انعكس تصاعد وتيرة الأزمة الاقتصادية في سوريا، على الأوضاع الأمنية في البلاد، فازدادت حوادث إطلاق النار والسرقة، إضافة إلى جرائم القتل في مختلف المحافظات السورية.

وفي حي أبو رمانة بالعاصمة دمشق، هدد شاب بإطلاق النار على نفسه الثلاثاء، وذلك  بعد مداهمة دورية للجمارك محله التجاري الواقع بالقرب من حديقة الجاحظ.

وأكدت وزارة الداخلية الحادثة، وقالت إن: “شابا  أطلق عيارات نارية في الهواء وهدد بإطلاق الرصاص على نفسه في حي “أبو رمانة“، مشيرة إلى أن دوريات الشرطة حضرت إلى مكان الحادث.

والشاب الذي هدد بإطلاق النار على نفسه من مواليد 1988، وهو صاحب سوبر ماركت، داهمته الجمارك أمس وصادرت له بضائع من متجره ما أثار غضبه.

قد يهمك: مشافي سوريّة.. حمامات ملوثة وحشرات في الأسرّة

وبحسب ما أعلنت الداخلية، فإن الشاب تعرض للاحتجاز من قبل الشرطة عقب الحادث، كما صادرت مسدسه الذي هدد به بإطلاق النار على نفسه.

وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها سوريا، فضلا عن المشاكل التي أفرزتها 11 عاما من الحرب، زادت الضغوط النفسية على السوريين، وسط تراجع كوادر الطب النفسي والاهتمام في هذا القطاع.

الإقبال ضعيف على العلاج النفسي

وتحدث الطبيب أيمن دعبول في دمشق عن تفاقم المشاكل النفسية لدى السوريين، مشيرا إلى أن الإقبال على العلاج النفسي يعتبر “ضعيف” في سوريا، وذلك “بسبب الوصمة الاجتماعية على المريض النفسي، والناجمة عن عمل الطبيب حيث يصور الطبيب النفسي دائما، على أنه شعر منكوش ولباس معين” حسب قوله.

كما تحدث الأخصائي عن نقص الكوادر في مستشفى “ابن سينا“، لافتا إلى أن عدد الأطباء في المشفى “هو فقط 2 مقابل 480 مريض بالإضافة لثلاثة مقيمين، علما أن المشفى بحاجة ل30 طبيب، بالإضافة للنقص بالاختصاصات الأخرى والتمريض“.

تصاعد حوادث العنف

كما شهدت البلاد خلال الأشهر الماضية، تصاعدا في حوادث العنف والقتل بغرض السرقة، وسط عجز السلطات عن إيجاد حل جذري، فتكتفي بإعلان القبض على الفاعلين بين الفينة والأخرى، حيث تحولت صفحة وزارة الداخلية على الفيسبوك إلى صفحة أشبه بصفحة حوادث.

تشير معظم التقارير الإعلامية، إلى أن غالبية حوادث النصب والاحتيال والخطف المفتعلة ، تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، بهدف الحصول على المال، وأحيانا من أجل السفر إلى خارج سوريا.

وأسباب هذه الحوادث تعود إلى تدهور الوضع الأمني والاقتصادي وانتشار المخدرات بشكل كبير، ما يعطي مؤشرا كبيرا على الآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية التي خلفتها الحرب في سوريا، وسط إهمال من قبل الحكومة السورية بتحسين الواقع المعيشي والأمني في البلاد.

قد يهمك: مجموعات الواتساب تهدد السوريين بـالحبس؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.