منذ ثلاثة أشهر من دعوة الضامن الأميركي بتحريك مياه الحوارات الكردية الراكدة، واستئناف المباحثات مجددا بين طرفي “الحوار الكردي-الكردي”، لا يزال الحوار مجمدا منذ أكثر من عامين.

ومنذ صدور بيان مشترك بين طرفي الحوار (أحزاب الوحدة الوطنية الكردية – المجلس الوطني الكردي)منتصف شهر حزيران /يونيو 2020 عقد الطرفان 11 جلسة حوارية بحضور الجانب الأمريكي وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

لا مؤشرات

أحد أعضاء الوفد المفاوض عن أحزاب “الوحدة الوطنية”، أشار إلى أن لا مؤشرات جديدة في مسار المباحثات الكردية، رغم دعوة الضامن الأميركي بضرورة استئناف الحوار منذ ثلاثة أشهر.

ومطلع نيسان/أبريل 2022، أبلغ نائب المبعوث الأميركي الجديد، ماثيو بيرل، طرفي الحوار الكردي بضرورة استئناف الحوارات الكردية مجددا، معتبرا إياها من أولى أولياته في سوريا, وإن نجاح الحوار الكردي –الكردي مهم لحل مجمل الأزمة السورية.

سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، والعضو المفاوض عن أحزاب “الوحدة الوطنية”، صالح گدو، قال في حديث لموقع الحل نت”، إن المؤشرات مغيبة في الأفق القريب لاستئناف المباحثات مجددا.

وأضاف گدو، أن استئناف المباحثات مرتبط بدعوة الضامن الأميركي، مشيرا إلى أن لا دعوات جديدة حتى الآن بعد ثلاثة أشهر من آخر لقاء جمعهم مع الجانب الأميركي.

عامل التعطيل

القيادي الكردي في أحزاب “الوحدة الوطنية”، أوضح أن عامل التعطيل لـ”الحوار الكردي” أقوى، مشيرا إلى أن لا استقلالية للقرار الكردي في سوريا.

وقال القيادي الكردي، إن قرار الحركة الكردية في سوريا بيد أطراف خارجية وإقليمية لم يسمها، مضيفا أن لا مصلحة لتلك الأطراف لإنجاح الحوار الكردي – الكردي.

وأشار القيادي إلى أن العامل الخارجي هو الذي يعطل الحوار بين الطرفين الكرديين للوصول إلى اتفاق نهائي بعد عامين من التوقف.

وتوقف الحوار منذ 4 تشرين الأول/أكتوبر 2020، “نتيجة عوامل إقليمية وكردستانية إلى جانب المرحلة الانتقالية في تشكيل الإدارة الأميركية الجديدة بعد انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكذلك انتشار فيروس كورونا”.

مشروط بـ”الوثيقة”

من جانبه، ربط فيصل يوسف، عضو هيئة الرئاسة في “المجلس الوطني الكردي”، جاهزية المجلس لاستئناف الحوار مجددا بوثيقة وقف الانتهاكات.

وأضاف يوسف، أنهم وقعوا قبل نحو عام وثيقة مع الجانب الأميركي بحضور قائد “قسد”، لوقف الانتهاكات بحق أنصار “المجلس الكردي” وعدم التراجع عما توصل إليه طرفا الحوار من مناقشات سابقة بخصوص التفاهمات السياسية.

وقبل أيام، طالب “المجلس الوطني الكردي” في سوريا، في بيان صدر عنه، الجمعة الفائت، الولايات المتحدة بالضغط على إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي و”قسد” بالكف عن ملاحقة واعتقال مخالفيهم.

دعامة الاستقرار

عضو الوفد المفاوض في “المجلس الوطني الكردي” في سوريا، أشار إلى أنه ليست لديهم أية عراقيل لاستئناف المفاوضات مجددا والتوصل لاتفاق كردي تكون ركيزة للمكونات الأخرى ودعامة للاستقرار شمال شرقي سوريا.

وفي الأول من نيسان/أبريل من العام الحالي، وبالتزامن مع احتفالات رأس السنة البابلية الآشورية (آكيتو)، أعلنت الأحزاب السياسية للسريان الآشوريين في منطقة الجزيرة، إلى التوصل لتوقيع وثيقة سياسية بين حزب الاتحاد السرياني والمنظمة الآثورية الديمقراطية في مدينة القامشلي، وذلك في سعي منها لتوحيد مواقفها السياسية في مظلة جامعة على مبدأ الحوار الداخلي أولاً بين كل مكون في سوريا بالتزامن مع الحوار الكردي – الكردي برعاية أميركية، شمال شرقي سوريا.

وتعتمد الوثيقة على أن اللامركزية النظام الأمثل في إدارة البلاد مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، لحماية التعدد القومي والثقافي، وضمان أوسع مشاركة شعبية في الإدارة والتوزيع العادل للسلطة والموارد وتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة لكافة المناطق في سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.