ملف “العنصرية بحق السوريين” بات حديث الشارع في تركيا خلال الأيام القليلة الماضية، وبين من يرد نتيجة ذلك إلى تأجيج خطابات الكراهية خلال السنوات الأخيرة ضد السوريين بشكل خاص والأجانب بشكل عام في البلاد، هناك من يرى أن السبب هو بتجاهل السلطات التركية هذه الأفعال وعدم محاسبة المسؤولين عنها.

ويبدو أن الاعتداءات والمواقف العنصرية باتت تتكرر بوتيرة أسرع في تركيا، فمنذ أيام، صحفي إسباني يتعرض لاعتداء من قبل شبان أتراك ظنوا أنه لاجئ سوري.

قبل ذلك بوقت قصير، شاب سوري يدعى “أحمد كنجو” يتعرض لمضايقات عنصرية أثناء مشاركته في مقابلة مع مواطنين أتراك، أيضا في حادثة أخرى، ناشر على منصة “يوتيوب” ينشر مقابلة يظهر فيها شاب وهو يوجه الشتائم للعرب.

كما حصلت حادثة أخرى بالأمس، حيث انتشر مقطعا مصورا يظهر شاباً أجنبيا يتعرض لاعتداء في حافلة نقل داخلي إضافة للعديد من الأحداث العنصرية الأخرى التي حصلت خلال وقت قصير.

في السياق، يتحدث لاجئون سوريون في تركيا لمراسل “الحل نت” عن مواقف عنصرية حصلت مؤخرا حيث تعرضوا لها أو كانوا شاهدين عليها.

إقرأ:خيارات سفر جديدة للسوريين بعد تضييق تركيا والدول العربية والأوروبية

العنصرية بازدياد

رغم حملة التضامن الأخيرة التي أطلقها مغردون أتراك بعد حادثة العنصرية التي تعرض لها الشاب أحمد خلال لقاء شارك به في الشارع بإسطنبول حيث دار الحديث حول السوريين وبقائهم في البلاد، إلا أن الحوادث العنصرية باتت تتزايد بشكل ملحوظ.

عدنان أبو قصي لاجئ سوري يقيم في غازي عنتاب، يقول لـ “الحل نت”: “أثناء وجودي في حافلة للنقل الداخلي، كان أحد اللاجئين السوريين لديه مكالمة هاتفية ولأنه يتحدث بالعربية، بدأ بعض الركاب الأتراك في الخلف يتحدثون عن الشاب بكلام سيء لأنه سوري فقط”.

الشاب يضيف، بأنه “لم يتدخل في النقاش لأنه لا يتقن اللغة التركية بالشكل الجيد وخشية التعرض لأي مضايقة لكونه لاجئا سوريا”.

وحسب ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا، فقد طغت أصوات المنادين بترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم على أولئك الذين لديهم مشكلة في بقائهم هنا وذلك اعتمادا على متابعة العديد من المقاطع المصورة التي تستضيف أناسا بشكل عشوائي في الشوارع وما ينشر من تعليقات لأتراك على منصات التواصل الاجتماعي حول ملف “السوريين في تركيا”.

قد يهمك:عشرات اللاجئين السوريين يغادرون تركيا.. ماذا يحصل؟

ردود ومواقف

تخوف واضح من التعرض لمضايقات أو الترحيل أو الانجرار لشجار بسبب حادثة عنصرية قد يتعرض لها أي شخص، شعور بات يرافق العديد من اللاجئين السوريين في تركيا.

وفي استطلاع رأي أجراه مراسل “الحل نت” في تركيا، وشمل عددا من اللاجئين السوريين، يبدو أن الجميع خائفون من مصيرهم في البلاد.

من بين من قابلناهم، ماجد وهو لاجئ سوري يقيم في غازي عنتاب، يقول لـ “الحل نت”: “لا نعرف متى سيتم ترحيلنا إلى سوريا، الحياة هنا باتت مقلقة لحد كبير، أعرف العديد من الأشخاص الذين تأثرت أعمالهم بسبب أحداث العنصرية المتزايدة”.

وحول سؤالنا له فيما إذا تعرض لموقف عنصري من قبل أم لا، يجيب الشاب، “أنه لم يحصل أن تعرض لموقف عنصري لكونه يتقن اللغة التركية، لكن يعرف عدة حالات من حوله لسوريين تعرضوا لعنصرية، من بينها حادثة حصلت مؤخرا، حيث لم يقبل صاحب منزل تركي بتأجيره إلى قريب الشاب لأنه سوري”.

من جانبه، يقول محمود وهو لاجئ سوري آخر يقيم في ذات المدينة لـ “الحل نت”: “أصبحنا نلازم منازلنا أكثر من ذي قبل خوفا من التعرض لأي موقف في الشارع قد يتسبب لنا بمتاعب، هذه الفترة حسّاسة في تركيا خصوصا أننا نرى السلطات التركية لا تتحرك بشكل جدي لعلاج ذلك”.

الشاب يتساءل، “هل عدم تحرك السلطات التركية يعني أنها راضية عما يحدث بحق اللاجئين السوريين أما أنها عاجزة عن فعل أي شيء؟”.

إقرأ:السوريون في تركيا..هل حان وقت الترحيل؟

الجدير بالذكر أن نزعة العنصرية تصاعدت في الأسابيع القليلة الأخيرة، حيث حصلت عدة أحداث وتصريحات كمحاولات زعيم حزب تركي، زرع ألغام على الحدود التركية مع سوريا قرب ولاية هاتاي لمنع تدفق اللاجئين، وركل شاب تركي مسنّة سورية بحجة أنها “تخطف الأطفال” في غازي عنتاب والعديد من الحوادث الأخرى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.