ستة من أبناء محافظتي الرقة ودير الزور شرقي سوريا، ابتلعهم نهر الفرات خلال اليومين الماضيين، في ظاهرة تتكرر بكل فصل صيف، مع الارتفاع الكبير بدرجات حرارة الجو وتوافد الشبان والأطفال إلى ضفاف النهر للسباحة، وسط غياب الأماكن المخصصة لها ونقص فرق الإنقاذ.

الصحفي كرم هويدي، يقول لـ “الحل نت” إنّ أربعة أشخاص فارقوا الحياة غرقا في نهر الفرات بريف الرقة الشرقي، أول أمس، هم الطفل عبد العزيز الصفيد 12 عاما، من سكان مزرعة الحكومية، وكلا من مُقبل عمر الرشاد وحارث خليل ابراهيم العلوش، البالغان من العمر 18 عاما من قرية خنيز كشة، إضافة للطفل أنور حسن الزيد يبلغ من العمر 6 سنوات، من قرية العطارة.

مضيفا أن فريق “الاستجابة الأولية” في المدينة التابع لـ “المجلس المدني”، قام بانتشال الجثث من النهر، كونه يتولى عمليات الإنقاذ في نهر الفرات أو انتشال جثث المتوفين غرقًا.

تعدد الأسباب

ياسر العاصي، أحد أعضاء الفريق، يقول لـ “الحل نت” إن ازدياد حالات الغرق في المنطقة مؤخرا، يعود لأسباب عدة منها، ارتياد الشبان والأطفال لأماكن سباحة غير آمنة، رغم التحذيرات الكثيرة من السباحة فيها، إلى جانب جهل الكثير منهم بخفايا النهر، كالطمي والحفر واتجاهات التيارات والأعشاب المائية، لذلك لا يجوز السباحة في المياه المجهولة، فمعالم النهر تتغير باستمرار، وفق تعبيره.

يتابع، حديثه قائلا، إن بعض الأشخاص يتفاخرون أمام المتواجدين على ضفاف النهر، بالقفز من أماكن مرتفعة، والابتعاد عن الشاطئ لمسافات بعيدة، مما يؤدي إلى إصابتهم نتيجة الارتطام، أو حدوث تشنجات، وبالتالي حدوث الغرق، وهذا أحد أسباب الغرق أيضا.

وطالب العاصي من الأهالي أخذ الحيطة والحذر ومنع أبنائهم الذين لا يجيدون السباحة بعدم الاقتراب من النهر أو السباحة في المناطق الخطرة فيه.

مطالب الأهالي

من جهته، قال يوسف الظاهر، من سكان قرية زور شمر، يجب على المسؤولين عن المنطقة تخصيص أماكن للسباحة ووضع شاخصات لتحديدها، وتعيين حراس لمنعها خارج تلك الأماكن، ومعاقبة وتغريم أي شخص يقوم باجتيازها، مضيفا في حديثه لـ “الحل نت” بأن غياب الإسعافات الأولية زاد حالات الوفيات أيضا، إذ لا توجد نقطة طبية في الأماكن التي تشهد إقبالا كبيرا للسباحة، لإسعاف الغرقى عند إنقاذهم.

الوضع في دير الزور لا يختلف كثيرا عن الوضع في الرقة، حيث تزامنت حوادث الغرق الأخيرة في ريف الرقة، مع حادثتي غرق بريف دير الزور الشرقي.

تصاعد حالات الغرق

محمد السيد، من سكان مدينة البصيرة يقول لـ “الحل نت” إن الشاب يوسف مهو الحمد من سكان المدينة، غرق أول أمس، ولاتزال عمليات البحث عن جثته قائمة إلى الآن، كما غرق الشاب أحمد محمد الصالح البدوي من مدينة هجين، وهو أحد الناجحين في شهادة التعليم الأساسي (التاسع) التي صدرت مؤخرا.

مضيفا أن ريف دير الزور الشرقي، سجل أكثر من 13 حالة غرق في نهر الفرات منذ بداية موسم الصيف الحالي، معتبرا أنه رقم كبير لا سيما أن موسم السباحة لا يزال في بدايته، لافتا إلى وجود إقبال كبير من الأهالي على الذهاب للنهر والسباحة فيه، نتيجة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة ودرجات الحرارة عالية، بالإضافة إلى أن انخفاض منسوب المياه في النهر سهّل عليهم السباحة.

وتتصاعد حالات الغرق بين سكان المناطق المحيطة بنهر الفرات شرقي سوريا، مع بداية فصل الصيف في كل عام، إذ تشتهر المنطقة الصحراوية بدرجات الحرارة المرتفعة فيها ما يدفع الناس إلى السباحة بالنهر.

ويعتبر انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفره في بعض المناطق التي تختلف أصحاب النفوذ فيها، عاملا أساسيا لدفع الناس للبحث عن بديل يقيهم درجات الحرارة المرتفعة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.