على غير عادتها، شهدت الدراما العراقية في الموسم الرمضاني الحالي 2022، غزارة في الكم والإنتاج، لكن جيدة الجودة كانت قليلة، ولم تنل المتابعة المرجوة، عكس بعض الأعمال غير الجيدة والمسروقة أصلا.

مسلسل “الكادود”، كان الأنجح بحسب الكثير من النقاد المتخصصين بمجال الدراما والسينما، لكنه الأقل متابعة، وكان الأكثر مظلومية مقارنة ببقية الأعمال.

المسلسل الأكثر متابعة في دراما رمضان العراق، هو “بنات صالح”، فقد وصلت مشاهداته زهاء 170 مليون مشاهدة ليس في العراق وحده، بل في دول الخليج وعلى رأسها الكويت.

“بنات صالح”، مسلسل فكرته مسروقة طبق الأصل من مسلسل “لا يا ابنتي العزيزة” المصري، الذي أُنتج قبل 43 عاما، ومع ذلك كان الأكثر انتشارا، بينما لم ينل “الكادود” ربع انتشار العمل الآخر.

يتناول مسلسل “الكادود”، قصة حب بين “أمالي” وهي الممثلة سولاف جليل و”صلاح”، وهو الممثل ذو الفقار خضر، لكنها تتحول إلى حكاية انتقام من القرية التي يقطنها “صلاح” بأكملها.

للقراءة أو الاستماع: حماية خاصة لـ سولاف جليل بسبب مسلسل “الكادود”

الخطوط العامة من العمل، تناقش كيف يتحول أهالي القرية التي تعيش على صيد السمك في شط العرب بمدينة البصرة إلى الكراهية والانتقام بعد المرور بمشاكل تؤججها الفئة الجاهلة من القرية.

سوء التسويق

تلك الفئة، تصبح أداة طيّعة بيد المحامي “حاتم” وهو الممثل مناضل داود الذي جاء مع “أمالي” من خارج القرية لينفذ لها انتقامها الذي تنشده من “صلاح”، إثر ظنها بأنه قد تسبّب بوفاة والدها.

تتعكّز تلك الفئة الجاهلة من القرية على “آمالي”، التي تركت القرية مسبقا؛ بسبب فضيحة مفتعلة من الفئة نفسها التي أمست أداة بيد “أمالي”، وهكذا تستمر الأحداث.

إشادة فنية من ذوي الاختصاص بالعمل الدرامي “الكادود”، لكن السؤال لماذا لم ينل حصته من المتابعة والمشاهدة ولم يكن الترند كما بقية الأعمال؟ لماذا ظُلم العمل؟

يقول الممثل والمخرج المسرحي غانم حميد، إن العمل من أهم المسلسلات الدرامية في رمضان؛ لأنه دراما واقعية برؤية فتية جيدة، وحواراته سلسة وممتعة.

ويضيف الممثل العراقي البارز، أن عدم حظوة العمل بالمشاهدة الكافية من قبل المتلقي، ليست مشكلة الجمهور، بل المشكلة في الجهة المنتجة للعمل.

حميد الذي شغل منصب مدير عام دائرة السينما والمسرح سابقا، يوضح، أن التسويق هو السبب الأساس وراء مظلومية العمل؛ لأن المحطة الفضائية التي أنتجته وعرضته، لم تسوّقه بشكل جيد ومدروس.

خطأ بإسناد دور البطولة

يردف حميد، أن المحطة اختارت الترويج والتسويق لأعمال أخرى كوميدية في وقت يزخر العراق بالكوميديا منذ سنوات، عكس الدراما التي عاشت نكسة بسبب عدم توفر الأموال، وكان الأولى بها التسويق للدراما لإعادتها إلى ااواجهة بقوة.

الأسباب الأخرى التي دفعت لقلة متابعة “الكادود”، بحسب حميد، هو عدم جلب شخصية من النجمات البارزات لأداء دور “أمالي”؛ وهذا لا يعني أن سولاف جليل ليست نجمة.

“سولاف ممثلة مهمة، لكن الدور لم يكن باللائق عليها؛ لأنها شخصية اعتاد الجمهور رؤيتها بالأعمال الكوميدية، وهذا العمل لم يسعفها؛ لأن الشخصية ريفية جنوبية، وسولاف لا تجيد إتقان الشخصية الريفية”.

للقراءة أو الاستماع: يغلبها الحُب.. جردة لمسلسلات الدراما العراقية في رمضان

يشير حميد، إلى أن سولاف بنت المدينة، ولم تؤد أي دور ريفي مسبقا، لذا لم يكن بالصواب منحها دور اابطولة في أول عمل ريفي تؤديه. كان يمكن إسناد الذور لشخصيات أخرى تجيد هذا الدور، مثل زهور علاء وآلاء حسين.

ويختتم بأن العمل لم يوازن بين النجوم الشباب والرواد؛ لأنه اكتفى بالرواد من أعمار الـ 60 فما فوق، مقابل وجوه شبابية جديدة، وهذا ليس بالغلط، لكن كان من المهم مراعاة إشراك النجوم من الشباب المعروفين في الوسط الفني؛ للمساهمة بجلب التلقي لمشاهدة العمل.

يشار إلى أن مسلسل “الكادود”، هو من تأليف عبد الخالق كريم وإخراج غسان عبد الله، وبطولة سولاف جليل وذو الفقار خضر ورفل نشمي وتحرير الأسدي وسامي قفطان وعواطف السلمان، وغيرهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.