للمرة الثانية خلال شهر، شهدت منطقة “المربع الأمني” الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق وسط مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، فجر اليوم الإثنين، توزيع منشورات مناهضة لأنشطة إيران وميليشيا “حزب الله” اللبناني، المواليتين للحكومة.

وأواخر حزيران/يونيو الفائت، كانت قد شهدت منطقة “المربع الأمني” الحكومية استنفارا أمنيا على خلفية نشر ملصقات مشابهة مناوئة لـ “حزب الله” المدعوم من إيران.

ما مضمون المنشورات؟

مصادر محلية في مدينة الحسكة، قالت لموقع “الحل نت”، إن هذه المرة لم تشهد المدينة أي استنفار كسابقته، مشيرة إلى أن المنشورات وزعت في أحياء المطار والمحطة، وشارع الماركات والجامع الكبير وقرب فرع حزب البعث وسط مدينة الحسكة.

وجاء في المنشور الذي حمل عنوان “الحسكة لنا”، أن نشاطات وانتهاكات الميليشيات الإيرانية تشكل تهديدا للنسيج الاجتماعي والعشائري في الحسكة، ويأتي ضمن مساعي طهران لإحداث تغييرات اجتماعية من أجل إضعاف عشائر الحسكة وسهولة السيطرة عليهم.

ونبه المنشور إلى أن الميليشيات الإيرانية تحاول استغلال الوضع الاقتصادي السيئ لتجنيد أبناء الحسكة لخدمة المشروع الإيراني في المنطقة.

ودعا موزعو المناشير إلى تكاتف عشائر الحسكة لمواجهة هذه الأنشطة، وعدم القبول بفرض أي أمر واقع خارج إرادة أبنائها لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة.

نشاط المليشيات الإيرانية

تزامن توزيع هذه المنشورات مع زيادة نشاط الميليشيات الإيرانية في محافظة الحسكة، حيث تزايد نفوذ “حزب الله” خلال الفترة الأخيرة في المنطقة، وافتتح مؤخرا عدة مقار وتمكن من استقطاب قادة ميليشيات “الدفاع الوطني” هناك.

ومنذ بداية العام الحالي، دخل “حزب الله” اللبناني على خط تجنيد شبان سوريين في حمص كمقاتلين في صفوف الحزب، بعد دراسة أمنية، ودورة قتالية داخل الأراضي اللبنانية.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض، في تقارير سابقة، أن التمدد الإيراني وصل إلى مدينتي القامشلي والحسكة، عبر قيام ميليشيا “لواء فاطميون” الموالية لإيران بتجنيد عناصر “الدفاع الوطني” ومدنيين ضمن مناطق سيطرة حكومة دمشق في صفوفها، مقابل رواتب شهرية تصل إلى نحو 350 ألف ليرة سورية للعنصر الواحد.

وأوكلت إيران مهمة التمدد في الحسكة إلى “حزب الله” اللبناني، ويتولى الحاج مهدي اللبناني من “حزب الله” مهمة التمدد الإيراني في المحافظة.

ويعمل الحاج مهدي على دعم ميليشيات تحت “قوات المهام” التي ظهر دورها الخفي في اشتباكات حي طي بمدينة القامشلي، بين “الأسايش” و “الدفاع الوطني”، والتي انتهت بطرد الأخير أواخر نيسان/أبريل الماضي.

مساعي طهران في الحسكة

في الفترة الأخيرة زادت إيران نشاطها في محافظة الحسكة، بهدف الحصول على موطئ قدم في المنطقة التي تتزاحم فيها القواعد العسكرية والقوات الأجنبية فضلا عن الوجود العسكري المتمثل بـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي تسيطر على نصيب الأسد من المحافظة، إلى جانب قواعد عسكرية أميركية في إطار حرب التحالف الدولي على تنظيم “داعش”.

في حين تحتفظ قوات دمشق بمربعين أمنيين في القامشلي والحسكة إضافة إلى قطعتين عسكريتين في كوكب بريف الحسكة وطرطب قرب القامشلي التي تسيطر على نحو 30 قرية بمحيطها والمطار والأخير تحول إلى قاعدة عسكرية روسية عززتها موسكو أخيرا بطائرات وأنظمة دفاع جوي متطورة.

كما تسيطر القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” السوري المعارضة والمدعومة من أنقرة على منطقة “نبع السلام” التي تضم سري كانيه/رأس العين شمالي المحافظة وتل أبيض شمالي الرقة، وتنشر بمحيطها قوات دمشق ونقاط عسكرية روسية، وسط كل ذلك تحاول إيران أن تجد لميليشياتها مكانا يطلق يدها بالمنطقة.

وفي دراسة أعدها مركز “جسور للدراسات”، أحصت القواعد العسكرية الأجنبية المنتشرة في سوريا، التي بلغت 597 موقعا حتى مطلع عام 2022، من بينها 333 موقعا إيرانيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.