بعد شهر وأسبوع من أحدث عملياتها العسكرية التي أطلقتها تركيا شمالي العراق، في تجاوز واضح لسيادة بغداد، ها هي أنقرة تنهار ولا تستطيع تنفيذ ذرائعها كما خططت لذلك.

فقد قتل 5 جنود أتراك وأصيب 2 بجروح متفاوتة في شمالي العراق، إثر اشتباكات مع “حزب العمال الكردستاني”، حسب وزارة الدفاع التركية.

قالت الوزارة في بيان، ظهر اليوم، إن 3 جنود أتراك قتلوا وأصيب 4 جنود؛ نتيجة اشتباكات مع “حزب العمال” شمالي العراق، ضمن عملية “مخلب القفل”.

ثم في بيان لاحق، أعلنت الوزارة التركية، مقتل جندي رابع من بين الجرحى الأربعة، لتلحقه ببيان ثالث، تؤكد فيه مقتل جندي تركي خامس من الجرحى.

أكار عند حدود العراق

عقب تلك التطورات، والانهيار في صفوف الجنود الأتراك، وصل وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، برفقة قيادات عسكرية رفيعة المستوى إلى الحدود العراقية التركية.
 
 وفي 18 نيسان/ أبريل الماضي، أطلقت تركيا أحدث عملياتها العسكرية باسم “مخلب القفل”، حيث أنزلت مروحيات تركية وقوات خاصة، وأقامت نقاط أمنية بالأراضي العراقية وإقليم كردستان، رغم التنديد والرفض الإقليمي والدولي.

وفق الذرائع التركية، يدفع العراق جزءا من سيادته ثمنا على مر الصراع الطويل مع “حزب العمال الكردستاني”، حيث شهدت الأعوام الماضية عمليات عسكرية متكررة يشنها الجيش التركي في أراضي إقليم كردستان العراق.

وفي 2018 طالبت منظمات حقوقية بإجراء تحقيق في عمليات عسكرية “سرية” نفذتها تركيا ضد “العمال الكردستاني” في شمال العراق وأراضي إقليم كردستان، معتبرة أنها تنتهك قوانين الحرب المرعية دوليا.

انتهاكات مقصودة

في عام 2019 تجددت الهجمات التركية على أراضي إقليم كردستان، لتبدأ أنقرة الإعلان عن كل عملية في أسلوب جديد للحرب ضد عناصر “حزب العمال”، وذلك في انتهاك متعمد لسيادة العراق، بحسب مراقبين.

وعلى هذا النحو، أطلقت القوات التركية عملية “المخلب” في أيار/ مايو 2019، واستخدمت قذائف المدفعية، وهجمات جوية ضد مسلحي “العمال الكردستاني” في شمال العراق.

وما أن مر عام تقريبا، وتحديدا في حزيران/ يونيو 2020، أطلقت تركيا عملية جوية وبرية أخرى أسمتها “مخلب النسر”، قبل أن تستهل العام 2021 بعدة عمليات ضد “حزب العمال”، إذ نفذت في شهر شباط/ فبراير العام الماضي، عملية أطلق عليها اسم “مخلب النسر-2″، عبر ضربات جوية، ونشر جنود أتراك جرى حملهم بالمروحيات، ما أثار ردود فعل سياسية واسعة باعتباره انتهاكا للسيادة العراقية.

وتسببت العمليات العسكرية التركية بسقوط العشرات من القتلى والجرحى المدنيين من سكان المناطق الحدودية العراقية، فضلا عن إحداث أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة، لتتصاعد بعدها دعوات ومطالب في الأوساط السياسية بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع تركيا، وتعطيل جميع مصالحها في العراق، ووضع حد لهذه العمليات العسكرية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.