حول تصريحه السابق عن “ناتو عربي”، وما رافقه من تحليلات، قال الملك الأردني، عبد الله الثاني، إن المنطقة باتت بحاجة إلى منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي، مضيفا، أن “المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقا وتشاورا وتعاونا عربيا مكثفا وفاعلا، من أجل شعوبنا، ومن أجل قضايانا”.

وخلال حواره مع صحيفة “الرأي” الأردنية، اليوم الأحد، كانت نبرة الملك الأردني، تتجه نحو تغير سلوك النظام الإيراني على أرض الواقع، مؤكدا أن التدخلات الإيرانية تطال دولا عربية، ومن ضمنها بلاده التي تواجه هجمات بصورة منتظمة من ميليشيات لها علاقة بإيران، فهل تدفع طهران الحلفاء العرب لاتفاق دفاع مشترك؟

ماذا يعني التحالف العسكري العربي بالنسبة لإيران؟

مع تصاعد التوترات الإقليمية بشأن برنامج طهران النووي المتنازع عليه، تعرضت إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأجزاء من العراق لضربات جوية بدون طيار أو ضربات صاروخية أعلنت ميليشيات مدعومة من إيران مسؤوليتها عنها.

تتزامن خطة الدفاع الإقليمية مع شهور من الجمود في المحادثات بشأن إحياء اتفاق 2015، الذي يحد من أنشطة إيران النووية. إذ تقول واشنطن، إن تخصيب إيران لليورانيوم، وهو طريق محتمل لامتلاك أسلحة نووية، وقد أحرزت تقدما ينذر بالخطر.

يشير الباحث في الشؤون الإيرانية، العقيد زياد الحريري، خلال حديثه لـ”الحل نت”، إلى أن الخطة العربية المتفق على تنفيذها منذ عام 2019، ستتمثل في بناء شبكة من الرادارات، وأجهزة الكشف والمعترضات بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة والعراق والأردن ومصر، بمساعدة التكنولوجيا، والقواعد العسكرية الأميركية.

وبحسب الحريري، سيسمح ذلك لتلك الدول، وخاصة السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، باكتشاف التهديدات الجوية قبل عبور حدودها.

بالإضافة إلى ذلك، فإن منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي إذا ما أقرّت فعليا، ستمثل تهديدا مباشرا لـ”الحرس الثوري” الإيراني، لأنها تهدف إلى إنشاء نظام إقليمي جديد. كما أنه، ولأول مرة، سيعطي الدول العربية موطئ قدم أمام المجموعات التي تدعمها إيران في كل المنطقة، وفقا للحريري.

ضرورة ملحة

إعادة طرح تحالف دفاعي عربي مشترك، جاء على خلفية مجموعة التهديدات من إيران ووكلائها في المنطقة، الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، وتهريب المخدرات، التي جعلت جهود التعاون ذات قيمة خاصة، وضرورة ملحة يطرحها القادة العرب.

وبحسب الحريري، فإن الوعي المشترك بالأوضاع، والذي يؤدي إلى الكشف المبكر عن هذه التهديدات، هو أمر مفيد لجميع الدول التي تشكل إيران تهديدا لها، حيث تشكل الطائرات بدون طيار، على وجه الخصوص، تهديدا قويا لهذه الدول، لصعوبة اكتشافها، وطيرانها ببطء نسبيا وعلى مسافات كبيرة، وغالبا على ارتفاع منخفض، وهذا يعني أن الإنذار المبكر سيسهل اكتشافها بشكل كبير.

ويلفت الحريري، إلى أن الدول العربية المجهزة بأنظمة دفاع جوي وصاروخية أميركية الصنع متطورة بشكل كبير، وعليه فإن المصلحة تقتضي، رؤية مثل هذا المستوى من التعاون الذي لم يكن من الممكن تصوره سابقا، لأن إيران لن تغير سلوكها الذي تنتهجه منذ أن قررت خوض معركة الهيمنة في الشرق الأوسط عام 1979.

تنسيق عربي محتمل

بحسب معلومات خاصة من مصادر دبلوماسية، حصل عليها لـ”الحل نت”، فإنه مع اجتماع القادة العرب في قمّة جدة، بدا هناك قرار شبه رسمي على توفير مسار جديد في سوريا، بعد الاقتناع بعدم وجود أي سياسة متسقة وذات مغزى من قبل الدول المعنية بشكل مباشر في الملف السوري.

وأشارت المصادر في وقت سابق، إلى أنه مع وجود هذه الحالة، اقتنعت الدول المجتمعة، أنه بات من الضروري، أن يتولى حلفاء أميركا الإقليميون، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات، زمام الأمور بأنفسهم، في مكافحة الإرهاب على الحدود الشمالية للأردن، فيما كانت نصيب مصر وقطر والعراق، اللعب على المسار السياسي، وتلطيف الأجواء مع دمشق.

الملك الأردني، أكد في تصريحاته التي كانت تصب حول التهديدات التي يشكلها وكلاء إيران، اليوم الأحد، على أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونا وتنسيقا عربيا مكثفا، وأن الحاجة إلى منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي، وهذا يتطلب تشاورا وتنسيقا وعملا طويلا مع الأشقاء، بحيث تكون المنطلقات والأهداف واضحة.

وأوضح العاهل الأردني، أن “هذا الطرح جزء أساسي من المبادئ التي قامت عليها جامعة الدول العربية، ومع ذلك فإن موضوع الحلف لا يتم بحثه حاليا”.

وفي سياق ربط الموضوع بإيران، أكد ملك الأردن أن “المنطقة ليست بحاجة لمزيد من الأزمات والصراعات، بل إلى التعاون والتنسيق”.

وتابع: “التدخلات الإيرانية تطال دولا عربية، ونحن اليوم نواجه هجمات على حدودنا بصورة منتظمة من مليشيات لها علاقة بإيران، لذا نأمل أن نرى تغيرا في سلوك إيران، ولا بد أن يتحقق ذلك على أرض الواقع”.

اللافت فيما يبدو في قمّة “جدّة للأمن والتنمية” التي عقدت في 16 تموز/يوليو الجاري، وجمعت زعماء دول المنطقة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن، أن ملف الإرهاب، والتدخلات الخارجية في المنطقة، فرض نفسه، على طاولة النقاش، حتى على المستوى الاقتصادي.

المشهد العربي الجديد، بدأ يتشكل مع إصرار القادة العرب على استعادة الاستقرار وتسريع وتيرة التقدم التكنولوجي، واستعادة السيطرة على الدول العربية الخمس التي تأثرت بالاضطرابات وانقسمت قوتها إلى نفوذ غير عربي وتدخل خارجي، وهي سوريا ولبنان والعراق وليبيا واليمن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة