تصريحات مستمرة من مسؤولين أتراك حول أعداد اللاجئين السوريين الذين يعودون “طوعا” إلى بلادهم مقابل إحصائيات توضح كيف ارتفع عدد السوريين المرحلين مؤخرا، الأمر الذي بات يشكل قلقا لدى معظم السوريين في البلاد.

وفي آخر إحصائية صادرة عن معبر باب الهوى الحدودي، أول أمس الثلاثاء، وصل عدد السوريين المرحلين من تركيا إلى 1942 لاجئا خلال تموز/ يوليو الفائت، هذا الرقم يشكل أكبر عدد للمرحلين مقارنة بالأشهر السابقة من العام الجاري.
ووفق ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا، فقد وصلت أعداد المرحلين السوريين من ذات المعبر إلى 10،072 لاجئا سوريا وذلك منذ بداية العام الحالي إلى حين نهاية شهر تموز / يوليو الماضي.

في السياق، أعلن نائب وزير الداخلية التركي، إسماعيل تشاتاكلي، أمس الأربعاء، عن عودة 514 ألفا و358 لاجئا سوريا “بشكل طوعي” إلى بلادهم.

تصريح المسؤول التركي ليس الأول من نوعه، ففي أوائل الشهر الماضي، كان قد أعلن عن عودة 509 آلاف و791 لاجئا سوريا، ما يعني أن هناك 4567 لاجئا قد عادوا خلال شهر واحد تقريبا.

ما الأسباب؟

هل ازدياد حالات الترحيل يترجم تنفيذ غير معلن للخطة التي كان قد أعلن عنها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والمتمثلة بعودة مليون لاجئ سوري أم أن ازدياد أعداد المرحلين مجرد صدفة؟

ما سبق تساؤل كنا قد طرحناه على المهتم بشؤون اللاجئين السوريين في تركيا، طه الغازي، حيث يقول لـ “الحل نت”: “هذه الزيادة الملحوظة بأعداد المرحلين تتوافق تماما مع ما أعلنت عنه الحكومة التركية حول مشروع العودة الطوعية الذي يهدف لعودة مليون لاجئ سوري”.

الغازي يضيف، بأن “مشروع العودة الطوعية أيضا تزامن خلال الفترة الماضية مع جملة قرارات باتت تشكل اليوم عبئا على واقع اللاجئين السوريين، شاهدنا كيف تم منذ أشهر إيقاف قيود الكيملك لقرابة 200 ألف لاجئ سوري، بعدها أعلن نائب وزير الداخلية التركي، عن تعليق قيود 122 ألف لاجئ سوري بحجة عدم تواجدهم بأماكن سكنهم”.

وحسب الغازي، فإن “كل هذه الإجراءات تتوافق أيضا مع الزيادة بحدة خطاب الكراهية والعنصرية والإجراءات والقرارات التعسفية الصادرة عن رئاسة الهجرة مثل تعميم رئاسة الهجرة حول منح سائقي سيارات الأجرة صلاحيات بطلب إذن السفر من الزبائن الأجانب، وأيضا قرار حظر تسجيل الأجانب وبيهم السوريون من تثبيت عناوينهم بحوالي 1200 حي في مدن تركيا”.

ويرى الغازي، بأن “كل هذه الأمور قد تكون أدوات ضغط بشكل كبير على السوريين من أجل إجبارهم على التفكير بالعودة الطوعية التي باتت بين قوسين عودة قسرية”.

إقرأ:عشرات اللاجئين السوريين يغادرون تركيا.. ماذا يحصل؟

تحذيرات

ليس معبر باب الهوى هو الوحيد الذي يعلن عن أعداد اللاجئين السوريين الذين تعرضوا للترحيل أو عادوا طوعا بشكل شهري، بل يعلن معبر باب السلامة أيضا ذات الإحصائيات شهريا.

وفي بداية شهر آب / أغسطس الحالي، أعلنت إدارة معبر باب السلامة عن عودة 1499 لاجئا سوريا خلال شهر تموز الماضي، بين من عاد طوعا ومن تم ترحيله.

في ذات السياق، يحذر ناشطون من تعرض اللاجئين للترحيل القسري إثر ارتكاب بعض المخالفات التي باتت تعرض مرتكبيها للترحيل.

ووفق ما رصده مراسل “الحل نت”، فقد كتب أحمد قطّيع وهو أحد الناشطين الحقوقيين في مجال شؤون اللاجئين على صفحته الشخصية بموقع “فيس بوك” محذرا من ارتكاب عدة مخالفات قد تعرض أصحابها للترحيل مثل “العمل بدون إذن عمل أو السفر بين الولايات دون إذن سفر أو عدم التصريح عن عنوان الإقامة الصحيح أو من يحاول الخروج من تركيا بطريقة غير شرعية أو من يرتكب أية مخالفة إدارية أو لأسباب أخرى”.

وفي الشهر الماضي، كان قد تعرض حوالي 100 لاجئا سوريا للترحيل القسري بعد أن تم اعتقالهم أثناء محاولتهم العبور نحو أوروبا انطلاقا من ولاية مرسين.

قد يهمك:خيارات سفر جديدة للسوريين بعد تضييق تركيا والدول العربية والأوروبية

الجدير بالذكر أن ارتفاع حالات الترحيل للاجئين سوريين في تركيا باتت تشكل قلقا لدى الغالبية في الوقت الذي تتصاعد فيه خطابات الكراهية والعنصرية بحقهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.