مع تصاعد التوتر بين أوروبا وروسيا، يبدو أن روسيا ستواصل ابتزاز الغرب باستخدام ملف المساعدات الإنسانية العابرة للحدود شمال غربي سوريا، وذلك عبر محاولة عرقلة تمديد الآلية، التي تسمح بإيصال المساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية.

وفد من الاتحاد الأوروبي عقد اجتماعا مغلقا الأربعاء، مع نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، مارك كاتس، لبحث ملف المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى مناطق شمال غربي سوريا.

وبحث الوفد بحسب بيان نشره عبر “تويتر“، الجهود المبذولة، في إطار تجديد التفويض الأممي الخاص بالمساعدات العابرة للحدود، كما ناقش الجانبان خطط الطوارئ المحتملة، في حال تمت عرقلة قرار مجلس الأمن “2585”، الخاص بتجديد التفويض.

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى عدم تسييس العمليات الإنسانية في سورية، وجاء في بيان له: “يدعم الاتحاد الأوروبي الأمم المتحدة في جهودها لمعالجة أسوأ أزمة إنسانية منذ بداية الصراع السوري، ويدعو إلى نزع الطابع السياسي عن العمليات الإنسانية العابرة للحدود، والتي تعتمد عليها حياة 4 ملايين شخص“.

عرقلة روسيا للملف

قامت موسكو مؤخرا بتسويق فكرة “ضرورة تنفيذ المجتمع الدولي لمشاريع التعافي المبكر بسوريا“، والتي تشمل إعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات، كما ولم تر موسكو أي سبب لمواصلة إيصال المساعدات الإنسانية من تركيا إلى شمال غرب سوريا، متهمة الغرب والأمم المتحدة بعدم بذل جهد كاف لتقديم المساعدة عن طريق دمشق والفشل في تمويل “مشاريع إعادة الإعمار المبكر“.

قد يهمك: المواصلات والاتصالات تسرق رواتب السوريين

المثير في الأمر، أن موسكو تظهر جليا جهودها ومناوراتها المتواصلة في مختلف المحافل للحصول على بعض التنازلات من الغرب من أجل تحقيق مصالحها السياسية والتخفيف عن اقتصادها الذي تضرر بشكل كبير نتيجة العقوبات الدولية المفروضة عليها مؤخرا.

وحول ما إذا ستتجه روسيا فعلا لوقف دخول المساعدات عبر تركيا وتحصر دخول المساعدات من قبل مناطق حكومة دمشق، رأى الصحفي السوري عقيل حسين، بأن “الموقف الروسي بهذا الخصوص ليس جديدا كما هو معلوم، ففي كل مرة كانت موسكو تبدي معارضة لدخول المساعدات إلى مناطق المعارضة السورية عبر المعابر الحدودية الخارجة عن سيطرة (حكومة دمشق)، لكن ما هو معلوم أيضا أن الروس كانوا يستخدمون هذه الورقة للمساومات السياسية مع الغرب ومع تركيا ويتراجعون في النهاية مقابل حصولهم على مكاسب في ملفات أخرى، منفصلة أو متصلة“.

خيارات روسيا

وعليه، فمن المؤكد وفق حسين بأن موسكو ستبدي تصلبا أكبر هذه المرة لأن موقفها التفاوضي صعب بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا وما أدى إليه ذلك من تصعيد الغرب للضغوط عليها، ما يجعل التنازلات التي ستطلبها هذه المرة كبيرة جدا وقد تشمل الملف الأوكراني وهو ما لا يعتقد الصحفي السوري تحقيقه من قبل واشنطن، والتي سترفض حتى التفاوض حوله، على حد وصفه.

وأردف الصحفي السوري خلال حديث سابق مع “الحل نت” بالقول أن “موقف الروس سيزداد صعوبة، بخاصة وأنهم لن يريدوا خسارة تركيا التي لا تريد بالطبع إغلاق معبر “باب الهوى” أمام تدفق المساعدات الخارجية إلى مناطق نفوذها بالشمال، سيما وأن أنقرة تعمل اليوم على تحسين الظروف في هذه المناطق لتشجيع عودة اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها إليها“.

وينتهي التفويض الأممي حول المساعدات العابرة للحدود، في تموز/ تموز المقبل، حيث ترتفع وتيرة التحذيرات من عرقلة روسية لتجديد التفويض، خلال جلسة لمجلس الأمن الشهر المقبل.

وكان مجلس الأمن الدولي تبنى قرارا العام الماضي، يقضي بتمديد إيصال المساعدات إلى سورية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، عاما إضافيا على مرحلتين، تبلغ مدة كل واحدة منها ستة أشهر.

اقرأ أيضا: مباحثات عسكرية تركية روسية حول سوريا.. ما الأهداف؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.