مع بقاء مناطق بأكملها خارج سيطرة الحكومة السورية، وارتفاع نسبة التهريب والغش في البلاد، ومع تدفق كميات كبيرة من العملات الأجنبية، انتشرت العصابات المنظمة المتخصصة في تزييف العملة. هدفهم مواطنون ليس لديهم خبرة كافية في اكتشاف العملات المزيفة.

أزمة من العيار الثقيل

بعد التداول الكبير عن تزوير للعملة السورية من فئة 5000 ليرة، قال إياد بلال، مدير الخزينة في المصرف المركزي، أمس الأحد، للتلفزيون السوري، أن كل ورقة نقدية يقدمها البنك المركزي قد تكون مزيفة، ولكن فقط جزء ضئيل من جميع الفئات، من بين مئات الملايين التي قدمها البنك على مدار عام، تم الكشف عن عدة أوراق مزورة، وتم الإبلاغ عن عدة أوراق، ولكن ضمن الدفعات المسلمة للمصرف المركزي لم يتم اكتشاف أية قطعة مزيفة.

وأضاف بلال، أنه على المواطنون النظر إلى الورقة النقدية أثناء استلامها، لأن إحساسها مختلف بشكل ملحوظ، مبينا أنه لا يمكن أن يكون هناك عدد كبير من العملة المزورة ، والمزايا الأمنية لفئة 5000 ليرة قوية جدا.

وبحسب بلال، يمكن التعرف على الورقة السليمة، من خلال الطباعة المنقوشة، التي تعطي الورق خشونة مميزة. وعلامة على شكل نجمة في أسفل يسار الورقة، والتي تظهر بلون متناسق أثناء النظر إلى الورقة مباشرة. ولكنها تظهر بألوان عديدة عندما تكون الورقة ملتوية.

وأوضح بلال، أن التزوير منتشر جدا في الفئات الأعلى أو الجديدة. كما أكد أن الأوراق النقدية السورية تتمتع بخصائص أمنية أكثر من ورقة المئة دولار الأميركي، على حد وصفه.

للقراءة أو الاستماع: هل تتجه الحكومة السورية للتعامل بالروبل الروسي بدل الليرة؟

كيف يمكن تمييز الأصلية عن المزورة؟

وبحسب ما هو متداول فإن هذه العملة المزورة، يمكن كشفها من خلال ثلاثة خطوات، حيث يجب التدقيق أولا في العلامة المائية، إذ تظهر هذه العلامة في فئة 5 آلاف ليرة المزورة باللون الذهبي.

والأمر الآخر الذي بينّه المختصون في محال الصرافة، أن العملة المزورة لا تحتوي على ثقوب ليمر الضوء من خلالها. وبالإضافة لذلك فإن الأرقام على يسار الورقة النقدية مكتوبة بشكل غير صحيح من حيث المضمون والشكل.

وكان المصرف سوريا المركزي، أصدر في الـ24 كانون الثاني/يناير 2021،  أوراق نقدية جديدة بقيمة 5000 ليرة سورية للتداول، معللا ذلك لتسهيل الحاجة إلى كميات كبيرة من الأوراق النقدية ذات القيمة الأقل.

ويعتقد أن الأوراق النقدية الجديدة، التي يعود تاريخ ظهورها إلى عام 2019. حيث تم إنتاجها بواسطة منشأة طباعة أمنية تديرها الدولة في روسيا نيابة عن مصرف سوريا المركزي. وتعتبر الأوراق النقدية جزءا من عائلة الأوراق النقدية التي تم تصميمها وتقديمها في عام 2010 بإصدار فئات 50 و100 و200 ليرة سورية. وتم ضم هذه الأوراق النقدية لاحقا بفئات 500 و1000 و2000 في عام 2017.

كما يبلغ حجم الورقة النقدية الجديدة الـ 5000 158 × 65 ملم، وهي بنية اللون بشكل عام، في وجه العملة يظهر جندي متمركز في وسطها وهو يحيي علم البلاد. والسنوات المعروضة على الأوراق النقدية مذكورة بالأرقام العربية والهندية. ويشتمل الجانب الخلفي على رسوم إيضاحية لجدارية من معبد بعل شمين في مدينة تدمر. وفيها صورة لإله السماء الكنعاني الذي يحمل نفس الاسم ويرجع تاريخه إلى أواخر القرن الثاني الميلادي. ويظهر نسر بغصن زيتون في منقاره.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع ملموس لسعر صرف الليرة السورية في السوق السوداء

الدولار المزيف يهز سوريا

مع ركود الاقتصاد السوري، والانتكاسات التي تعاني منها الليرة السورية أمام الدولار، تحول السوريون إلى الاعتماد على الدولار الأميركي كعملة أساسية للحفاظ على قيمة رأس المال، وللفرار من شبح الانهيار. إذ إن تقلبات أسعار الصرف التي تهدد سبل عيش السوريين.

ظهرت عدة تقارير من حمص حول اعتقال الشرطة لأشخاص “يروجون للعملة المزورة”. كانت العملية الأخيرة في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، عندما تمت مصادرة ما يقرب من 200 ألف دولار أميركي مزور بحوزة عصابة اعترفت بالترويج للدولار المزيفة ولديها علاقات مع دولة مجاورة، وفقا لحسابات وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية للشرطة.

وانتشرت العملة المزورة التي تروج لها عصابات خاصة في ريف حمص الشمالي، منذ أن خرجت عن سيطرة القوات النظامية مطلع عام 2013. ورغم توقيع اتفاق “مصالحة” مع الحكومة السورية، إلا أن الظاهرة مستمرة وعددها من الضحايا في ارتفاع مستمر.

من المعروف أن تقديم الشكاوى ضد المزورين عملية صعبة وخطيرة. أي تداول للعملة الأجنبية لا يتبع الأساليب التي حددتها الحكومة السورية يعرض الشخص للمساءلة القانونية ، ويؤدي في بعض الحالات إلى دعاوى قضائية. بمجرد أن يتم التعامل مع عملة أجنبية.

الجدير ذكره، أن صحيفة “الأيام” السورية، أفادت أن فرع مكافحة التزوير والتزوير وتهريب النقد في سوريا، صرح عن وجود أكثر من 5 ملايين دولار ونحو مليون ريال سعودي متداولة في سوق العملات السورية نهاية عام 2018 مزورة. فيما لم تشر الصحيفة إلى مبلغ الليرات السورية المزورة.

ويلجأ غالبية السوريين الذين يحتاجون إلى العملة الأميركية لإجراء معاملات معينة إلى السوق السوداء لشراء الدولار، حيث ترفض معظم البنوك بيعها أو تفرض إجراءات معقدة للغاية لبيعها. في حين تشير التقارير إلى أن العملات المزورة وصرفها مشكلة كبيرة في محافظات حلب ودرعا والسويداء.

للقراءة أو الاستماع: بعد تراجع قيمة الليرة السورية.. البنك المركزي يعدّل شروط الحوالات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة