طغت أخبار الاندماجات والانشقاقات داخل “الجيش الوطني” المعارض المدعوم من أنقرة في الشمال السوري، خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أن خبر انشقاق كلا من فرقة “السلطان سليمان شاه” (العمشات) وفرقة “الحمزة” (الحمزات) عن هيئة “ثائرون للتحرير”، التكتل الأكبر في “الجيش الوطني” كان له الوقع الأكبر في المنطقة.

أسباب الانشقاقات

مصدر عسكري في “هيئة ثائرون”، فضل عدم ذكر اسمه، أفاد لـ “الحل نت” بأن الأسباب الكامنة وراء هذه الانشقاقات المفاجئة لأكبر فرقتين في فصائل المعارضة المسلحة، ليست وليدة اليوم وإنما نتاج لخلافات داخلية في التكتل، أبزرها تعيين قائد فيلق “الرحمن” عبد الناصر سمير نائبا للقائد العام للتكتل فهيم العيسى ومسؤولا عن إدارة العمليات في منطقة “نبع السلام”، بداية تموز/يوليو الجاري، على حساب شخصيات لها ثقلها في كلا الفرقتين، أبرزهم سيف أبو بكر القائد العام لفرقة “الحمزة”، حيث تزامن تعين سمير مع محاولة العيسى قطع الرواتب التي يتقاضاها مقاتلو الفرقتين من الحكومة التركية.

كما ساهم في تصعيد الوضع، اتهام العيسى لأبي بكر مؤخرا بالتنسيق مع هيئة “تحرير الشام” لتسهيل عملية دخولها مناطق “الجيش الوطني” بريف عفرين، إبان الخلاف الذي تدخلت فيه الأخيرة لصالح حركة “أحرار الشام” القاطع الشرقي (الفرقة-32) مع “الجبهة الشامية” (الفيلق الثالث) في حزيران/يونيو الفائت، وفقا للمصدر ذاته.

مضيفا أن العيسى، وجه اتهاما مماثلا لقائد فصيل “سليمان شاه”، محمد الجاسم (أبو عمشة)، الذي اجتمع بقيادات من “تحرير الشام” في أيار/مايو الفائت، بعدما عملت “ثائرون للتحرير” على تجريده من مهامه وإخضاعه للمحاكمة، بعد التجاوزات التي ارتكبها بمنطقة الشيخ حديد بريف حلب الشمالي.

وأشار المتحدث إلى أن العيسى يحاول احتواء عملية الانشقاق، والتقليل من آثارها، حيث صرح لبقية الفرق الموجودة في التكتل بأن القيادة العامة في “ثائرون للتحرير” قادرة على تجاوز الموقف والآثار الناتجة عن الانشقاق، والحيلولة دون الانهيار التام للتكتل.

فوضى وتوتر

متابعون للشأن العام في المنطقة، شككوا بتصريحات العيسى الأخيرة حول قدرتهم على اجتياز آثار عملية انشقاق الفرقتين، حيث صرح مصدر إعلامي في “الجيش الوطني”، (فضل عدم الإفصاح عن اسمه) لـ “الحل نت” بأن فصيل “صقور الشام” كان من ضمن المشاركين في عملية الانشقاق، لكنه تراجع عنه في اللحظات الأخيرة، دون معرفة الأسباب التي دفعته على التراجع، مشيرا إلى أن فوضى وتوتر كبير يسود بين بقية الفرق الموجودة في التكتل على خلفية الانشقاق، وسط مخاوفهم من عملية انهياره بشكل كامل، لأن انسحاب “العمشات” و”الحمزات” يعد الضربة القاصمة للتكتل الأكبر في “الجيش الوطني” المعارض، على اعتبارهما أكبر الفصائل المعارضة المكونة لـ”ثائرون للتحرير”.

مصادر محلية في ريف حلب الشمالي، أفادت لـ “الحل نت” بأن كلا من فصيلي “الحمزات” و”العمشات” أنزلا، مساء أمس، رايات “هيئة ثائرون” من فوق معسكراتهم في ريفي حلب الشمالي والشرقي.

والجدير ذكره أن هيئة “ثائرون للتحرير” تشكلت في 23 من كانون الثاني/يناير الماضي بعد اندماج كل من “حركة ثائرون” و”الجبهة السورية للتحرير”، وجاء التشكيل العسكري حينها “حرصا على رص الصفوف وتوحيد الكلمة”، بحسب ما جاء في بيان الاندماج.

وتسود حالة من الفصائلية تتشكّل بمسميات متعددة رغم تبعيتها لـ “الجيش الوطني” المعارض، وتعتمد هذه التشكيلات بعد اندماجها رايات تحمل الاسم الجديد للجسم العسكري، ترفعها في مقراتها وعلى حواجزها وآلياتها، ثم تزيلها في حالة الانشقاق.

ويسيطر “الجيش الوطني” على ريف حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، إضافة إلى مدينتي رأس العين شمال غربي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.