لا تزال درعا تشهد توترات متلاحقة في الآونة الأخيرة، فمن عمليات الاغتيال التي طالت عددا كبيرا من المستهدفين، إلى التحشدات العسكرية في الأيام الأخيرة، وصولا لاجتماع اللجنة الأمنية الأخير بوجهاء من الأهالي والذي حمل تهديدا صريحا بشن حملة عسكرية، ليُطرح تساؤل رئيسي يتمحور حول هدف دمشق من خلق هذه التوترات.

اغتيال في مربع أمني

صباح اليوم، قتل النقيب في الجيش السوري، محمد منصور هواش، متأثرا بجراح أصيب بها نتيجة انفجار عبوة ناسفة بسيارته في حي الصحافة بمدخل مدينة درعا الشمالي الغربي، وينحدر هواش من سهل الغاب في ريف حماة، وهو من الضباط العاملين في اللواء 132 التابع للفرقة الخامسة قوات خاصة.

مصدر محلي قال لـ”الحل نت”، إن المكان الذي وقع فيه تفجير السيارة هو أحد المربعات الأمنية التي تحكم الفرقتين الرابعة والخامسة سيطرتهما عليها، حيث يقع حي الصحافة إلى الشرق من ضاحية درعا، ويتواجد على مدخل الحي أحد أهم الحواجز المشتركة للقوات النظامية والأمن العسكري.

وحول أسباب العملية في المكان والتوقيت، أوضح المصدر، أن مكان التفجير يقع بالقرب من الجسر الذي يربط مدينة درعا من جهة الضاحية، بدرعا البلد، أما زمان التفجير جاء بعد يوم واحد فقط من تهديد اللجنة الأمنية بشن حملة عسكرية بحجة وجود مطلوبين في عدة مناطق من بينها درعا البلد، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي شخص من المعارضة الوصول إلى مكان التفجير وزرع عبوة ناسفة، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية قد تكون بدأت بعملية تجييش لتبرير حملتها العسكرية، فيما قد تشهد المحافظة خلال اليومين القادمين عمليات مماثلة، وفق تقديره.

إقرأ:ظاهرة جديدة في درعا.. القتل بسبب السحر فمن وراءها؟

عملية عسكرية وشيكة؟

تقرير سابق لـ”الحل نت”، نقل عن مصدر مطلع يوم أمس الأحد، أن رئيس اللجنة الأمنية في محافظة درعا، اللواء مفيد حسن، طلب اجتماع مع عدد من وجهاء قرى وبلدات طفس واليادودة وجاسم في مدينة درعا.

وحضر الاجتماع كل من، رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية العميد لؤي العلي، وقائد الفرقة الخامسة اللواء، سهيل أيوب، بوجود محافظ درعا لؤي خريطة، كما حضر الاجتماع أكثر من 20 شخص ممثلين عن تلك القرى والبلدات، وجرى الاجتماع مع كل وفد منهم بشكل منفصل، إذ حضر وفد طفس واليادودة في مكتب واحد، وحضر عن جاسم مجموعة من البعثيين والمحسوبين على النظام بمكتب منفصل.

وخلال حديثه يوم أمس لـ”الحل نت”، أكد أيمن أبو محمود، الناطق باسم “تجمع أحرار حوران” أن رئيس اللجنة الأمنية هدد الممثلين بعملية عسكرية وشيكة في حال لم يتم تسليم مطلوبين للنظام خلال مدة أقصاها 48 ساعة.

وأوضح أبو محمود، أن بعض التهديدات جاءت بصيغة مباشرة باستخدام الطيران والمدفعية الثقيلة، في حين هدد لؤي العلي الأهالي بطريقة غير مباشرة، قائلا “سيتم منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية” مشيرا إلى عمليات تعفيش قد تشهدها المنطقة في حال اقتحامها.

وأشار أبو محمود، إلى منع كل من لؤي العلي ومفيد حسن، الأهالي من الحديث أو مناقشة الأسماء المطلوبة، واعتبر أن الاجتماع يشبه عملية الاعتقال، حيث مُنع أهالي المناطق من التواصل او الاجتماع في مكان واحد، وأعطى قادة اللجنة الأمنية الأوامر من دون الاستماع إلى مبررات الأهالي.

وفي هذا السياق، أكد قيادي في المعارضة في محافظة درعا، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن هناك جدية لدى دمشق والميليشيات الإيرانية المتمثلة بـ”قوات الغيث” التابعة للفرقة الرابعة بالقيام بعمليات عسكرية يرغبون من خلالها بسحق ما تبقى من عناصر معارضة في المحافظة.

وأوضح القيادي، أن إيران تسعى من خلال هذه العمليات إلى السيطرة بشكل نهائي على المحافظة، والتفرغ لاستكمال مشروعها العابر للحدود، والذي من الممكن أن يطال الأردن ودول الخليج والسعودية، مستغلة الصمت العربي والدولي على تمددها في سوريا وخاصة الجنوب.

وأشار القيادي إلى أن وجود تنظيم “داعش” أحد المبررات الجاهزة لدى دمشق لشن عملية عسكرية في درعا، إذ تتهم دمشق مجموعات المعارضة بإيواء عناصر وقيادات من التنظيم وعلى رأسهم “أبو سالم العراقي”، القائد العسكري للتنظيم في الجنوب. ففي حقيقة الأمر لا يتم إيواء أي منهم في أي مدينة أو بلدة، بل على العكس فإن علاقة هؤلاء مع دمشق علاقة وظيفية وتبادل لمصالح مشتركة، على رأسها التخلص من المعارضة وقياداتها.

قد يهمك:تحركات عسكرية في درعا.. ما الذي سيحصل؟

وكانت تقارير سابقة لـ”الحل نت”، أشارت إلى قيام دمشق بحشد قوات لها في مناطق مختلفة من بينها مدينة جاسم، والصنمين، إضافة لوجود قوات تابعة لـ”قوات الغيث” التابعة للفرقة الرابعة والمرتبطة مباشرة بالميليشيات الإيرانية، وسط مؤشرات عديدة على قرب بدء عملية عسكرية شبيهة بتلك التي جرت في الصيف الماضي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.