قضية اللاجئين السوريين في تركيا، باتت تشكل محورا للتجاذب السياسي بين الحكومة التركية ومعارضيها السياسيين.

حكومة أنقرة قامت بإجراء تحليلات ميدانية لـ 200 ألف منزل بتمويل من قطر، فيما تواصل المحادثات مع دمشق، لا سيما بشأن اللاجئين حيث يريد الجانب التركي، دعما من دمشق في هذا الصدد، من جانب تجديد سجلات السكان والسجلات العقارية الرسمية على أساس ما قبل عام 2011.

لأنه خلال السنوات السابقة، صودرت منازل وأراضي مئات الآلاف من السوريين، وهذا الوضع، إلى جانب المخاوف الأمنية، هو أكبر عقبة أمام العودة، بحسب متابعة “الحل نت”.

عودة خلال عامين وتجنب للخطاب العنصري

في دعواته وحديثه المستمر حول إعادة اللاجئين السوريين، دعا رئيس “حزب الشعب الجمهوري” التركي المعارض كمال كليجدار أوغلو إلى الابتعاد عن الخطابات العنصرية الموجهة إلى اللاجئين في تركيا، مجددا عزمه إرسال السوريين إلى بلادهم في حال فوز حزبه بانتخابات الرئاسة 2023 .

وأضاف خلال كلمة ألقاها يوم الجمعة الفائت في ندوة نظمتها جامعة “بي كينت” التركية حملت عنوان “الهجرة في مناطق الحرب”، “يجب تجنب الخطابات التي تثير العنصرية ضد المهاجرين بعناية”، وقال أيضا “بصفتنا حزب الشعب الجمهوري، سنرسل جميع إخوتنا وأخواتنا السوريين إلى مناطقهم بمحض إرادتهم في غضون عامين على أبعد تقدير”، ومشيرا إلى أن المسؤولين عن إعادة السوريين هما، الحكومة التركية والدول الغربية، بحسب وسائل إعلام تركية.

وأشار كليجدار أوغلو، إلى اتفاقية إعادة القبول، والتي تم توقيعها بين الحكومة التركية والدول الغربية، والتي تقبل فيها تركيا أي لاجىء تعيده اليونان والغرب إلى تركيا، ما جعل تركيا تتحول إلى سجن كبير للاجئين، وفق تقارير صحفية وحقوقية.

من جهة ثانية، لفت كليجدار أوغلو إلى رغبة حزبه في عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، ومشاكلها مضيفا أن تركيا يمكن أن تكون حكما لحل هذه المشاكل لا جزءا منها.

إقرأ:عشرات اللاجئين السوريين يغادرون تركيا.. ماذا يحصل؟

ملف اللاجئين السوريين ورقة يستخدمها الجميع؟

ملف اللاجئين السوريين في تركيا، يعتبر ورقة متداولة في الأوساط السياسية التركية قبيل وقت قريب من عقد الانتخابات هناك. فالمعارضة التركية تسعى لكسب العديد من المصالح التي قد تقوي من خلالها الحظوظ في الانتخابات، في حين كانت استفادة حكومة “العدالة والتنمية” من ملف اللاجئين ضمن عدة أصعدة لم يكن فيها الجانب الاقتصادي المكسب الوحيد، بحسب متابعة “الحل نت”.

احتدام سياسي بين الحكومة والمعارضة حول ملف اللاجئين السوريين، تحدث حوله الكاتب السياسي درويش خليفة، في وقت سابق لـ”الحل نت”، بأن“تصريحات المعارضة التركية ليست وليدة اللحظة ولا نتيجة الانتخابات التركية الحالية. فمنذ قرابة 8 سنوات، استفادت المعارضة التركية من ورقة اللاجئين السوريين في أي استحقاق انتخابي”.

وأضاف خليفة، أن ورقة اللاجئ توضع دائما على الطاولة عند الطلب، وهذا لا يقتصر على تركيا فقط. يحدث هذا في جميع دول العالم، على سبيل المثال في الدنمارك والسويد، يركز اليمين المتطرف دائما على بطاقة اللاجئين.

وشدد خليفة على أن أي معارضة في العالم تحاول دائما استغلال أوراق الضغط الشعبي، للضغط على السلطات وكسب الأصوات والنقاط في الانتخابات أو أي استحقاق آخر. أما في تركيا فالموضوع بصراحة أن الجميع استفاد من ورقة اللاجئ السوري، سواء من قبل السلطات أو المعارضة.

لذلك، وبحسب خبراء لـ”الحل نت”، فإن اللاجئين السوريين أنفسهم مطالبين بالبحث عن بدائل في حال خسر الحزب الحاكم في تركيا، أو فيما إذا المعارضة السورية ستقوم بإخراجهم واحتوائهم أو أن يتم حمايتهم بموجب القوانين الدولية، وكل هذه الأمور تقع على عاتق السوريين والمنظمات الإنسانية والحقوقية، وبالتعاون مع نشطاء الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان، لإيجاد سبل لإخراجهم من هذه العقبة إذا نجحت المعارضة التركية بالفعل في الانتخابات المقبلة وتصاعد الأمر وذهب إلى اتجاهات أخرى.

قد يهمك:ملف اللاجئين السوريين في تركيا أمام عدة سيناريوهات.. ما هي؟

وكانت الحكومة التركية أعلنت مؤخرا عزمها إعادة 1.5 مليون لاجئ إلى بلادهم من خلال تحسين العلاقات مع دمشق، في غضون 15-20 شهرا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.