رغم الأضرار الصحية الناتجة عنه، وتسببه في أمراض خطيرة كأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أن معدلات التدخين ما تزال تسجل ارتفاعات متواصلة في العديد من دول العالم، ومن أبرزها سوريا.

الشباب والمراهقين

معدلات التدخين ارتفعت مؤخرا بين الشباب والمراهقين، حيث أكدت مديرة برنامج مكافحة التدخين في سوريا، عبير العبيد في تصريحات نقلتها صحيفة “البعث” المحلية الجمعة، أن دراسات البرنامج تشير إلى ارتفاع نسب التدخين إلى أكثر من 60 بالمئة من طلاب الجامعات، خاصة منتجات التبغ (السيجارة والنرجيلة).

كما بيّنت مبادرات عدة بعنوان “مدارس خالية من التدخين“: “وجود نسب من التدخين العابر بين طلاب المدارس تعادل 49.6 بالمئة، ونسبة انتشار التدخين السلبي 64.8 بالمئة من العينة المدروسة، كما تبيّن وجود نسب تدخين داخل المدارس بمعدل 40 بالمئة بين المدرّسين، وبمعدل 50 بالمئة بين الكادر الإداري”

كما نفذ برنامج مكافحة التدخين مبادرة بعنوان “جامعات خالية من التدخين” ،بالتعاون مع وزارة التعليم العالي شملت 30 جامعة حكومية وخاصة، لتسليط الضوء على أضرار التدخين.

قد يهمك: “الوجبات السريعة لناس وناس“.. سندويش البطاطا بـ7 آلاف ليرة سورية

وأجرى البرنامج خلال المبادرة استبيانات، أوضحت ارتفاع نسب التدخين في الجامعات السورية إلى أكثر من 60 بالمئة من طلاب الجامعات، خاصة منتجات التبغ (السيجارة والنرجيلة).

معدلات الانتشار في سوريا

معدلات التدخين الواردة في آخر تقارير أطلس التبغ، الذي أصدرته جامعة “إلينوي شيكاغو“، وشركة “فايتل ستراتيجيز“، تظهر أن الفرد في سوريا يستهلك 1275 سيجارة سنويا.

ويتزايد انتشار التدخين في سوريا بشكل مطّرد بين السكان السوريين، وبشكل رئيسي في أشكال السجائر أو النرجيلة، وتدير المؤسسة العامة للتبغ نمو منتجات التبغ وتصديرها، إذ ينفق السوريون  حوالي 600 مليون دولار سنويا على استهلاك التبغ.

وكشفت المؤسسة العامة للتبغ، عن رقم كبير لعدد المدخنين في سوريا عام 2021، حيث بلغ عدد المدخنين في سوريا أربعة ملايين ونصف مليون.

وفي إحصائية صدرت عام 2021 تبيّن أن 20 بالمئة من النساء و60 بالمئة من الرجال يدخنون في سوريا، و98 بالمئة من إجمالي السكان يتأثرون بالتدخين السلبي، دخان النرجيلة المعروفة أيضا باسم الشيشة والسجائر، وهما الشكلين الرئيسيين لاستهلاك التبغ في البلاد.

ووفقا للبيانات التي أصدرها أطلس التدخين في تقريره السابع الذي صدر في أيار/مايو الجاري، فإن التقدم العالمي مهدد بسبب تزايد معدلات التدخين بين الأطفال في العديد من البلدان، من خلال أساليب صناعة التبغ التي تستهدف البلدان الفقيرة ذات البيئات التنظيمية الضعيفة، والدفع بمنتجات جديدة في الأسواق غير المستغلة سابقا.

وباستخدام أرقام من عام 2019، وهي الأحدث المتاحة، يشير التقرير إلى أنه في اليمن يتم تدخين ما يعادل 214 سيجارة للفرد سنويا، بينما في الإمارات الرقم 438، وبذلك تشير الطبعة السابعة من أطلس التبغ، إلى أن اليمن فقط هي التي لديها رقم أقل من الإمارات في المنطقة العربية.

وفي المملكة العربية السعودية، لديها ثالث أدنى رقم، يتم تدخين 485 سيجارة للشخص الواحد سنويا، وفي الطرف الآخر من الجدول، في ليبيا يتم تدخين 1764 سيجارة للفرد في السنة، وفي الكويت يبلغ العدد 1849 سيجارة، بينما في لبنان 1955 سيجارة – وهي الأعلى في المنطقة.

استخدام الضرائب للحد من استخدام السجائر

في المنطقة ككل، يمكن تشديد مكافحة التبغ، وفقا للبروفيسور كامران صديقي، أستاذ الصحة العامة في جامعة “يورك” البريطانية، حيث قال: “أعتقد أن استراتيجيات مكافحة التبغ التي تقترحها منظمة الصحة العالمية، في إطار اتفاقيتها الإطارية، تم تنفيذها جزئيا فقط في العديد من البلدان في هذا الجزء من العالم“.

توصي “منظمة الصحة العالمية” أيضا، أن تشك الضرائب ما لا يقل عن ثلاثة أرباع سعر أشهر العلامات التجارية للتبغ، وأن تغطي التحذيرات نصف الجزء الأمامي والخلفي من العبوة على الأقل، وأن يكون الإعلان والترويج للسجائر محظوران.

في الإمارات، تم فرض عدد من الإجراءات في السنوات الأخيرة للحد من التدخين، وهو المسؤول عن العديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك سرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وشملت الإجراءات منذ تشرين الأول/أكتوبر 2017، إدخال ضريبة بنسبة 100 بالمئة على التبغ ومنتجاته، وهذا يعني أن الضريبة تمثل نصف إجمالي سعر التجزئة، أقل من الرقم الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية والبالغ 75 بالمئة.

اقرأ أيضا: “وعود كاذبة“.. لا انفراج لأزمة المحروقات في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.