لا تراجع عن ملاحقة تجار المخدرات، فضلا عن متعاطيها ومروجيها في العراق من قبل القوات الأمنية؛ كونها أمست آفة تنخر المجتمع العراقي، وأبرز دليل على ذلك، هي الأرقام التي تخص النصف الأول من هذا العام 2022.

إذ كشفت وزارة الداخلية العراقية، اليوم الاثنين، عبر مسؤول الإعلام في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، العقيد بلال صبحي، عن كمية المخدرات المضبوطة والمتهمين بها خلال النصف الأول من العام الجاري 2022.

صبحي قال لوكالة الأنباء العراقية “واع”، إن المديرية العامة لمكافحة المخدرات، ألقت خلال أول 6 أشهر من هذا العام، القبض على أكثر من 8200 متهم بتجارة وترويج وتعاطي المخدرات.

وأضاف، أن أكثر المناطق التي رصدت بها عمليات الترويج والاتجار بالمخدرات، هي المحافظات الحدودية التي تكون مستهدفة من قبل العصابات، منها ميسان والبصرة والأنبار، فيما تربط محافظة بابل بين الوسط والجنوب، ويتم عبرها نقل المواد المخدرة إلى الوسط أو الشمال.

صبحي بيّن، أن مناطق الرصافة في العاصمة بغداد، تصدرت المناطق الأكثر تجارة وتعاطيا للمواد المخدرة، فيما تعد محافظة المثنى جنوبي العراق، من الأكثر انتشارا للمخدرات.

حصيلة 2021

بحسب صبحي، فإن المواد المخدرة التي يتم ضبطها، تكون مواد منشطة لجهاز العصب المركزي “مادة الكريستال وحبوب الكبتاجون”، وخلال النصف الأول من هذا العام، تم ضبط أكثر من 210 كيلو غرامات من المخدرات، بينها أكثر من 180 كيلو غراما من مادة “الكريستال”.
 
وأكد صبحي، أن نحو 90 بالمئة من المواد المخدرة يتم تهريبها عبر الطرق والمنافذ غير الرسمية، وعن طريق الشريط الحدودي بين العراق وإيران من خلال الأهوار أو طريق الصحراء من الجهة الغربية عن طريق منطقة القائم من جهة الأنبار وسوريا.

في عام 2021 المنصرم، اعتقل 11 ألفا من المتاجرين والمتعاطين والمروجين للمخدرات في العراق، بحسب إحصائية رسمية لوزارة الداخلية العراقية.

تلك الإحصائية، أشارت إلى أن الفئة الأكثر استهدافا في تعاطي المخدرات بالعراق، هي الفئة العمرية المحصورة بين 15 و25 عاما، أي فئة المراهقين والشباب.

تقارير سابقة أنجزها موقع “الحل نت”، أكدت أن معظم المخدرات تدخل إلى العراق عبر المنافذ الحدودية البرية مع إيران وسوريا، من خلال محافظات البصرة وميسان وواسط والأنبار.

نهاية عام 2021، كشف مدير قسم العلاقات والإعلام في مديرية “مكافحة المخدرات” التابعة لوزارة الداخلية العراقية، بلال صبحي في تصريح صحفي، أن 60 بالمئة من المعتقلين في ذلك العام وهم 11 ألفا، هم تجار مخدرات.

نصف الشباب “يتعاطون المخدرات”

صبحي أوضح حينها، أن محافظتي البصرة و ميسان تعتبران الاولى بتهريب وتعاطي المخدرات في العراق والمحافظات الجنوبية على وجه الخصوص، بينما تتصدر الأنبار المحافظات الغربية بتعاطي وتجارة وتهريب المخدرات.

قبل ذلك، كان وزير الداخلية العراقي، عثمان الغانمي، قال في حوار مع التلفزيون العراقي في تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، إن نصف الشباب العراقي “يتعاطون المخدرات”.

في آيار/ مايو 2021، أكدت “لجنة الأمن والدفاع” النيابية، أن العراق تحول في السنوات الأخيرة إلى نقطة مهمة في حركة المخدرات بالشرق الأوسط.

ولفتت اللجنة في تصريح صحفي وقتئذ، إلى أن، ثلث المخدرات التي تدخل إلى العراق، تذهب للاستهلاك والتعاطي الداخلي.

غالبية المواد المخدرة، يتم تهريبها للداخل العراقي ولخارجه من خلال إيران، إذ تهرب طهران مخدراتها بوساطة تجار يتعاملون معها في العراق، عبر المنافذ البرية التي تربطها بمحافظات الجنوب العراقي.

وتقف الميليشيات المسلحة الموالية إلى إيران، خلف عمليات تهريب وترويج المخدرات، كما تعد تجارتها أحد أهم مصادر تمويل “الجماعات الولائية”.

زراعة محلية

وفق تقديرات كشف عنها القضاء العراقي في أيار/ مايو 2021، فإن نسبة الإدمان على المخدرات بين الشباب العراقي، قد تصل إلى 50 بالمئة.

ولم تعد المخدرات في العراق محصورة بما يهرب عبر الحدود من الجارة إيران تحديدا، فأنواع منها صارت تزرع محليا، لا سيما “الحشيشة” و”الخشخاش”.

تقارير أمنية عراقية، أفادت في وقت سابق، بأن المخدرات تزرع خصوصا في مناطق ريفية بمحافظة واسط المحاذية للحدود مع إيران، فيما تستغل مناطق فارغة بمنطقة “العطيشي” التابعة لكربلاء بزراعة “الخشخاش”.

كذلك تم رصد زراعة نباتات مخدرة بمنطقة السيدية وأحياء شرق القناة في بغداد، فيما تصنع حبوب مخدرة في بابل وميسان بشكل كبير، وفق تصريحات صحفية، أدلت بها مصادر أمنية عراقية.

يجدر بالذكر، أن العراق كان يعد ممرا لعبور المخدرات من أفغانستان وإيران إلى أوروبا ودول الخليج العربي، على مدى العقود الماضية، خصوصا إبان حكم نظام صدام حسين.

بعد سقوط نظام حسين في 2003، تحول العراق إلى مستهلك لمختلف أنواع المخدرات، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية غير المستقرة في البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة