كشفت مصادر خاصة، الاثنين، لموقع “الحل نت”، مواقع القوات العسكرية على الأرض في ريف حلب الشمالي، تحديدا بمنطقتي تل رفعت ومنبج، اللتين حددهما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، هدفا لتوغل عسكري جديد في شمال سوريا.

الحديث التركي مجددا عن عملية عسكرية في الشمال السوري، يندرج في إطار رغبة أنقرة في استثمار ما تعتبره ظروفا إقليمية ودولية مواتية لاستكمال خططها القديمة المعلنة في إقامة “منطقة آمنة” بعمق 30 كلم على طول حدودها الجنوبية مع سوريا.

ويبدو أن الهدف الأهم هو تل رفعت التي تبعد حوالي 15 كلم فقط عن الحدود التركية والتي تقول تركيا إن المقاتلين الأكراد يستخدمونها قاعدة لشن هجمات في عفرين وإعزاز وجرابلس التي تسيطر عليها قواتها والفصائل الموالية لها. وكانت هذه المدينة من ضمن أهداف العملية التركية السابقة في عفرين، لكن تعقيدات وجود قوات روسية فيها، جعلها بمنأى عن ذلك.

قوات مشتركة

وقالت المصادر إن مناطق الشهباء بريف حلب الشمالي غربي الفرات، خاضعة للنفوذ الروسي، وتسيطر عليها قوات مشتركة من حكومة دمشق، إلى جانب قوات كردية، التي تتهمها الحكومة التركية بتبعيتها لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والأخيرة تنفي صلة تلك القوات بها.

وتقع تل رفعت بالقرب من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين (تسيطر عليها فصائل تتبع النفوذ الإيراني وقوات محلية تساند حكومة دمشق)، وهاتان البلدتان تحاذيان الطريق العام الذي يربط مدينة حلب ببلدة اعزاز الحدودية مع تركيا والتي تسيطر عليها الفصائل السورية المعارضة المدعومة من أنقرة.

في حين يسيطر “مجلس منبح العسكري”، على مدينة منبج وريفها، بعد تحريرها عام 2016 من تنظيم “داعش”، وينتشر الجيش السوري على تخوم المدينة، امتدادا من قرية عريمة على الحدود التركية في الريف الشرقي لحلب وصولا إلى معبر عون الدادات المحاذي لمنطقة جرابلس الحدودية مع تركيا.

خارطة طريق

ومنتصف تموز/يوليو 2018، أعلن “مجلس منبج العسكري” انسحاب آخر دفعة من “وحدات حماية الشعب” من مدينة منبج شمال سوريا، وذلك بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا في حزيران/يونيو من العام نفسه، حول “خارطة طريق” بشأن منبج القريبة من الحدود التركية، بعد تهديدات أنقرة المستمرة بشن عملية عسكرية لطرد المقاتلين الأكراد من المنطقة.

وأضافت المصادر، أن الجيش السوري وقوات كردية بدأت بالتوزع في مناطق تل رفعت، والشيخ عيسى، وحربل، ومرعناز، ومنغ، والعلقمية، ودير جمال، وكفر ناصح، وأحرص، بعد عملية “غصن الزيتون” التركية في عفرين في آذار/مارس 2018.

في حين تتخذ القوات الروسية مطار “منغ العسكري”، قاعدة أساسية لها، إلى جانب انتشارها بقواعد أخرى في تل رفعت ومنبج وقرية الوحشية بريف حلب الشمالي، التي عززت روسيا قواتها فيها مؤخرا بعد التهديدات التركية، وفق المصادر ذاتها.

قواعد تركية

وأشارت تلك المصادر إلى أن القوات التركية تتخذ 5 قواعد لها بريف حلب، أهمها قاعدة “كلجبرين” ببلدة كلجبرين
وقاعدة “البحوث العلمية” بقرية ندة، وقاعدة “عفرين” بمدخل مدينة عفرين الغربي وقاعدة “جبل الشيخ عقيل” بالباب شرقي حلب وقاعدة “مارع” إلى شمالها.

وحشدت فصائل “الجيش الوطني” المعارض المدعومة من أنقرة، قوات لها في منطقة إعزاز، خصوصا فصيلي “الجبهة الشامية” و “عاصفة الشمال”، وهي تأتي في إطار الجاهزية فحسب دون أي تحرك يذكر ضد مناطق سيطرة الحكومة السورية أو قوات “قسد”، بحسب مصادر مطلعة.

إلى ذلك قصفت القوات التركية المتمركزة في قاعدة “ثلثانة” الواقعة على أطراف مدينة مارع بريف حلب الشمالي، الأحد الماضي، محيط النقطة الروسية المتواجدة ما بين قريتي الوحشية وأم القرى بريف حلب الشمالي. وفق ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

كما تعرضت 4 قرى بريف حلب، لقصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل القوات التركية المتمركزة في قاعدة البحوث العلمية الواقعة على أطراف مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، دون تسجيل خسائر بشرية.

تحذير أميركي

من جهتها، حذرت الولايات المتحدة، الثلاثاء الماضي، تركيا من شن أي هجوم عسكري جديد على شمال سوريا، مؤكدة أن مثل هذا التصعيد سيعرض الاستقرار الإقليمي وانتشار القوات الأميركية في المنطقة للخطر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحفيين إن واشنطن “قلقة للغاية” بشأن تقارير عن زيادة محتملة في النشاط العسكري في شمال سوريا.

وقد اتخذت تركيا من طلب كل من السويد وفنلندا الانضمام إلى “حلف شمال الأطلسي” (الناتو)، مدخلا لمساومة الغرب في تأييد العملية، والمشروع الآخر المرتبط بها كما يبدو، أي إعادة مليون لاجئ سوري من تركيا إلى مناطق الشمال السوري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.