توترات تشهدها محافظة درعا في الآونة الأخيرة، على خلفية الممارسات التي تمارسها الأجهزة الأمنية من جهة، ورفض عدد من المعارضين إجراء تسويات حتى الآن، ما دفع اللجنة الأمنية اليوم إلى التهديد بشن عملية عسكرية واسعة.

اجتماع للجنة الأمنية

مصادر محلية، قالت لموقع “الحل نت”، أن رئيس اللجنة الأمنية في محافظة درعا، اللواء مفيد حسن، طلب اجتماع مع عدد من وجهاء قرى وبلدات طفس واليادودة وجاسم في مدينة درعا، صباح اليوم الأحد.

وحضر الاجتماع كل من، رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية العميد لؤي العلي، وقائد الفرقة الخامسة اللواء، سهيل أيوب، بوجود محافظ درعا لؤي خريطة، كما حضر الاجتماع أكثر من 20 شخص ممثلين عن تلك القرى والبلدات، وجرى الاجتماع مع كل وفد منهم بشكل منفصل، إذ حضر وفد طفس واليادودة في مكتب واحد، وحضر عن جاسم مجموعة من البعثيين والمحسوبين على النظام بمكتب منفصل.

وخلال حديثه لـ”الحل نت”، أكد أيمن أبو محمود، الناطق باسم “تجمع أحرار حوران”، أن رئيس اللجنة الأمنية، هدد الممثلين بعملية عسكرية وشيكة في حال لم يتم تسليم مطلوبين للنظام خلال مدة أقصاها 48 ساعة.

وأوضح أبو محمود، أن بعض التهديدات جاءت بصيغة مباشرة باستخدام الطيران والمدفعية الثقيلة، في حين هدد لؤي العلي الأهالي بطريقة غير مباشرة، قائلا “سيتم منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية” مشيرا إلى عمليات تعفيش قد تشهدها المنطقة في حال اقتحامها.

وأشار أبو محمود، إلى منع كل من لؤي العلي ومفيد حسن، الأهالي من الحديث أو مناقشة الأسماء المطلوبة، واعتبر أن الاجتماع يشبه عملية الاعتقال، حيث مُنع أهالي المناطق من التواصل أو الاجتماع في مكان واحد، وأعطى قادة اللجنة الأمنية، الأوامر من دون الاستماع إلى مبررات الأهالي.

إقرأ:درعا.. نموذجٌ عن التسويات الفاشلة في سوريا

تحضيرات عسكرية مسبقة

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى حالة من التوتر تسود في ريف درعا الشمالي المعروف بـ”الجيدور” والذي يضم مدن جاسم وإنخل والحارة، بعد وصول حشود عسكرية تابعة لحكومة دمشق إلى محيط مدينة جاسم خلال الأيام الماضية.

وأوضحت مصادر محلية لـ”الحل نت”، أن القوات الحكومية قامت مؤخرا، بإغلاق الطرقات الزراعية في منطقة المزيرعة غربي مدينة جاسم بسواتر ترابية، كما قام عناصر أمن الدولة والأمن العسكري المتمركزين في مبنى المركز الثقافي داخل مدينة جاسم، بتحصين المبنى تحسبا لأي هجوم محتمل من المعارضة.

كما قامت القوات الحكومية قبل أيام، بتحصين مواقعها في منطقة “تل المطوق” بالقرب من جاسم، وسط معلومات تشير إلى نية اقتحام المدينة، خاصة بعد تهديد ضباط الأمن العسكري على رأسهم رئيس الفرع في درعا، العميد لؤي العلي، باقتحام المدينة في حال لم يتعاون سكانها وعناصر المعارضة فيها مع الجيش في محاربة خلايا “داعش” في المنطقة.

وقبل أيام، قامت القوات الحكومية بإرسال تعزيزات عسكرية إلى اللواء 43 والفرقة التاسعة في مدينة الصنمين في الريف الشمالي في المحافظة، وسط معلومات أيضا تشير إلى نية اقتحام الحي الشمالي من المدينة الذي نزح عدد من سكانه داخل المدينة.

وحصل “الحل نت”، في وقت سابق على معلومات تشير إلى تهديدات من دمشق للجنة المركزية بدرعا البلد، باقتحام الحي للبحث عن عناصر من تنظيم “داعش”، في الوقت الذي تنفي فيه اللجنة هذا الأمر.

وكانت زوجة القيادي السابق في جيش الثورة، إياد جعارة، قتلت جراء هجوم بالقنابل على منزله في مدينة طفس، وتشير معلومات خاصة بـ”الحل نت”، أن جعارة تلقى تهديدا بالقتل قبل أيام من فرع الأمن العسكري، وتجدر الإشارة إلى أن إياد جعارة كان أحد الأشخاص الستة، الذين طالبت دمشق بترحيلهم للشمال السوري في العام الماضي.

وقبل يومين اقتحمت دورية تابعة لفرع الأمن العسكري بلدة اليادودة، كان على رأسها العميد لؤي العلي، واشتبكت مع مقاتلين معارضين من بينهم إياد جعارة وعبيدة الديري، ما أسفر عن وقوع جرحى في صفوف الطرفين، دون تسجيل أي قتيل.

قد يهمك:استمرار الاغتيالات في درعا.. التأثيرات والأهداف الحقيقية منها

تصعيد متوقع وعمليات عسكرية متوقعة في درعا، في وقت ترغب فيه إيران بإغلاق ملف الجنوب السوري، الذي لا يزال يتسبب بتعطيل مشروعها في المنطقة، لتبقى الخيارات مفتوحة خلال الأيام القادمة مع مؤشرات على أن صيف الجنوب السوري سيكون ساخنا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.