“رغم أن غالبيتهم يحملون وثائق نظامية إلا أنهم وجدوا أنفسهم على الجانب السوري من معبر باب السلامة الحدودي” حادثة حصلت مع قرابة 100 لاجئ سوري تم اعتقالهم في ولاية مرسين أثناء محاولة العبور نحو أوروبا.

ما سبق شكل قلقا لدى اللاجئين السوريين ممن لا يزالون يحاولون العبور نحو أوروبا انطلاق من تركيا مستخدمين عدة طرق، حيث بات البعض منهم يتخوف من التعرض للترحيل القسري كما حصل منذ ثلاثة أيام مع اللاجئين السوريين الـ 100.

ولم يصدر أي توضيح رسمي من قبل السلطات التركية حول حادثة ترحيل هؤلاء اللاجئين وسط حالة من الصدمة تظهر على ملامح الذين تعرضوا للترحيل، حسب المقاطع المصورة التي انتشرت حول الحادثة.

ويبدو أنه تزداد وتيرة حالات الترحيل مع مرور الوقت فيما يحاول ممن بقي من اللاجئين السوريين في تركيا ألا يتعرضوا لأي موقف يجعلهم ضحية الترحيل القسري إلى سوريا.

ترحيل جماعي

معاملة سيئة واعتداءات وتزوير لوثائق “العودة الطوعية” هذا بالإضافة للكذب على المحتجزين عبر وعدهم بنقلهم لإحدى المخيمات، حادثة يشهد عليها ما يقارب الـ 100 لاجئ سوري، وفق إفاداتهم في مقطع مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

حسب إفادات المرحلين قسرا، فقد استغرقت عملية نقلهم من مرسين إلى الحدود التركية السورية ما يقارب الـ 15 ساعة، حرموا خلالها من الذهاب للحمامات أو تناول الطعام أو الحصول على المياه في ظل معاملة سيئة تعرضوا لها أثناء الاحتجاز.

ويبدو أن بين هؤلاء المرحلين أطفال لم يكملوا سن الـ 18، حيث يقول أحدهم: إن “عمره 16 سنة ويداوم في المدرسة ليتم ترحيله إلى سوريا”.

ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، حيث تحصل بشكل يومي العديد من حالات الترحيل للاجئين سوريين رغم أنهم يحملون وثائق “الكيملك”.

وفي شباط / فبراير الماضي، كانت السلطات التركية قد رحّلت قسرا قرابة 150 لاجئا سوريا بينهم طلاب جامعيين ولاجئين يحملون أذونات عمل، ليعود بعد أشهر قسم منهم بعدما انتشرت الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي.

إقرأ:السوريون في تركيا..هل حان وقت الترحيل؟

اللجوء وخطر الترحيل

بشكل يومي، يحاول آلاف اللاجئين السوريين في تركيا اجتياز الحدود انطلاقا من تركيا بقصد الوصول إلى دول أوروبا وسط عدة مصاعب يتعرضون لها كالطرق الوعرة ومحاولة الإفلات من حرس الحدود التركي واليوناني وخطر التعامل مع المهربين.

لكن حادثة ترحيل الـ 100 لاجئ سوري من جهة وتعامل الأمن التركية مع أولئك الذين يتم اعتقالهم أثناء محاولتهم اجتياز الحدود ونقلهم لمراكز الاحتجاز تحضيرا لترحيلهم، شكلت قلقا لدى العديد من اللاجئين السوريين.

ومن بينهم محمد أبو مهند وهو أحد اللاجئين السوريين في ولاية هاتاي، كان قد حاول عدة مرات اجتياز الحدود للوصول إلى اليونان إلا أنه لم ينجح بذلك، يقول لـ “الحل نت”: إنه “يخشى أن يتم اعتقاله ومن ثم ترحيله إلى سوريا بينما عائلته تقيم في تركيا، لذلك بعد عدة محاولات فاشلة عاد إلى منزله”.

الشاب يضيف، بأنه “يبحث حاليا عن أية طريقة للجوء إلى أي دولة أخرى بشكل قانوني، معتبرا أن الوضع في تركيا من ناحية العنصرية والمعيشة بات لا يطاق”.

قد يهمك:خيارات سفر جديدة للسوريين بعد تضييق تركيا والدول العربية والأوروبية

يحلمون بـ “2015” جديدة

ليس أبو مهند الوحيد الذي عاد مستسلما للواقع بعد فشل محاولات عبور الحدود نحو أوروبا، بل هناك العديد من اللاجئين السوريين عدلوا عن فكرة اللجوء خوفا من التعرض للترحيل.

أثناء إعداد المادة، تواصلنا أيضا مع خالد ابراهيم وهو لاجئ سوري آخر يقيم في ولاية قيصري، عاد مؤخرا لعائلته بعد محاولتين للجوء إلى أوروبا باءتا بالفشل، يقول لـ “الحل نت”: “أحوال السوريين في تركيا سيئة لأبعد الحدود وقرار ترحيل أي لاجئ سوري بات يتخذ على أهون سبب، لذلك عدت بعد محاولتين لم أنجح بهما في عبور الحدود”.

ويضيف، بأنه “لو تحصل موجة لجوء مثل تلك التي صارت عام 2015 سيكون أول الخارجين مع عائلته من تركيا، بل يؤكد أن معظم أقاربه سيخرجون معه أيضا”.

وحسب ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا، فهناك الكثير من اللاجئين السوريين كانوا قد ندموا بسبب عدم المضي برحلة اللجوء عام 2015 عندما كانت طرق اللجوء أسهل من اليوم من حيث العبور وأقل تكلفة من حيث المصاريف.

إقرأ:مخدرات سورية بالبهارات.. ما علاقة تركيا وباكستان؟

الجدير بالذكر أن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، كان قد قال في حزيران / يونيو الماضي، إن “الأمن التركي اعتقل 126 ألف مهاجر غير شرعي، وتم ترحيل 44 ألفا و933 مهاجرا منهم إلى بلدانهم وذلك منذ بداية العام الحالي”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.