بعد تأثر العراق بموجة غبارية ضربت عدد من المحافظات نتيجة تشكل موجة جديدة سبب نشاط الرياح الجنوبية الشرقية، أعلن مطار أربيل الدولي، اليوم السبت، إيقاف رحلاته بسبب العاصفة الترابية.

وأوعزت إدارة المطار بإيقاف الرحلات بسبب عدم وضوح الرؤية جراء العاصفة الترابية، بحسب تصريح لمدير المطار أحمد هوشيار لوكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع”، وتابعه موقع “الحل نت”. 

وقال هوشيار إن “مدى الرؤية الحالي يتراوح ما بين 800-2000 م وهو غير كاف للسماح باستمرار الرحلات حاليا وننتظر تحسن الرؤية لإعادة فتح الأجواء”. 

وفي وقت سابق من اليوم السبت أشارت آخر تحديثات الأنواء الجوية، إلى تأثر البلاد بموجة غبارية جديدة بعد منتصف نهار اليوم. 

وأصدرت الأرصاد الجوية، تقريرا مفصلا بطقس العراق اليوم والأيام التي تليه، فيما أشارت إلى أنه من المتوقع هطول زخات أمطار رعدية في المنطقة الشمالية وخاصة الجبلية منها. 

اقرأ/ي أيضا: لإنتاج الكهرباء.. مشاريع عراقية جديدة تعمل بالطاقة النظيفة

توقعات جوية

بحسب التقرير الذي تلقى “الحل نت” نسخة منه، فأن ” التوقعات تشير إلى تأثر البلاد بحالة من عدم الاستقرار الجوي بعد ظهر اليوم السبت، تؤدي إلى تصاعد الغبار وحدوث عواصف ترابية ابتداء من الموصل ثم تشمل أربيل وأجزاء من دهوك والسليمانية وكركوك وتكريت والأنبار وبغداد وديالى وكربلاء وبابل وأجزاء من النجف، وتستمر حتى صباح الأحد”.

الأرصاد وفي تقريرها، أوضحت أن “المنطقة الوسطى من البلاد ستشهد اليوم عواصف ترابية ليلا وارتفاعا في درجات الحرارة، فيما تشهد المنطقة الشمالية فرصة لزخات أمطار رعدية وعواصف ترابية في بعض أقسامها، في حين تشهد المنطقة الجنوبية عواصف غبارية في بعض أقسامها وارتفاعا في درجات الحرارة”.

من جهته بين المتنبئ الجوي صادق عطية في تدوينة على حسابه الشخصي، تابعه “الحل نت”، أن “خرائط الطقس تشير إلى تصاعد الغبار في مناطق متفرقة من مدن البلاد منتصف نهار السبت بسبب نشاط الرياح الجنوبية الشرقية، كما ترصده صورة القمر الاصطناعي”.

وأشار، إلى أن “خلال ساعات المساء والليل، تتحول الرياح ابتداء من مناطق غرب وشمال غرب البلاد للاتجاه الشمالي الغربي مسببة تصاعدا للغبار ما بين متوسط وكثيف يتجه مع الرياح نحو صلاح الدين، من ثم العاصمة بغداد والرمادي، ويصل قبل منتصف الليل، ثم مدن الفرات الأوسط خلال منتصف الليل، ثم يصل مدن الجنوب وبادية السماوة خلال فجر وصباح الأحد”.

وتابع، “سيستغرق الغبار وقتا في المناطق التي سيؤثر بها ما بين 5-6 ساعات، ليزول أو تخف شدته حسب التوقعات”. 

اقرأ/ي أيضا: للمرة الثالثة.. قصف حقل “كورمور” النفطي في كردستان العراق 

إلى متى يستمر الغبار؟

وأظهرت صورا اطلع عليها “الحل نت”، تأثر الأجواء في محافظات نينوى والأنبار وأربيل، طغى الغبار على المشهد، فيما تراجع مستوى الرؤية في بعض المناطق. 

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، أصدرت الأرصاد الجوية تعليقا حول الموجة الغبارية التي ضربت البلاد، فيما توقعتانحسار العواصف الترابية خلال الفترة المقبلة، فيما أكدت أنها ستنحسر بتراجع تأثيرات المنخفضات الجوية.


وقال مدير إعلام الأرصاد عامر الجابري في تصريح لقناة العراقية الإخبارية الرسمية، وتابعه موقع “الحل نت”، إن “العواصف الترابية ستشهد تراجعا في الفترة المقبلة إذ لن تكون هناك منخفضات قوية كالتي مرت بها البلاد في شهري نيسان وأيار الماضيين”.


وأضاف، أن “البلاد تتأثر حاليا بعواصف ترابية وغبار كثيف وانخفاض في درجات الحرارة وستزول هذه العوامل تدريجيا صباح غد الأحد”.


وأوضح، أن الأرصاد الجوية “توقعت في وقت سابق وجود حال غير مستقر في الطقس بسبب قلة الأمطار وهشاشة التربة”، مشيرا إلى أن “العراق من بين أكثر 13 دولة تأثرت بالعوامل المناخية”.

تأثير التغير المناخي

ما يجدر ذكره، أن العراق شهد في شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو المنصرمين، 10 عواصف ترابية، كلها ضربت البلاد من خلال صحراء الأنبار غربي العراق، وذات الحال تكرر مع عاصفة اليوم وهي العاصفة 11.

وتسبّبت معظم تلك العواصف بتعطيل الحياة في العراق، ودفعت إلى تعطيل الدوام في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، وتعليق حركة الملاحة البحرية والملاحة لجوية في المطارات، نتيجة قلة مستوى الروية.

وشهد العراق تسجيل 122 عاصفة ترابية خلال 283 يوما في سنة واحدة. ومن المتوقع أن تسجّل البلاد في السنوات المقبلة 300 يوم مغبر في كل سنة، حسب وزارة البيئة العراقية.

وفق منظمة “حماة دجلة”، فإن التصحر واستمرار زيادة الأراضي المتصحرة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التشجير مع عدم وجود حزام أخضر، هي من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العواصف الرملية.

كدليل على ذلك، بلغت نسبة مساحة الغابات الطبيعية والاصطناعية 1,6 بالمئة فقط من مساحة العراق الكاملة، حسب إحصائية أعدّها “الجهاز المركزي للإحصاء”، في عام 2020.

https://twitter.com/abdulsamea_a_k/status/1540734657842409473?s=21&t=wySGJZXMPgk509FV-awsVg

اقرأ/ي أيضا: قيس الخزعلي يلوح لانتخابات مبكرة.. هل بات قرار حل البرلمان العراقي جاهزا؟

حاجة العراق للمساحات الخضراء

الإحصائية ذاتها، أكدت أن 69 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي متدهورة؛ لأن 15,6 بالمئة منها هي أراضي متصحرة و53,9 بالمئة هي أراضي مهدّدة بالتصحر.

ويحتاج العراق إلى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر، والحفاظ على بيئته من التغيرات المناخية، وفق وزارة الزراعة العراقية.

تهاون الحكومة مع من يحولون الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية سبب آخر وراء التغير المناخي؛ إذ فقد العراق 60 بالمئة من الأراضي المزروعة والصالحة للزراعة، نتيجة التجريف والتجاوزات، حسب وزير البيئة حسن الفلاحي.

يجدر بالذكر، أن العراق يصنّف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير، ويعد من أكثر البلدان تضررا من ناحية شح المياه والأمن الغذائي.

اقرأ/ي أيضا: مؤتمر “الحرية لسجاد العراقي”.. آخر صرخة للكشف عن مصير المغيبين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.