قبل أيام قليلة من شهر رمضان قال رئيس شعبة المطاعم في غرفة السياحة بدمشق ماهر الخطيب، إنه سيتم إغلاق معظم المنشآت خلال شهر رمضان بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الغاز الصناعي والمازوت وارتفاع سعر تنكة الزيت والمواد الغذائية الأخرى بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

من جهتها، أصدرت الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمتنزهات تعرفة جديدة للخدمات المقدمة في المطاعم والمقاهي والتي قُدرت بزيادة 20 بالمئة فقط.لكن يبدو أن مغالاة المطاعم والمقاهي السياحية رفيعة التصنيف في زيادة أسعارها لا تتناسب مع التزامها بنفس معايير جودة الخدمة، فضلا عن تجاهل توفير معايير الراحة والرفاهية واحترام الزوار وتلبية متطلباتهم، وفقا لرواد وزبائن المطاعم.

أسعار لا تتناسب الخدمة

نشرت صحيفة “البعث” المحلية، أول أمس، تقريرا قالت فيه إن المعنيين في وزارة السياحة ومديرياتها أنفسهم اعترفوا بتأثير الزيادات المتتالية في أسعار السلع والخدمات على أسعار المقاهي والمطاعم وجميع المنشآت السياحية، المصنفة ضمن المعايير السياحية من 3 نجوم وأكثر، أو المطاعم ذات الشعبية والتي رفعت أسعارها أكثر من مستويات التضخم دون الحفاظ على جودة خدماتها، من حيث المنتج أو الخدمة.

واستغرب عدد من مرتادي المطاعم والمقاهي تعرضهم لمعاملة غير جيدة، أو غير مهنية ولا تمت لمعايير الجودة والاحترام بصلة، ووصل إلى حد تعاطي بعض العاملين في تلك المنشآت بازدراء وعدم اهتمام معهم، وعدم الرد على طلباتهم، وفقا للصحيفة المحلية على لسان بعض المواطنين.

وأضافت الصحيفة المحلية، “تعرض بعض مرتادي المطاعم لردود وإجابات غير مناسبة ومن بينهم (ما عجبك روح اشتكي) أو (هاد اللي عنا)..”، إضافة إلى تعنت العاملين فيها في الإجابة على الاستفسارات حول مخالفات تتعلق بالتزام المنشأة بالمعايير الصحية.

من جانبهم، طالب رواد المطاعم الجهات المعنية بتشديد الرقابة على المطاعم والمقاهي وتفعيل أرقام الشكاوى والاستجابة الفورية، لافتين إلى أن تلك المحال تستفيد من تصنيفها السياحي في رفع أسعارها، من دون الاهتمام بأية معايير سياحية أخرى تتعلق بجودة الخدمات المقدمة.

بدوره أكد عضو المكتب التنفيذي لقطاع الثقافة والسياحة في محافظة دمشق فيصل سرور لصحيفة “البعث” المحلية، عن رصد تلك المخالفات عن طريق الجولات التفتيشية الاعتيادية.لافتا إلى أن سوء معاملة الزبون تعتبر من المخالفات التي ترصدها دوريات المحافظة والتي تستجيب لشكاواهم بشكل مباشر، مبينا أن المطاعم والمقاهي المصنفة سياحيا يجب أن تقدم خدمات متوافقة مع تصنيفها للزوار بدءا من الترحيب وجودة الخدمة وحتى انتهاء الزبون وخروجه من المطعم.

وأكد سرور أن لجان المحافظة سجلت مخالفات حقيقية بحق مطاعم ومحال بسبب سوء معاملة الزبون، والتي كانت تتم من خلال إساءة تصرف كادر المطعم مع الزائر، وعدم الاستجابة للمتطلبات التي تعتبر من حقه، والرد على الزوار بطريقة استفزازية.

وأرجعت تصريحات سابقة صادرة عن مختصين في قطاع السياحة ذلك إلى ضعف تأهيل الكوادر، والاعتماد على كوادر غير متخصصة في القطاع بسبب الوضع الراهن في سوريا.

قد يهمك: زبائن 5 نجوم في أسواق السمك السورية

تسعيرة المطاعم “غير كافية”

كشف رئيس الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمتنزهات، كمال النابلسي، في تصريحات سابقة لصحيفة “الوطن” المحلية، قبل شهر رمضان بأيام، عن صدور التعرفة الجديدة الخاصة بأسعار الخدمات المقدمة في المطاعم والمقاهي، وبيّن النابلسي، أن الزيادة الحاصلة على الأسعار تقدر بنحو 20 بالمئة.

وأتت هذه التصريحات مضاربة لما أفاد به رئيس شعبة المطاعم في غرفة السياحة بدمشق ماهر الخطيب، في لقاء إذاعي سابق، “إنه سيتم إغلاق معظم المنشآت خلال شهر رمضان المقبل بسبب الارتفاع الخيالي في الأسعار، وأن شهر رمضان يعتبر موسما للمطاعم، لكنه “موسم مضروب” هذا العام، وإقبال المواطنين على المطاعم انخفض بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع الأسعار حتى تضررت المقاهي أيضا ولكن أقل من المطاعم”.

كما أضاف الخطيب وقتذاك، أن للمنشآت السياحة وحتى المنشآت التابعة للحرفيين مستحقات شهرية من المازوت وهذه المستحقات منذ ثلاثة أشهر انخفضت إلى 50 بالمئة ومنذ حوالي الشهرين الكمية التي خفضت إلى 50 بالمئة أيضا تم تخفيضها بنسبة 50 بالمئة، بمعنى من كانت مستحقاته 1000 ليتر مازوت انخفضت إلى 250 ليتر، وفي الشهر الماضي لم نستلم المخصصات نهائيا، وفق تعبيره.

وأردف الخطيب، أن أسطوانات الغاز الصناعية حالها مماثل للمازوت، فإذا كان يحق لصاحب المنشأة 5 أسطوانات غاز يوميا أصبحت اثنتين فقط، وهناك منشآت لا تستلم مستحقاتها ويلجئون للسوق السوداء، متسائلا: كيف يتواجد غاز ومحروقات في السوق السوداء ولا يتواجد عند شركة “سادكوب”.

لم تجد الإجراءات التي تدعي الحكومة القيام بها كتسيير دوريات لمراقبة الأسواق وتحرير ضبوط بحق المخالفين نفعا، كما أنها لم تؤثر في الأسعار مطلقا، فالأسعار لا تزال في صعود بشكل يومي، وهذا ما جعل المواطنين في حالة تساؤل وتشكيك حول دور الحكومة الموافق ضمنا على ما يجري ويسمع السوريون منذ عدة أشهر وعودا مستمرة من الحكومة ومن غرف التجارة والصناعة عن تخفيضات قادمة وضبط للأسواق لكن دون أن يكون هناك أي نتائج.

ويبدو أنه مع شحّ المواد الأساسية مثل الغاز والمازوت والخبز وغيرها، ومع ارتفاع أسعارها، ستبقى المطاعم على هذا المستوى من حيث ارتفاع الأسعار وتوظيف أشخاص ذوي خبرة قليلة في التعامل مع الزبائن ورواد المطاعم والمقاهي، أو أن هذا القطاع سوف يتجه نحو الأسوأ وبالتالي يغلق العديد من المطاعم لأبوابها، إذا لم يتحسن الواقع الاقتصادي في عموم البلاد.

قد يهمك: زيادات جديدة في أسعار خدمات المطاعم والمقاهي بسوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.