لم تتوقف مطلقا انتهاكات الميليشيات الإيرانية ضمن مناطق انتشارها في الشرق السوري، بدءا من دير الزور وصولا إلى ريف الرقة، وفي آخر انتهاك لها، أقدمت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، خلال اليوميين الماضيين، على تفخيخ المواقع التابعة لها في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الرقة، بدون أدنى مسؤولية عن العواقب التي قد تصيب المدنيين نتيجة لذلك.

لامبالاة بالمدنيين

الصحفي كرم الهويدي أفاد لـ “الحل نت” بأن المبررات التي تقدمها ميليشيا “الحرس الثوري” لتفخيخها محيط مواقعها ومواقع الميليشيات التابعة لها في كلا من بادية السبخة ومعدان عتيق والبشري، هو حمايتها من ضربات خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي، ومجموعات لها ارتباطات بجهات معادية لهم، مشيرا إلى أن هذه الحيلة أو الطريقة أقدمت على تطبيقها بريف دير الزور الشرقي في تشرين ثاني/نوفمبر من العام الفائت، حيث زرعت أكثر من 450 لغما روسي الصنع حول مواقعها ونقاطها،  تسبب انفجار  بعضها بإصابة مدنيين أثناء التوجه إلى عملهم، كما تسببت بإصابة عناصر من الميليشيا ذاتها.

مضيفا أن عمليات زراعة الألغام تتم عبر فرق متخصصة بهندسة الألغام طاقهما عراقي إيراني وبعض المختصين المحليين، دون الاكتراث بمصير المدنيين وخاصة المزارعين ورعاة الأغنام ممن يقصدون تلك الأماكن لقضاء أعمالهم، لافتا إلى أن الميليشيات لم تضع أي لافتة على تلك المواقع تحذر فيها المدنيين من دخولها.

عرقلة عمل الأهالي

ياسر، اكتفى بذكر اسمه الأول، من سكان معدان عتيق، قال لـ “الحل نت” بإن عشرات المزارعين سواء في منطقته أو القرى القريبة منه، لم يعد باستطاعتهم الذهاب إلى حقولهم تخوفا من انفجار أحد الألغام بهم، وهذا حال رعاة الأغنام والإبل فهم أكثر تضررا أيضا وخاصة أن منطقة البادية هي أهم المراعي لهم وخاصة في فصل الشتاء.

منوها إلى قيام العشرات من المزارعين ورعاة الأغنام والإبل بتقديم شكاوى لفرع أمن الدولة في المنطقة احتجاجا على تفخيخ الطرق المؤدية إلى حقولهم والمراعي الخاصة بماشيتهم، إلا أنهم لم يجدوا أي استجابة منهم.

وزرع الألغام استراتيجية اتبعتها أطراف عدة في النزاع السوري، أبرزها تنظيم “داعش” الذي عمد إلى تفخيخ أجسام عدة من أبنية وسيارات وأدوات منزلية وعبوات غذائية في المناطق التي كان ينسحب منها.

وتعد الألغام والأجسام المتفجرة من الملفات الشائكة المرتبطة بالحرب السورية المستمرة منذ العام 2011.

ولا توجد إحصائية دقيقة لتعداد ضحايا الألغام في محافظتي دير الزور والرقة لتعدد أطراف القوى المسيطرة عليها، ما بين الحكومة السورية وميليشيات إيران من طرف وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” من طرف آخر، بعد انهيار التنظيم المتشدد ونهاية سيطرته في سوريا والعراق وانتشار خلاياه في منطقة البادية.

والجدير بالذكر أن “اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر”، أكدت مؤخرا، أن الحرب في سوريا أدت إلى وقوع أكثر من 11 مليون شخص تحت خطر الألغام الأرضية، ومخلفات الحرب القابلة للانفجار.

مُشيرة إلى أن الأطفال والمزارعين ورعاة الماشية وعمّال البناء وجامعي الخردة، والعاملين في المجال الإنساني، هم الفئات الأكثر عرضة لخطرها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.