خلال الفترة الماضية، ومع ارتفاع معدل التهريب والاحتيال في البلاد، وتدفق كميات كبيرة من العملات الأجنبية، ازدادت حالات تزوير العملة في سوريا، كما كشفت وزارة الداخلية السورية، خلال الشهرين الماضيين، أكثر من 5 حالات تزوير. بالتأكيد انتشار عمليات التزوير هذه أثار مخاوف المواطنين الذين باتوا يبحثون عن أية طريقة للتحقق من المبالغ التي بحوزتهم، ولاسيما الأوراق النقدية من فئة 5000 ليرة سورية والتي تعتبر اليوم الأكثر تزويرا وفق وزارة الداخلية.

شبكات منظمة

ضمن سياق انتشار تزوير العملات في عموم سوريا وخاصة المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق، قالت وزارة الداخلية السورية، إن فئة الـ5000 ليرة سورية تتمتع بمواصفات ومزايا أمنية “عالية”، بحسب المصرف المركزي، لكن هذا لم يردع المزورين، سواء كانوا يعملون بشكل فردي أو ضمن شبكات منظمة.

بدوره، رئيس محكمة الجنايات المالية والاقتصادية القاضي نظام دحدل كشف لصحيفة “البعث” المحلية، مؤخرا، أن حالات تزوير الدولار قليلة جدا مقارنة بتزوير العملة المحلية، فلم يرد للمحكمة بدمشق سوى قضيتين منذ بداية العام حتى الآن، بينما تشكّل حالات تزوير العملة السورية 3 بالمئة من مجمل القضايا المالية في المحكمة، ومعظمها لفئة الـ 5000 ليرة.

ومطلع عام 2021، كان المصرف المركزي قد طرح ورقة نقدية جديدة من فئة الخمسة آلاف ليرة سورية، وكان حينها سعر الصرف يبلغ 2910 ليرة سورية للدولار الواحد.

وقال في بيان حينها، إن العملة النقدية مطبوعة منذ عامين، وجاء طرحها “تلبية لتوقعات احتياجات التداول الفعلية من الأوراق النقدية، وبما يضمن تسهيلا في المعاملات النقدية وتخفيض تكاليفها ومساهمتها بمواجهة آثار التضخم التي حدثت خلال السنوات الماضية“.

خطوات كشف التزوير

حول آلية كشف التزوير، كان قد أوضح مصدر في المصرف المركزي، بحسب الصحيفة المحلية، أنها تتمّ عبر ثلاث خطوات: بداية من التدقيق في العلامة المائية، إذ تكون في العملة المزورة باللون الذهبي، كما لا تحتوي “المزورة” على ثقوب ليمرَّ الضوء من خلالها، إضافة إلى أن الأرقام على يسار الورقة النقدية تكون مكتوبة بشكل غير صحيح من حيث المضمون والشكل.

وسبق أن نوّه المركزي أن مزايا العملة النقدية من فئة 5000 ليرة تتميّز بطباعة نافرة تضفي على الورقة خشونة متميزة، وعلامة بشكل نجمة في أسفل يسار الورقة تظهر بلون موحّد عند النظر إليها بشكل مباشر، في حين يظهر رقم الفئة 5000 بألوان متعدّدة عندما تلوى الورقة.

بينما يوجد على الوجه الخلفي للورقة تخريم مجهري للرقم (5000) يظهر بشكل عمودي وسط الجهة اليسرى من الورقة عند النظر إليها بمواجهة الضوء، عدا عن أن الصورة المائية، العُقاب ورقم الفئة، يظهران عند النظر إلى الورقة في مواجهة الضوء.

وأواخر آذار/مارس الفائت، وبعد التداول الكبير عن تزوير للعملة السورية من فئة 5000 ليرة، قال إياد بلال، مدير الخزينة في المصرف المركزي، آنذاك للتلفزيون السوري، أنه على المواطنين النظر إلى الورقة النقدية أثناء استلامها، لأن إحساسها مختلف بشكل ملحوظ، مبيّنا أنه لا يمكن أن يكون هناك عدد كبير من العملة المزورة ، والمزايا الأمنية لفئة 5000 ليرة قوية جدا.

