخر تلك التجاوزات، بداخل أحياء المدينة المأهولة، حيث يقوم عناصر من ميليشيا “لواء القدس” أو “الدفاع الوطني“، بسرقة أحذية المصلين من أمام المسجد، لبيعها في السوق السوداء، للاستفادة من ثمنها.

حيث التقى مراسل “الحل نت” بعدد من المسروقين الذين كانوا يضطرون في كل مرة إلى  استعارة نعل المصلى للعودة به إلى منازلهم.

عاد حافي القدمين

خالد الكيصوم، من سكان حي الجورة، وأحد المسروقين، يقول لـ “الحل نت” إنه “تعرض لسرقة حذائه من أمام المسجد لمرتين، خلال شهر رمضان، بعد أدائه لصلاة التراويح، ليعود حافي القدمين إلى المنزل“، مشيرا إلى أن “الحذاء الذي سرق منه في المرة الأخيرة، حذاء رياضي، قد أرسله له شقيقه من خارج سوريا، يبلغ سعره حوالي 40 ألف ليرة سورية“.

يتابع، أنه “رأى أحد عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” في الحي الذي يقطنه يرتديه بعد يومين فقط من سرقته، ما أثار غضبه، ليسأل العنصر عن مصدر الحذاء، ليجيبه الأخير بنبرة حادة، أنه قد اشتراه من بسطة أحذية متنقلة في شارع الوادي“.

وأكد المتحدث أن “العنصر هو من سرق الحذاء، مبرر ذلك أن عناصر “الدفاع الوطني” وعناصر من ميليشيا “القدس“، يقومون بنصب حواجز لهم أمام المساجد منذ بدء شهر رمضان، وخاصة عند صلاة التراويح، فلا يجرء لص على سرقة الأحذية، إلا إذا كان متعاون معهم أو عنصر لديهم“.

نعل بلاستيك لتفادي السرقة

الحاج بدر الويس، يفضل ارتداء نعلا من البلاستيك بعد سرقة حذائه في أول يوم من رمضان، من أمام المسجد، خلال تأديته فرض صلاة التراويح أيضا، ويضيف في حديث لـ “الحل نت” قائلا إنه “اشترى حذائه قبل رمضان بيوم واحد من أجل الذهاب به إلى صلاة التراويح، إلا أنه سرق منه في اليوم الأول، وهو الأمر الذي تسبب بانزعاجه كثيرا“، واتهم الويس، عناصر ميليشيا “لواء القدس” بسرقته، لأنه لا يمكن للص أن يسرق بوجود خمسة عناصر منهم متمركزين أمام باب المسجد، وفق تعبيره.

مصلى النساء لم يسلم من السرقة

أما ليلى الخميس، لم تسلم هي الأخرى من سرقة حذائها، بمصلى النساء أثناء ذهابها لتأدية صلاة التراويح برفقة زوجها، في حي القصور، حيث وبعد انقضاء الصلاة، بحثت طويلا فلم تجد حذائها، حيث اعتقدت أنه سقط بين بقية الأحذية، وبعد بحث عميق وبعد أن أخذت كل النسوة أحذيتها، أيقنت أنه قد سرق منها، فاضطرت إلى استعارة نعل من المسجد للعودة به إلى منزلها.

وتقول الخميس في حديثها لـ “الحل نت” إن “سارقي الأحذية هم من يدعون حراسة المسجد، وتقصد هنا عناصر الميليشيات، إذ ينصبون دوريات لهم عند باب المسجد لسرقة الأحذية ومن ثمة بيعها، للاستفادة منها، وليس لأي غرض آخر“.

سرقات من عدة أطراف!

لا تقتصر السرقات والتجاوزات بحق الأهالي على عناصر الميليشيات المحلية فحسب، حيث تقوم الميليشيات الإيرانية وعناصر الميليشيات الروسية، بتجاوزات تضاهيها أو تتفوق عليها أحيانا، وفي تقارير سابقة لـ “الحل نت” وثقت العديد من تلك التجاوزات والانتهاكات، وعلى سبيل المثال لا الحصر

أقدمت مليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، في يناير الفائت، على مصادرة أكثر من 17 مضخة مياه، تعود ملكيتها لمزارعين في ريف مدينة الميادين.

وبحسب شهادات مصادر أهلية لـ “الحل نت“، أن “دوريات تتبع لـ “الحرس الثوري“، استولت على سبعة مضخات مياه، تستخدم لري الأراضي الزراعية بالقرب من بساتين حج قبين في مدخل المدينة، بحجة وقوعها في مناطق أمنية تابعة لهم“.

وسبقها بأيام قليلة، استولت مليشيا “الفوج 47 ” التابعة لـ “الحرس الثوري“، على 16 منزلا في محيط مطار الحمدان، بدون موافقة أصحابها المقيمين خارج البلاد، حيث حولتها إلى مقرات عسكرية وأمنية لها“.

ووفقا لشهادات مدنيين تعرضوا للسرقات، فإن “الشرطة تكتفي بكتابة الضبط بتلك السرقات، وتتعهد بمتابعة القضية، لكن دون نتائج، إضافة إلى أنها لا تتحمل أي مسؤولية عن الفوضى والوضع القائم الذي أصبح لا يطاق“.

في حين أن مجموعة من الأهالي قد اشتكوا من تكرار التجاوزات والانتهاكات، لكن لا فائدة وسط إهمال من قبل الحكومة، على الرغم من انتشار حواجز كثيرة لميليشيا الدفاع الوطني وحواجز للقوى الأمنية الحكومية على مداخل الأحياء والشوارع الرئيسية في مدينة دير الزور وأريافها، إلا أن عمليات السرقة بشتى أنواعها لاتزال مستمرة وبشكل منظم، الأمر الذي اعتبره السكان دليلا كافيا على وقوف كلا الطرفين خلف تلك الانتهاكات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة