يعاني اللاجئون السوريون في تركيا من تخبطات قرارات حكومة أنقرة المتعلقة بأوضاعهم القانونية، فلم تمض سوى أسابيع على تعليق الآلاف من بطاقات الحماية المؤقتة بسبب أخطاء في سجلات عناوين أصحابها، حتى أعلنت الحكومة يوم أمس تقييد زيارات العيد التي تمنحها سنويا للسوريين المقيمين على أراضيها.

تقييد إجازات العيد

وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قال مساء أمس الثلاثاء، إن حكومته تدرس تقييد السماح للاجئين السوريين المقيمين في تركيا بالتوجه إلى بلادهم من أجل قضاء عطلة العيد.

واتهم صويلو في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول” أدلى بها للصحفيين، الثلاثاء، زعيم حزب “الشعب الجمهوري” المعارض كمال قليجدار أوغلو، بانتهاج أسلوب استفزازي لتأجيج معاداة الأجانب في تركيا وفي الوقت نفسه طرح قضية اللاجئين مع اقتراب كل استحقاق انتخابي.

قليجدار أوغلو، كان قد أشار إلى أن حزبه، سيعمل على لإرسال اللاجئين إلى بلادهم بإرادتهم مع ضمان سلامة أرواحهم وممتلكاتهم في حال وصوله إلى السلطة.

قد يهمك: بسبب “إجازات العيد”.. سوريون في تركيا يتعرضون للاستغلال

وأثارت تلك التصريحات المزيد من المخاوف لدى السوريين، الذي يترقبون إجراءات وقوانين جديدة، محتمل أن تفرض عليهم المزيد من التقييد والتضييق على الأراضي التركية.

ويرى المحامي السوري غزوان قرنفل، المقيم في تركيا، أن ذهاب السوريين إلى بلدهم بشكل دوري، لقضاء إجازة العيد، يعتبر أمر مخالف لقوانين اللجوء والحماية المؤقتة، وبالتالي من المحتمل أن تلجأ الحكومة التركية إلى إلغاء هذا النوع من الزيارات.

ويقول قرنفل في حديثه لـ“الحل نت“: “لا يجوز لمن فر من بلده التماسا لملجأ آمن بسبب الحرب أو الاضطهاد أن يعود الى بلده وهو مايزال لاجئا او تحت الحماية والا سقطت تلك الصفة عنه. بالتالي فزيارات العيد حتى لو تمت برغبة أو بقرار حكومي هي شيء غير قانوني“.

وحول تصريحات وزير الداخلية المتعلقة بنية الحكومة تقييد هذه الزيارات يضيف: “إن تقييدها لايعتبر غير قانوني بل ربما يمكن اعتباره عدولا عن خطأ كان يتم ارتكابه“.

سوريون ألغوا زيارتهم بسبب مخاوف ممنع العودة

من جانبه دعا زعيم “حزب الحركة القومية” التركي، دولت بهتشلي، إلى “ترحيل من يخلون بالأمن العام والمجتمعي” داخل بلاده، ويخضعون لـ “الحماية المؤقتة” من السوريين، قائلاً: “يجب ترحيلهم على الفور خارج الحدود دون شفقة“.

وأضاف في تصريحات نقلها موقع “حرييت“، الثلاثاء، أن حزبه من أكبر الداعمين لسياسة ضبط قضايا اللاجئين في تركيا، واصفاً ما سماها “الهجرة غير النظامية” بـ“الغزو“، وداعيا إلى ترحيل من يتم القبض عليهم في هذا الإطار إلى بلادهم “فورا“.

وتابع: “هدفنا الأساسي هو توديع اللاجئين السوريين، بعد القضاء على الظروف القاسية التي دفعتهم إلى المغادرة، والانفصال عن بلادهم“.

كما شدد بهتشلي، على أن اللاجئين السوريين “الذين يمكنهم الذهاب إلى بلدهم خاصة في الأعياد، غير مضطرين للعودة“، في إشارة إلى السوريين من حملة الإقامة المؤقتة، الذين تمنحهم تركيا حق زيارة بلادهم لقضاء إجازات عيدي الفطر والأضحى.

وبعد التصريحات التركية المتعلقة بزيارة العيد إلى سوريا، تخوف سوريون كانوا قد عزموا الذهاب إلى سوريا، من قرار مفاجئ يسمح للحكومة التركية بمنعهم من العودة إلى تركيا.

وقال منذر عاصي وهو سوري يعيش في مدينة غازي عنتاب التركية، إنه ألغى فكرة زيارة سوريا خلال العيد هذا العام، بسبب خوفه من قرار مفاجئ ربما يمنعه من العودة مجددا إلى تركيا.

وقال عاصي خلال اتصال هاتفي مع “الحل نت“: “قمت بحجز دور للذهاب إلى سوريا بعد يومين، التصريحات أثارت مخاوفي، بعض الأشخاص يتحدثون عن قرار محتمل لا يسمح لنا بالعودة، السلطات التركية لها قرارات مفاجئة وهذا ممكن الحدوث، لهذا قررت إلغاء الزيارة“.

وحول احتمالية صدور مثل هذه القرارات الفجائية يقول المحامي قرنفل: “ماذا لو صدر قرار باعتبار أولئك المغادرين في تلك الزيارات آمنين على أنفسهم، ولم يعودوا بحاجة لتلك الحماية وبالتالي إلغاء الحماية عنهم واستطرادا منعهم من العودة“.

قد يهمك: أكثر من 200 مليون دولار.. قيمة حوالات السوريين في رمضان

ويضيف: “ماذا لو لسبب ما، حصل أن توقف تفعيل بطاقة الحماية التي (يحملها اللاجئ) وهو داخل سوريا مما يحرمه حكما من إمكانية العودة، وكلنا يعلم أنه بالأمس القريب توقفت عشرات آلاف بطاقات الحماية بلحظة واحدة“.

وكان الرئيس التركي، طيب رجب أردوغان، قد صرح في 17 آذار/ مارس الماضي، بأن بلاده لن تعيد لاجئين إلى بلدانهم، وأن تركيا “ستواصل إبقاء بابها مفتوحاً أمام الأشخاص المظلومين“. وذلك وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية.

وفي رده على تعهدات أطلقها “حزب الشعب الجمهوري” المعارض، بإعادة اللاجئين إلى سورية حال وصوله إلى السلطة، قال: “لن نرسلهم، نحن لسنا قلقين بشأن ذلك“.

تجدر الإشارة إلى السلطات في تركيا تغلق منذ سنوات المعابر الرسمية بوجه السوريين، ولا تسمح للسوريين المقيمين على أراضيها بزيارة بلادهم، باستثناء فترة عيدي الفطر والأضحى.

يأتي ذلك مع توجه عدد كبير من اللاجئين إلى ترقب أخبار معابر باب الهوى وباب السلامة والعزم على حجز مواعيد في حال أعلن عن افتتاح التسجيل على إجازات العيد خلال الأيام القليلة القادمة.

وبحسب أرقام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يقيم في تركيا 3.6 مليون لاجئ سوري، معظمهم دخلوا بين عامي 2014 و2018، وقد ازداد الرقم بنحو 100 ألف شخص منذ مطلع عام 2020.

قد يهمك:عقبات تحول دون تثبيت زواج السوريين في تركيا.. ما هي؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة