اليوم الثلاثاء، بدأ الصيف اللاهب في العراق بوصول درجة الحرارة إلى 45 مئوية، ومع دخوله إلى البلاد، يعاني العراقيون سنويا من قسوة الجو الذي يرافقه انقطاع كبير بساعات تجهيز التيار الكهربائي.

إزاء انقطاع التيار الكهربائي، تننشر المولدات الأهلية الجماعية في كل مدن العراق لتزويد المواطنين بالكهرباء، لكن مقابل مبالغ مالية مرتفعة نسبيا، ويشكو من تسعيرتها الناس.

ارتفاع أسعار الأمبيرات من قبل أصحاب المولدات في العاصمة بغداد، دفع بالمحافظة إلى وضع تسعيرة محدّدة لخطوط المولدات الأهلية.

بيان لمحافظة بغداد، قال إن “سعر الأمبير بالنسبة للتشغيل العادي من الساعة 12 ظهرا وحتى الساعة 1 ليلا سيكون 7 آلاف دينار، وبالتناوب مع الكهرباء الوطنية”.

وأضاف البيان الذي تابعه “الحل نت”، أن “سعر الأمبير بالنسبة للتشغيل الذهبي (24) ساعة، يبلغ 12 ألف دينار عراقي، وبالتناوب مع الكهرباء الوطنية”.

أسعار عالية

البيان أشار، إلى أن “مسؤول الوحدة الإدارية سيخول صلاحية تحديد سعر الأمبير (تقليل التسعيرة فقط)، وفقا للمعطيات وبما يتناسب مع تجهيز الطاقة الكهربائية”.

وشدّد البيان، على ضرورة الالتزام بجميع التعليمات والتوصيات الصادرة من محافظة بغداد بخصوص المتابعة والإشراف واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.

ويأتي تحديد التسعيرة من قبل محافظة بغداد، بعد أن وصل سعر الأمبير الواحد للخط الذهبي إلى 20 ألف دينار عراقي، ما أثار موجة غضب شعبية من تلك الأسعار.

ويحتاج كل منزل إلى 5 أمبيرات من خطوط المولدات في الصيف، ما يعني أن المشتركين يضطرون لدفع 100 ألف دينار شهريا لأصحاب المولدات.

ويضطر العراقيون للاشتراك بخطوط المولدات الأهلية، نتيجة عدم توفر الكهرباء بشكل جيد في الصيف، إذ تصل ساعات التجهيز إلى 8 ساعات متقطعة كحد أقصى في اليوم الواحد.

يذكر أن وزير الكهرباء العراقي، عادل كريم، قال في وقت سابق من هذا الشهر، إن العراق بحاجة للغاز الإيراني ما بين 5 – 10 سنوات، “حيث نعتمد على الغاز الإيراني لتوليد من 7 – 8 آلاف ميغاواط من الكهرباء يوميا”.

متى بدأت مشكلة الكهرباء؟

كريم أردف في حوار أجراه معه “التلفزيون العراقي”، آنه تم الاتفاق مع الجانب الإيراني على تزويد العراق بـ 50 مليون متر مكعب يوميا من الغاز، من أجل توفير الكهرباء بشكل جيد خلال هذا الصيف.

وتشهد المحافظات العراقية منذ سنوات عديدة، احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية يشهدها العراق في الصيف تصل لنصف درجة الغليان، وتتعداها قليلا في أحايين كثيرة.

وشهدت إحدى ليالي آب/ أغسطس من العام المنصرم، انقطاع التيار الكهربائي عن عموم محافظات العراق. ونام العراقيون حينها بلا كهرباء لأول مرة منذ 3 عقود، قبل أن يتم إصلاح التيار الكهربائي.

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

ولم بنجح صدام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة