في سعيها لحل جزء من محنتها الاقتصادية الخانقة، تحاول لبنان إرضاء العراق بالمقدور عليه من قبلها مقابل استيراد الوقود منه، آخرها من خلال التفاح. نعم التفاح مقابل الوقود “الفيول”.

“الهيئة اللبنانية لمعالجة المسائل الانمائية” في الشمال، اقترحت اليوم الخميس، تصدير التفاح اللبناني إلى العراق، في مقابل الحصول على “الفيول” العراقي.

وأكدت الهيئة المكونة من رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي، خلال اجتماعها برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، على ضرورة وضع رؤية شاملة لتنمية منطقة الشمال اللبناني ووضع دراسات دقيقة، بحسب وسائل إعلام لبنانية.

وبينت الهيئة، أن “هناك العديد من الدراسات قابلة للتنفيذ والبعض الآخر من الرؤى يمكن تحقيقها في المديين المتوسط والبعيد”.

ما هو “الفيول”؟

“قدمنا خلال هذا الاجتماع اقتراحا من أجل شراء التفاح اللبناني من المزارعين وتصديره إلى العراق، في مقابل تزويدنا بالفيول كخطوة أولى، وسيكون لها آثار إيجابية على الاقتصاد اللبناني بشكل عام وعلى المزارعين بشكل خاص”.

ووقع لبنان مع العراق اتفاقا في تموز/ يوليو 2021 لاستيراد مليون طن من وقود “الفيول” للتخفيف من أزمة الكهرباء في البلاد.

ووصلت أول باخرة إلى بيروت محملة بـ31 ألف طن من مادة وقود “الفيول” في 16 أيلول/ سبتمبر عام 2021.

“الفيول” هو مزيج من الزيوت التي تبقى في وحدة تكرير النفط بعد التقطير -وقود ثقيل- ويحرق في الفرن أو المرجل لتوليد الحرارة أو لتوليد الطاقة الكهربائية أو الحركية.

واتفق العراق ولبنان على تبادل الطاقة، حيث يمنح العراق بموجبه لبنان الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مادة زيت الوقود الثقيل، مقابل خدمات وسلع يحصل عليها العراق من لبنان.

اتفاق إطاري

قبل ذلك، في نيسان/ أبريل 2021 وقعت بغداد اتفاقا “إطاريا” مع بيروت، تحصل بموجبه الأخيرة على النفط العراقي مقابل تقديم لبنان الخدمات الطبية للعراق.

حصلت الاتفاقية حينها، بأن يتم توريد لبنان 500 ألف طن من النفط العراقي دوريا مقابل الخدمات الطبية، لإنقاذ بيروت من الأزمة الاقتصادية وتحديدا الصعوبات في التزود بالطاقة.

ويشمل الاتفاق أيضا،«التعاون في مجال إدارة المستشفيات، ويشارك فيه خبراء لبنانيون وفرق طبية مختصة تساهم في إدارة مؤسسات جديدة ومدن طبيّة في العراق.

وتوصل لبنان والعراق بعد “توقيع الاتفاق الإطاري” إلى تفاهمات من أجل تشكيل “لجنة فنيّة مشتركة” لضمان تطبيق ما ورد في الاتفاق حينها، وفق “الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام”

ويواجه لبنان أزمة حادة مع انهيار قيمة العملة وتراجع مدخراته من العملة الصعبة، بدأت منذ تفجير مرفأ بيروت في 4 آب/ أغسطس 2020، وتفاقمت بشكل واسع، حتى بات لبنان اليوم، بلا اقتصاد ولا كهرباء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.