التواجد الإيراني في سوريا، وخاصة في مناطق الجنوب، بات خطرا يهدد سوريا ذاتها بتدميرها داخليا وتفكيك نسيجها الاجتماعي، كما بات خطرا على دول الجوار السوري، وخاصة الأردن ومن خلفه السعودية ودول الخليج العربي.

الأردن تعاني منذ العام 2018، بعد عملية التسوية في الجنوب، من عمليات تهريب المخدرات والسلاح إلى أراضيه من قبل مجموعات تابعة للميليشيات الإيرانية، وبدعم عسكري مباشر من هذه الميليشيات ومن الفرقة الرابعة، ما دفع بمدير أمن الحدود في الجيش الأردني العميد أحمد خليفات، يوم أمس الأربعاء لاتهام الأجهزة الأمنية السورية، وميليشيات إيران و”حزب الله” بمسؤوليتها عن عمليات التهريب، بحسب متابعة “الحل نت”.

العاهل الأردني يحذر من تزايد نفوذ إيران

الملك الأردني، عبدالله الثاني بن الحسين، خلال مقابلة نشرت يوم أمس الأربعاء، حذر من أن النفوذ الإيراني سيزداد في سوريا لاسيما في الجنوب بعد الأنباء عن انسحابات روسية بسبب غزو أوكرانيا.

وفي هذا السياق، قال الصحفي الأردني، إياد خليفة، رئيس تحرير موقع “البوابة” الأردني، لموقع “الحل نت”، أن الملك عبد الله الثاني، كان أول من حذر من الخطر الايراني منذ 2004، مطلقا مصطلح “الهلال الشيعي” على هذا الخطر، والتحذير في البداية لم يكن مقصودا به تهريب المخدرات، إنما تهديد أمن المنطقة بشكل عام، ولكن بعد أن تحولت إيران وحلفاؤها سوريا و”حزب الله” إلى عمليات تجارة وتهريب المخدرات، وكذلك باتوا وكلاء للقتل والتهجير، بات خطرها يهدد الأردن بشكل أكبر من ذي قبل، فهو الحد الفاصل مع السعودية ودول الخليج المستهدفة بهذه التجارة.

وأضاف خليفة، بأن الأردن تأكد بشكل دقيق بأن عناصر الفرقة الرابعة الموالية لإيران هم من يقف وراء عمليات تهريب المخدرات.

من جهته، الصحفي الأردني، خالد المجالي، أشار في حديثه لموقع “الحل نت”، إلى أنه من الممكن أن يكون الأردن قد تحدث عبر القنوات الدبلوماسية مع إيران مرارا حول قضية تواجدها في الجنوب، وطالبها بكف يد ميليشياتها في جنوب سوريا، ولكن ذلك لم يكن كافيا، مضيفا أن الأمور قد تصل لتصعيد أكبر دبلوماسيا، ويصاحبه عمليات أكثر جرأة في العمق السوري بالتنسيق مع حلفاء استراتيجيين للأردن، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لا سيما أن الأردن يمتلك أدلة دامغة على تورط إيران في عمليات التهريب.

إقرأ:المخدرات تمول النفوذ الإيراني في سوريا.. آلية جديدة لمواجهة طهران؟

كيف ستواجه الأردن النفوذ الإيراني؟

التمدد الإيراني، برز بشكل واضح في الآونة الأخيرة في سوريا، من خلال إعادة تموضع وانتشار الميليشيات الإيرانية تحت ستار الجيش السوري، بالإضافة إلى الحركة الأخيرة لتنقلات الضباط السوريين في الجيش والأمن، حيث جيء بضباط عُرف عنهم الولاء لإيران، أبرزهم المقدم يحيى ميا في الأمن السياسي، والمسؤول عن معبر نصيب الحدودي، والذي عُرف بولائه الشديد لإيران، وزياراته لليمن في مهمات تدريبية مع “حزب الله” اللبناني لجماعة “الحوثيين” التي تدعمها إيران.

وبحسب المجالي، فإنه في ظل غياب موقف دولي موحد تجاه إيران، والسبل الممكنة لمواجهة نفوذها في عدة دول عربية لا سيما سوريا، لا يعتقد أن الأردن لوحده سيكون في هذه المواجهة، فإيران لم تكتف بتهريب المخدرات والسلاح للأردن، بل إن تقارير عديدة، أشارت إلى أنها تعمل على زرع شبكات تجسس لمراقبة تحركات سياسيين عراقيين مناهضين لها يقيمون في الأردن.

وأشار المجالي، إلى أن تقارير عديدة في السابق، كانت قد كشفت عن خطط ليكون هناك دور للجيش الأردني في جنوب سوريا وخاصة محافظة درعا، لجعلها منطقة عازلة، إلا أن المشهد اختلف بعد العام 2015 بعد التدخل الروسي، مضيفا أنه وخلال الظروف الحالية، من الممكن أن يتدخل الأردن، بتنسيق مع الولايات المتحدة، ومن المرجح أن يكون هناك عمل خاطف ولكنه كبير.

من جهته، يرى إياد خليفة، أن النفوذ الإيراني يمكن مواجهته حاليا بعدة أساليب، أهمها تكثيف التعاون الأمني مع المعارضين في الجنوب السوري، والتعاون مع الأجهزة الأمنية الغربية المتواجدة في الأردن حيث تتواجد قوات ألمانية وفرنسية، وأميركية، وتشديد المراقبة على الحدود المشتركة.

 وأوضح خليفة، أنه في حال حدوث أي تهديد أمني من إيران على الأردن، فإن تلك القوات ستساند القوات الأردنية في حال احتاجت الأخيرة لذلك، مشيرا إلى أنه في حال توسع التهديد الإيراني فإن تلك الدول باتت معنية بالعودة إلى غرفة “الموك” مجددا وإطلاق عملية مقاومة ودعم للمعارضة لطرد إيران وحلفائها من الجنوب السوري.

قد يهمك:دور عربي جديد في سوريا لمواجهة النفوذ الإيراني؟

الجدير بالذكر، أن جميع المعطيات على الأرض تعطي مؤشرا واضحا على تصعيد مقبل في جنوب سوريا، لا سيما بعد ورود معلومات مؤكدة عن استغلال إيران للوضع الدولي الراهن في تكثيف تواجدها في الجنوب لاستمرار استغلاله اقتصاديا في تهريب المخدرات والسلاح، بالتزامن مع خطط لتغيير ديموغرافي باتت واضحة من خلال حزام إيراني في المناطق المجاورة لدرعا في ريف دمشق والتي من المرجح أن تتوسع في المحافظة خلال الفترة المقبلة، ما يجعل المواجهة مع إيران وإن أُجلت حتمية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.