من جديد وبعد غياب لفترة 30 عاما يعود مرض “الدفيتريا” المعدي إلى سوريا، حيث كشفت تقرير صحفي محلي عن عودة هذا المرض في مدينة تتبع محافظة ريف دمشق.

المرض يظهر في سوريا

مرض “الدفتيريا” أو ما يعرف بالخناق، هو عدوى بكتيرية معدية يمكن أن تكون قاتلة والتي تؤثر بشكل رئيسي على الأنف والحنجرة، وأحيانا الجلد، وهو من الأمراض شديدة العدوى التي تنتقل عن طريق السعال والعطس، أو عن طريق الاتصال مع الشخص المصاب أو استخدام أدواته الشخصية، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا المرض اختفى من سوريا منذ نحو 3 عقود، بسبب حملات التطعيم آنذاك، ولكنه مؤخرا عاد للظهور في سوريا ما يظهر تردي واقع القطاع الصحي.

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، أكد أنه تم تلقيح كافة أهالي مدينة الزبداني، بمحافظة ريف دمشق، بعد تسجيل إصابات بمرض “الدفتيريا”، حيث سُجلت في مدينة الزبداني بريف دمشق إصابات بالمرض، استوجبت إطلاق حملة لقاح ضد المرض لمنع انتشاره بين أهالي المنطقة.

وأشار التقرير إلى أن إجراءات التلقيح بدأت لجميع السكان بلقاح “الدفتيريا” بغض النظر عن العمر وعن اللقاحات السابقة، حيث بدأت الحملة يوم أمس الأحد، عبر فرق جوالة من مديرية صحة محافظة ريف دمشق ومنطقة الزبداني الصحية.

ونقل التقرير عن رئيس منطقة الزبداني الصحية الدكتور محمد العالول، أن هناك إصابات بمرض “الدفتيريا”، وذلك من خلال التحاليل المخبرية التي أثبتت وجود إصابات في المدينة، مشيرا إلى اتخاذ إجراءات سريعة تضمنت تلقيح جميع سكان المنطقة بلقاح “الدفتيريا” بغض النظر عن العمر، عبر فرق جوالة من مديرية الصحة، وأن اللقاح إلزامي، وهو الحل الوحيد لمنع انتشار المرض، ولتحفيز الجهاز المناعي.

وحول أسباب انتشار المرض، اعتبر العالول أنه نتيجة التراكمات، والأوضاع البيئية، وانتشار البكتيريا والجراثيم الهوائية في المنطقة بزمن الحرب أدى ذلك إلى ظهور هذه الحالات، إذ بلغ عدد الحالات 3، وهناك 4 حالات مشتبه بها.

إقرأ:حصانة للأطباء السوريين.. ما علاقة وفيات العمليات الجراحية؟

معلومات حول “الدفتيريا”

بحسب متابعة “الحل نت”، فإن للمرض أعراض يجب الانتباه إلى وجودها، وهي طبقة رمادية- بيضاء سميكة في الجزء الخلفي من الحلق، وارتفاع درجة الحرارة إلى ما فوق الـ 38 درجة، والتهاب بالحلق، وصعوبة بالتنفس، كما أن كبار السن والناس الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي هم أكثر عرضة لخطر آثار “الدفتيريا”، يمكن أن تكون الحالات الأكثر خطورة قاتلة.

أما كيفية تشخيص وجود المرض، فلا بد من أخذ عينة من الخلايا من الحلق والأنف أو الجرح على الجلد، بحيث يتم فحصها للتأكد من وجود البكتيريا المسببة للمرض.

وينصح المختصون بالتعامل مع “الدفتيريا” بسرعة لمنع حدوث مضاعفات خطيرة، ويشمل العلاج المضادات الحيوية والأدوية المضادة للتسمم، إضافة لوضع أي شخص يشتبه في إصابته في غرف العزل الطبي في المشافي ، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مضاعفات في القلب والجهاز العصبي يحتاجون إلى علاج متخصص، وقد يحتاجون إلى دخولهم إلى قسم العناية المركزة.

قد يهمك:المخابر تخاف من الدولار وتحاليل زواج السوريين بـ100 ألف

القطاع المخبري في تدهور

يواجه القطاع الصحي في سوريا خطر الانهيار، مع استمرار تراجع مستوى الخدمات في المشافي وهجرة الكوادر الطبية، حتى وصل الأمر إلى تراجع جودة الخدمات في المخابر الطبية، والتي تعتبر ركنا أساسيا في الكشف عن الأمراض كـ”الدفتيريا”، فضلا عن الارتفاع الكبير في أسعارها، الأمر الذي أدى إلى عزوف المرضى عن زيارتها.

ونتيجة للوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار، أصبحت بعض المخابر تستخدم مواد رخيصة وذات جودة منخفضة، ما تسبب بتراجع مستوى الخدمات المقدمة فيها، بالإضافة إلى غياب الرقابة على عمل المخابر، وذلك بسبب إلغاء هيئة المخابر الطبية بقرار من وزارة الصحة.

إقرأ:تصرفات صادمة في دمشق.. سمسرة بنقل المرضى من المشافي العامة إلى الخاصة

ومن الجدير بالذكر أن القطاع الطبي الحكومي في سوريا يشهد أوضاعا سيئة للغاية وخاصة في المشافي والمراكز الطبية الحكومية، أبرزها الإهمال في تقديم الرعاية الطبية للمرضى، والنقص في التجهيزات والمعدات والأدوية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.