وبحسب بلال، يمكن التعرف على الورقة السليمة، من خلال الطباعة المنقوشة، التي تعطي الورق خشونة مميزة. وعلامة على شكل نجمة في أسفل يسار الورقة، والتي تظهر بلون متناسق أثناء النظر إلى الورقة مباشرة. ولكنها تظهر بألوان عديدة عندما تكون الورقة ملتوية.

وأوضح بلال، أن التزوير منتشر جدا في الفئات الأعلى أو الجديدة. كما أكد أن الأوراق النقدية السورية تتمتع بخصائص أمنية أكثر من ورقة المئة دولار الأميركي، على حدّ وصفه.

قد يهمك: عملة جديدة في سوريا.. ما حقيقة طباعة فئة 10 آلاف؟

طرح عملة من فئة 10 آلاف

انتشر حديث خلال الفترة الماضية حول إصدار عملة ورقية جديدة قيمة عشرة آلاف ليرة إلى الواجهة، وذلك في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية، مع استمرار عجز الحكومة عن احتواء الأزمة المعيشية، فضلا عن عجزها عن تأمين السلع الأساسية والمواد الغذائية والمحروقات، وذلك في وقت وصلت فيه نسب التضخم إلى أعلى مستوياتها في تاريخ البلاد.
ضمن السياق ذاته، رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية في سوريا عابد فضيلة، اعتبر أن طباعة عملة ورقية من فئة العشرة آلاف، يمكن له أن يكون حلا للتضخم وسيساهم في تخفيف ضغط التعامل النقدي، الناتج عن انهيار قيمة العملة المحلية أمام السلع والخدمات.

وطالب فضيلة خلال لقاء عبر إذاعة “المدينة “إف إم” المحلية أواخر أيار/مايو الفائت، حكومة دمشق، برفع الرواتب ودعم عملية الإنتاج بما يحقق نسبة طلب أعلى وبالتالي انخفاض بالتكاليف، وتراجع في أسعار السلع بدون أن يخسر المنتج.

ووفقا للمصادر التي نقل عنها موقع “باز” المحلي، في وقت سابق، فإن الحكومة السورية ستطبع أموالا إضافية، لتغطية عجز الموازنة الذي يتفاقم بسبب انخفاض قيمة مداخيل الدولة. وأكد ذلك شفيق عربش، عميد كلية الاقتصاد بجامعة دمشق.

حيث قال عربش، إن العجز أكبر بكثير من المبلغ المعلن في الميزانية، وأنه من المرجح أن تتم مواجهته بطباعة المزيد من العملة السورية. في حين تكهّن الخبير الاقتصادي منذر محمد، بأن الحكومة ستستمر في إنتاج فئات كبيرة من العملات، بسبب الطلب على المزيد من النقد. ولأنها ستقلل من تكاليف الطباعة إذا كانت الفئات المطبوعة كبيرة.

وعلى الرغم من نفي مصرف سوريا المركزي، في وقت سابق، عزمه إصدار أي عملة ورقية جديدة بقيمة عشرة آلاف ليرة، تستمر الشائعات التي تؤكد إدخال ثاني أكبر فئة نقدية للمعاملات التجارية في البلاد، وسط تحذيرات متزايدة من هذه الخطوة، والتي اعتبرتها مصادر اقتصادية في دمشق واحدة من الحلول المقترحة بقوة للمناقشة على طاولة الحكومة في دمشق. خاصة وأن المصرف المركزي السوري يمول تجار الأزمات بتحويلات المغتربين، ويتجنب العقوبات من خلال خلق مجموعة متشابكة من الشركات الوهمية.

قد يهمك: علامات مميزة تكشف تزييف الـ 5 آلاف ليرة سورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.