في انتهاك جديد يضاف إلى سجل انتهاكاتها وتجاوزاتها اتجاه المدنيين ضمن أماكن انتشارها في دير الزور، شرقي سوريا، أقدم عناصر من ميليشيا “الدفاع الوطني” المدعومة روسيا، على سرقة مستودع مواد غذائية تابع لـ “الهلال الأحمر” في المدينة، وبيع الحصص الغذائية في السوق السوداء، للاستفادة من ثمنها.

أحد عناصر الهلال، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أفاد لـ “الحل نت” قائلا، إن “عملية السرقة، طالت أكثر من 50 سلة غذائية من داخل المستودع الرئيسي في حي القصور، حيث استغل العناصر انقطاع التيار الكهربائي، وقرب مقرهم من مكان المستودع، لتنفيذ سرقتهم“.

مضيفا أن “بعض الجيران شاهدوا عناصر الدفاع لحظة نقلهم للحصص المسروقة إلى مقرهم، لكنهم لم يقدموا على اتخاذ أي عمل، خوفا من ردة فعل العناصر“، مشيرا إلى أن “موعد توزيع الحصص الغذائية على العوائل الفقيرة، كان من المفترض أن يكون اليوم الاثنين، إلا أنه توقف نتيجة لعملية السرقة“.

في المقابل، أنكر عناصر “الدفاع الوطني” صلتهم بالأمر، وهددوا من شكك بهم واتهمهم، بالاعتقال والمحاسبة، وفقا لذات المصدر.

سرقات متكررة

من جهته قال مراسل “الحل نت” إن “عناصر “الدفاع الوطني“، قاموا ببيع الحصص المسروقة، في شارع الوادي بشكل متفرق حتى لا يثيروا الشبهات، كما قام بعضهم ببيعها بداخل الأحياء المدمرة على بعض العوائل بشكل مباشر، وقسم آخر اتجه إلى مدينة الميادين لبيع حصصه هناك بعيدا عن المراقبة“.

وأضاف المراسل أن “ميليشيا “الوطني” استولت في العاشر من الشهر الجاري، على كمية كبيرة من المساعدات الغذائية المقدمة للهلال الأحمر، من قبل منظمات إغاثة دولية، بحجة أنها مقدمة لمؤسسة “الشهيد” التابعة لميليشيا “الدفاع الوطني” في المدينة، والتي تترأسها منار الأسعد، زوجة متزعم الميليشيا في المحافظة فراس جهام“، موضحا أن “عمل المؤسسة يقتصر على تقديم مساعدات لأسر قتلى وجرحى الدفاع الوطني“.

أشار المراسل إلى أن “الأسعد” تقوم في كل توزيع، بتقديم لائحة أسماء تضم أقاربها ومعارف لها، إضافة لبعض مدراء المدارس والمعاهد وبعض المؤسسات الحكومية، حيث تكون لهم الأفضلية في الحصول على سلل غذائية، لوجود مصالح مشتركة بينهم، على حساب أسر العناصر المحتاجة.

تواطؤ وتسهيلات

أبو عمر، اسم وهمي، لمدني يعيش في حي القصور، تحدث لـ “الحل نت” قائلا إن “عمليات السرقة والتلاعب بالحصص الغذائية من قبل عناصر “الدفاع الوطني“، تتم أحيانا بتقديم تسهيلات من بعض عناصر “الهلال الأحمر” نفسهم، لأجل المنفعة المادية“، لافتا إلى أن “سرقة مستودعات الهلال من قبل “الدفاع الوطني” أمر مكرر، إذ أقدم عناصر من الأخير في يناير الفائت، بسرقة المستودع ذاته في حي القصور، ما تسبب بتعطيل عملية التوزيع على العوائل المستفيدة في أحياء المدينة، ولا تتخذ الأجهزة الأمنية والجهات المسؤولة، أي تدابير من شأنها التصدي لسرقات وتجاوزات عناصر “الدفاع الوطني” المتكررة.

الجدير ذكره يشتكي الأهالي ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية في دير الزور، من تكرار التجاوزات والانتهاكات التي تنفذها الميليشيات المنتشرة في عموم المنطقة سواء المحلية أو الأجنبية، والتي تصل في بعض الأحيان إلى عمليات قتل بهدف السرقة، وسط إهمال من قبل الحكومة، الأمر الذي اعتبره السكان دليلا كافيا على وقوف كلا الطرفين خلف تلك الانتهاكات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة