كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين قد ادعى نافيا في وقت سابق دفع رواتب للقوات السورية، أو الموالية له داخل البلاد، حيث قال، إن “هؤلاء الأشخاص قادمون لأجل مساعدة الناس الذين يعيشون في دونباس، وليس من أجل المال”، إلا أن التسريبات التي حصل عليها “الحل نت”، تفيد عكس ذلك.

على الرغم من صغر عددها مقارنة بالجيش الروسي، إلا أن التزام القوات الروسية بسوريا على مدى السنوات الماضية كان استثمارا ضخما لبوتين، والذي يجني الآن ثمار ذلك عبر تجنيد المرتزقة من أجل مساعدة جنوده في غزوهم لأوكرانيا.

أولى رواتب القتال تصل

بعد تجنيد موسكو على مدار الأشهر السابقة، لمقاتلين سوريين من خلال شبكة المرتزقة والجماعات المحلية للقتال في أوكرانيا، وصلت أولى دفعات رواتب المقاتلين الموالين لروسيا في سوريا، حيث سيتم توزيعها خلال الأسبوع المقبل.

مصدر مطلع على هذه التحركات في القوات الحكومية، أكد في حديث خاص لـ”الحل نت”، وصول حوالي 250 ألف دولار إلى مركز “الصياد” الرئيسي، في محافظة حمص، التابع لمرتزقة “صائدو الدواعش”، حيث سيجري توزيع المبلغ على المقاتلين المحليين، بالإضافة لعائلات المقاتلين الذين انتقلوا إلى أوكرانيا.

وذكر المصدر، أن المركز أرسل رسائل إلى المقاتلين وعائلاتهم، بضرورة التوجه إلى مراكز “صائدو الدواعش”، في حماه وحمص، يومي الخميس والجمعة، من أجل استلام المبالغ، فيما طلب من ذوي المقاتلين في مدينتي اللاذقية وطرطوس، التأهب خلال يومي 22و23 من أجل استلام الأموال.

المصدر، بيّن خلال حديثه، أن هذا المبلغ مخصص لجميع المقاتلين الموالين لروسيا، في “الفيلق الخامس” و”الفرقة 25″، بالإضافة للمنتمين لـ”صائدو الدواعش”، وهي تعتبر المرة الأولى التي ترسل فيها روسيا مبلغا ماليا بعد شحنها لمرتزقة سوريين إلى أوكرانيا.

في سوريا، وطبقا لحديث المصدر، ما يصل إلى 16000 متطوع يتقاضون رواتبهم تتراوح بين 300 إلى 3000 دولار شهريا، وهو مبلغ يصل إلى 50 ضعف الراتب الشهري للجندي السوري، وفي هذه الدفعة أرسلت لهم روسيا مرتبات عن شهر نيسان/أبريل الفائت.

الجيش السوري ينخرط بالقتال؟

في تقرير سابق، كشف “الحل نت”، عن نية روسيا الانسحاب الجزئي لقواتها العسكرية من سوريا خلال الفترة الحالية من أجل حشد القوات لاستمرار غزو أوكرانيا، مقابل أن يملأ الفراغ الروسي ميليشيات سورية محلية مدعومة من النفوذ الروسي، على رأسهم “صائدو الدواعش” و”الفيلق الخامس”.

ومن أجل تدعيم قواتها في غزوها على أوكرانيا، خصوصا بعد الخسارة التي تلقتها خلال الـ60 يوم الماضية، نقلت القوات الروسية في سوريا، عددا من قادة المليشيات التي تدعمها روسيا في البلاد، لإطلاعهم على الخطط التي رسمتها من أجل استكمال سير المعركة، خاصة في إقليم دونباس الذي تحضر موسكو للسيطرة عليه.

على غرار تجنيد مرتزقة داخل سوريا، وبحسب كلام المصدر لـ”الحل نت”، فإن الجيش السوري بدأ  بتجنيد قوات من صفوفه للقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، حيث تم نشر إعلانات التجنيد على لوحات الإعلانات في قطاعات الجيش في الأيام الأخيرة، بما في ذلك الفرقة الرابعة، وينص أحد هذه الإعلانات على أن القوات التي ستوقع ستقاتل في أوكرانيا.

إعلانات التجنيد، جاءت بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية “الكرملين”، إن انتشار قواتها والقوات الموالية لها سيتم في منطقة دونباس الانفصالية بشرق أوكرانيا، حيث تركزت معظم المعارك الأخيرة.

وأشار المصدر، إلى أن نقل المقاتلين عبر قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، لا يزال مستمر حيث تم حتى هذا الشهر، نقل حوالي 600 مقاتل، وتزامن ذلك مع نقل مقاتلين سوريين من ليبيا إلى القاعدة تمهيدا لإرسالهم إلى أوكرانيا لنفس الغرض.

عصب موسكو في سوريا

بعد أن وجدت روسيا نفسها في صراع مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وانتهى الأمر بإسرائيل إلى اتخاذ موقف مناهض لموسكو ومؤيد لأوكرانيا، شعرت موسكو أنه ليس من الضروري الالتزام بالقواعد القديمة.

ومن أجل تدعيم قواتها في غزوها على أوكرانيا، خصوصا بعد الخسارة التي تلقتها بدء غزوها في 24 شباط/فبراير الفائت، نقلت القوات الروسية في سوريا، عددا من قادة المليشيات التي تدعمها روسيا في البلاد، لاطلاعهم على الخطط التي رسمتها من أجل استكمال سير المعركة، خاصة في إقليم دونباس الذي سيطرت عليه موسكو.

في تقرير سابق، كشف “الحل نت”، أن طائرة عسكرية روسية خاصة، من نوع “إليوشن”، نقلت نهاية آذار/مارس الفائت، عدد من القادة المحليين للقوات التي تدعمها روسيا في سوريا، إلى موسكو، لإطلاعهم على آلية نقل المقاتلين إلى أوكرانيا لمساندة القوات الروسية.

وذكر المصدر العسكري حينها، الذي يعمل في الفرقة 25 مهام خاصة، والتي يقودها سهيل الحسن، الملقب بـ”النمر”، أن الطائرة حملت كلا من سمير الدماهيري، القيادي المدني في مليشيا “صائدو الدواعش”، ومحمد السعيد قائد “لواء القدس” في حلب، والعقيد نسيم أبو عرة قائد “اللواء الثامن” بـ “الفيلق الخامس” في درعا، ومحمد جابر قائد “صقور الصحراء”، واللواء زيد صالح قائد “الفرقة 30” في “الفيلق الخامس” بحلب.

وبحسب كلام المصدر لـ”الحل نت”، فإن القيادة العسكرية الروسية، أطلعت القادة على رغبتها في تجنيد حوالي 2000 مقاتل محلي داخل سوريا، خلال مدة أقصاها 3 أشهر، كما طلبت منهم التجهيز لنقل أولى الدفعات إلى أوكرانيا، بمقدار 150 مقاتل في كل دفعة.

وعليه وبناء على مخرجات الاجتماع، بدأت ميليشيا “صائدو الدواعش” بتاريخ الأول من أبريل/نيسان الفائت، بتسجيل أولى الدفعات للقتال في أوكرانيا، حيث غادرت أول دفعة فجر اليوم الثالث من الشهر ذاته، من مطار حميميم العسكري إلى موسكو.

وأوضح المصدر، أنه بعد التسجيل تحال الأوراق والمتقدمون إلى مركز “الصياد” – وهو حقل تدريب للميليشيا في قرية الصايد بريف حمص – ويطلب من المتقدم، 5 صور شخصية، والهوية الشخصية، وبيان وضع تجنيدي، ويجب أن يكون العمر ما بين 22 وأقل من 50.

ويتم توقيع العقد مع المقاتلين، وعقبها تجرى اختبارات له، وأبرزها جري لمسافة كيلومتر واحد، بمدة لا تتجاوز خمس دقائق، وإجراء بعض التمارين الرياضية، فيما يشمل الفحص الطبي التحاليل الخاصة بالكشف عن أمراض الضغط والسكري، إضافة لفحص النظر والأسنان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة