تعاني محافظة السويداء جنوب سوريا من توترات أمنية في الآونة الأخيرة، جاءت عل خلفية الاحتجاجات التي اندلعت مطلع شباط/فبراير الماضي بعد صدور قرار إلغاء الدعم، والذي اعتبره ناشطون من أبناء السويداء القشة التي قصمت ظهر البعير.

حيث اشتكت السويداء ككل المحافظات السورية خلال السنوات، من التهديد الأمني وتأثرت بالتراجع الاقتصادي الذي أفقر السوريين، لذلك كان كل ذلك إرهاصات سبقت إلغاء الدعم والتضييق الأمني على أبناء السويداء.

تحركات سياسية

عقدت اللجنة والوطنية والهيئة الاجتماعية في السويداء، اجتماعا قبل عدة أيام في منزل أحد الناشطين في السويداء، وجرى الاجتماع بحضور نحو 60 شخصا، تداول فيه المجتمعون الأوضاع في المحافظة عقب التوترات الأمنية والتدهور الاقتصادي والإهمال المعيشي.

وتعمل اللجنة الوطنية على محاولة لإعلان برنامج سياسي مناسب للمرحلة، غير متعصب لأي أيديولوجيا ولا لأي عقيدة حزبية أو طائفية أو عائلية.

ويرى الناشط من السويداء وائل، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن تداعيات الأوضاع العامة، والتدهور الحاصل في بنية المجتمع والدولة الهشة، تحتم على كل مواطن أن يضطلع بدوره من أجل الحيلولة دون المزيد من الانزلاق نحو الهاوية.

وأضاف أن الاحتجاجات الأخيرة كانت ردة فعل طبيعية على تدني مستوى المعيشة وغلاء الاسعار، والبطالة المرتفعة، ولذلك ومن منطلق المسؤولية الاجتماعية تم هذا اللقاء هومحاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في سوريا، وهذه همزة الوصل بين الشارع وقيادات المجتمع في السويداء.

وتطرق المجتمعون إلى اتهامات الأجهزة الأمنية السورية للحراك الشعبي في السويداء بأنه ارتهان للخارج، ومن يقومون به عصابات، وردة فعل المحتجين بالقيام بوقفة أخيرة أمام ضريح سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى، للتأكيد على أن سوريا بكاملها هي المحور والهدف والطريق.

إقرأ:هل تشتعل شرارة التصعيد في السويداء؟

لقاء جمع معظم التباينات الفكرية  

نجح الاجتماع في جمع كل المكونات المتباينة،حيث كان التنظيم جيدا، وأعطي الكلام لكل ممثلي التيارات الفكرية والسياسية، وتم الإصغاء من الجميع للجميع.

ولكن كان هناك رفض لدى البعض لمفهوم الدولة العلمانية، والذي مازال مبهما لدى عامة الناس، أما الفئة المتدينة فترفض فكرة العلمانية من منطلق أنها معادية للدين، واللقاء ناقش هذه الزاوية وحاول ايصال المفهوم الحضاري للدولة العلمانية، والتي تضمن الحرية الشخصية وتساوي الجميع أمام القانون كأطر عريضة للعلمانية، كذلك ضرورة تبني الديموقراطية من أجل الوصول بالمجتمع لمصافي المجتمعات الراقية، حسب وائل.

وكان هناك اتفاق من الجميع من أجل توحيد الجهود وتحديد الأولويات التي لا يمكن بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف أن تكون متجاوزة لسوريا الحرة المستقلة بكل مكوناتها وجغرافيتها.

قد يهمك:احتجاجات السويداء.. كيف يستمر الحراك دون اختلاق فتنة من دمشق؟

هل نجحت اللجنة الوطنية وحققت أهدافها؟

يقول وائل، أن المجتمعين اعتبروا أن مجرد المحاولة في هذا الظرف الصعب هو بداية طريق النجاح، وهو نجاح جزئي، ومن خلال المداخلات هناك نجاح باهر بالاتفاق على المفاهيم والأهداف والأدوات، بالأخص بما يضمن وحدة سوريا، والإجماع على وحدة المصالح.

وأوضح أنه يبقى هناك التنفيذ وهوأمر بالغ الصعوبة لتفرد السلطة بمقدرات البلد، وعدم توفر الحد الأدنى من الامكانات بيد الشعب، مشيرا إلى أن النجاح الأكبر يكون بامتلاك الشعب مقدراته وثرواته واستخدامها في سبيل بناء الدولة والمجتمع.

إقرأ:من هو جهاد بركات الذي هدد أهالي السويداء؟

وختم وائل، أن جميع أعضاء اللجنة والمشاركين في اللقاء قيادات اجتماعية بارزة ومثقفين متمكنين، يمكن لهم توحيد الجهود في سبيل إخراج خطاب متوازن، وآملا ألا يكون المتضررون من هذا الاجتماع حجر عثرة أمام عمل اللجنة، والتفكير من منطلق تغليب مصلحة المواطن على المصالح الشخصية ومصالح الفاسدين.  

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.