تعد القطايف المحلاة، من أبرز أصناف  الحلويات التي يتم تناولها بعد الإفطار برمضان، حيث ارتبط حضورها فقط في هذا الشهر على مدى العام بأكمله، إلا أن هذا النوع من الحلويات تحول في سوريا لصنف يعد الأغلى على مستوى مائدة الإفطار المحلية، لا سيما وأن أغلب السكان يعانون من انحدارهم تحت مستوى الفقر.

قطايف بالذهب

في حديث لـ”الحل نت”، مع أحد العاملين في المطاعم المصنفة 5 نجوم في مدينة اللاذقية، ذكر أن الجمعة الماضية شهدت ثلاث مطاعم وهي “لا ميرا” و”الجغنون” ومطعم “فيو” – الطلة – الذي تملكه نجاح العطار التي كانت تشغل نائب رئيس الجمهورية عام 2006، عرض القطايف المغطاة بالذهب.

العامل الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، قال إن القطيفة التي أعلن عنها في هذه المطاعم جرت(جذبت) العديد من الأوليغارش السوريين، ليمارسوا هواياتهم بالتصوير والتفاخر بدفع مبلغ مليون ليرة سورية من أجل حبة قطايف محشوة بالمكسرات ومغطاة بالذهب.

وبيّن المصدر، أن عدد القطايف المغطاة بالذهب المباعة خلال اليومين السابقين، تعدى الـ30 واحدة، بعد أن شاركت المطاعم المعلومات فيما بينها، فيما كانت الحظ الأوفر لشراء القطايف الذهبية، من نصيب عائلة جميل الأسد – شقيق رئيس سوريا السابق حافظ الأسد، وعم السوري الحالي، بشار الأسد، ترتيبه الثاني بعد حافظ الأسد وقبل رفعت الأسد.

للقراءة أو الاستماع: “مليون ليرة”.. تكلفة طبخة واحدة خلال شهر رمضان للعائلة السورية

أوراق الذهب الصالحة للأكل

إضافة أوراق الذهب على الطعام، هي عادة دخيلة، استحدثت مؤخرا من قبل أبرز الشيفات الحاليين، من أجل رفع أسعار الطعام الذي يقدمونه، فيمكن استخدامه لتزيين الطعام، إذ يعتبر الذهب “خاملا بيولوجيا” بمعنى أنه يمر عبر الجهاز الهضمي دون أن يتم امتصاصه.

ويستخدم الذهب المخصص للأكل، في الغالب في صناعة الحلويات ومتاح في شكل أوراق ورقائق. ويعد أحد أغلى الأطعمة في العالم، ولكن بالنظر إلى أنه ذهب حقيقي، فإن الأوراق والرقائق غير مكلفة نسبيا. لكنها تستخدم لإضفاء عنصر ساحر على الطبق.

وتضيف الرقائق بريقا ذهبيا إلى قوالب الحلوى والكب كيك؛ كما يتم استخدامها بشكل متكرر من قبل مقدمي المشروبات لإضافة بقع ذهبية عائمة إلى المشروبات. إذ يحب المشاهير الحصول على مثل هذا الصنف، وبسبب انتشار الفيديوهات على وسائط التواصل الاجتماعي، بات الفضول لدى العامة من الناس لتجربتها رغم أنها باهظة الثمن.

وسبق أن اعترف رئيس مطعم “سالت باي” الشهير في لندن، التركي نصرت جوكتشي، والذي اشتهر بتقديمه طعام مغطى بأوراق الذهب لعدد من المشاهير ورؤساء الدول، أن أوراق الذهب لا تُحدث أي فرق في مذاق اللحم. وعلى الرغم من ذلك يتهافت الجميع لشراء شريحة اللحم المغطاة بالذهب بمبلغ يتجاوز 5 آلاف دولار أميركي.

للقراءة أو الاستماع: سخرية جديدة من التلفزيون السوري.. “الطبخة احترقت” في برنامج رمضاني

30 ألف للطبخة الواحدة

على الضفة المقابلة، وبعيدا عن أغنياء سوريا، لم يعد شهر رمضان كما كان من قبل في سوريا، حيث لم تعد هناك عزائم أو لم شمل عائلي كما في السابق حول موائد رمضان، بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار، خاصة أسعار المواد الغذائية واللحوم والخضروات، فضلا عن شحّ الخدمات العامة مثل الغاز والكهرباء والمواصلات.

حيث كان للسوريين مذاق خاص مع هذا الشهر، من خلال إعداد الأكلات المتنوعة وإقامة عزائم و”سكبة صحن” للجيران، لكن خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة هذا العام، يبدو الأمر مختلفا تماما، حيث باتت طبخة واحدة مع صحن فتوش وزبدية شوربة تكلف الأسرة الواحدة نحو ربع راتب الموظف تقريبا، لذا فإن هذا الشهر لم يجمع مثل قبل لمة الأسرة على طاولة واحدة في أول يوم أو حتى باقي الأيام نظرا لكونها عزيمة تفوق القدرات المالية بمراحل كثيرة للعوائل السورية.

في شوارع محافظة طرطوس أكدت أم ربيع أن صحن الفتوش لأسرة مؤلفة من 4 أشخاص بات يكلف 10 آلاف ليرة سورية وكيس عدس الشوربة الذي يكفي يومين أو ثلاثة ثمنه 7 آلاف ليرة.

بينما أشارت أم كامل أن تكلفة طبخة كوسا بلبن بلغت 30 ألفا ثمن لبن ولحمة وكوسا ورز، فما بالك بطبخة يومية أي مليون ليرة بالشهر ثمن طبخة واحدة يوميا خلال شهر رمضان، وفقا لتقرير سابق لصحيفة “الوطن” المحلية.

وهذه التكلفة كلها نتيجة ارتفاع الأسعار غير المسبوق في سوريا جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، وخاصة بالتزامن مع شهر رمضان. بينما يعيش معظم السوريين أزمة اقتصادية خانقة منذ سنوات عديدة نتيجة الحرب في بلادهم، فضلا عن تدني رواتب الموظفين ومداخيل المواطنين بشكل عام، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية.

قد يهمك: فوضى في أسعار الفروج بسوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.