منذ دخول اتفاقيات “الممر الآمن” المنفصلة، والموقعة في 22 تموز/ يوليو في العاصمة التركية إسطنبول، مع أوكرانيا وروسيا تحت رعاية الأمم المتحدة حيز التنفيذ، غادرت حتى الآن مجموعة سفن وحمولتين من الموانئ الأوكرانية إلى موانئ عدة دول، بما في ذلك تركيا ولبنان وايرلندا وبريطانيا والصين.

خمسة سفن

وزارة الدفاع التركية، أعلنت اليوم الأحد، مغادرة أربع سفن جديدة محملة بالحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية، في شحنة هي الثالثة من نوعها بموجب اتفاقيات “الممر الآمن” لتصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ الأوكرانية، في البحر الأسود.

ووفق ما نشرته الوزارة عبر حسابها الرسمي في منصة “تويتر”، انطلقت ثلاث سفن من ميناء تشورنومورسك، فيما انطلقت السفينة الرابعة من ميناء أوديسا.

وبيّنت الوزارة، أن السفينة “مصطفى نجاني”، المحملة بستة آلاف طن من زيت عباد الشمس متوجهة إلى إيطاليا، والسفينة “ستارت هيلينا”، التي تحمل 45 ألف طن من بذور عباد الشمس متوجهة إلى الصين.

أما السفينة “غلوري”، المحملة بـ 66 ألف طن من حبوب الذرة متوجهة إلى مدينة إسطنبول، كما أن السفينة “ريفا ويند”، والتي تحمل 44 ألف طن من حبوب الذرة قادمة إلى لواء اسكندرون.

ولفتت الوزارة، إلى أن جميع السفن غادرت الموانئ الأوكرانية، وسترسو شمال إسطنبول ليتم تفتيشها من قبل مركز التنسيق المشترك.

ونشرت الوزارة عبر منصة “تويتر”، صورا تظهر تفتيش فريق مركز التنسيق المشترك لسفينة “بولارنيت”، التي تحمل 12 ألف طن من الذرة، والمتوجهة إلى ميناء “كاراسو” التركي على البحر الأسود، وكذلك لسفينة “روجين” المحملة بـ13 ألف طن من الذرة، والمتوجهة إلى بريطانيا.

الشحنة الثانية

في 5 من آب/أغسطس الجاري، أعلنت وزارة الدفاع التركية مغادرة شحنة ثانية من الحبوب، الموانئ الأوكرانية محملة على متن ثلاث سفن، إلى ثلاث وجهات وهي إيرلندا وبريطانيا وتركيا.

وبحسب ما نشرته الوزارة حينذاك عبر منصة “تويتر”، غادرت سفينتان من ميناء “تشورنومورسك”، وواحدة من ميناء “أوديسا”، وتحمل السفن الثلاث ما مجموعه حوالي 58 ألف طن من الذرة.

وذكرت، إن السفينة “نافيتسار” التي ترفع علم بنما، وتحمل 33 ألف طن من الذرة، غادرت ميناء “أوديسا” الأوكراني إلى إيرلندا.

وأردفت، أن السفينة الثانية “روجين” التي تحمل 13 ألف طن من الذرة وترفع العلم المالطي، غادرت من ميناء “تشيرنومورسك” الأوكراني متوجهة إلى بريطانيا.

كما انطلقت السفينة “بولارنيت”، التي ترفع العلم التركي وتحمل 12 ألف طن من الذرة، والتي كانت تنتظر في ميناء “تشيرنومورسك”، باتجاه ميناء “كاراسو” التركي على البحر الأسود.

قد يهمك: قمح وشعير مسروق من أوكرانيا إلى سوريا.. تفاصيل جديدة

الشحنة الأولى

في المقابل، في الثالث من الشهر الحالي، أعلنت الوزارة انتهاء تفتيش أول شحنة حبوب من الموانئ الأوكرانية، ومغادرتها باتجاه موانئ لبنان.

وقالت الوزارة آنذاك، إن سفينة الحبوب الأوكرانية “رازوني” ستتوجه إلى لبنان، بعد أن انتهت عملية تفتيشها من قبل وفد مركز التنسيق المشترك في إسطنبول.

وكانت وزارة الدفاع التركية، أعلنت مطلع آب/أغسطس الجاري، أن أول سفينة محملة بالحبوب ستغادر من الموانئ الأوكرانية، وفق اتفاقية “الممر الآمن” الموقعة الشهر الفائت.

وتعتبر هذه أولى الحمولات التي تغادر رسميا الموانئ الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير الفائت، بعد أن جرى توقيع اتفاقيات منفصلة من قبل أوكرانيا وروسيا، برعاية أممية ووساطة تركية، أواخر الشهر الفائت.

وعلى إثر الاتفاقيات هذه، تم تدشين مركز تنسيق صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، وبموجب الاتفاقات المبرمة لمدة 4 أشهر بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، سيُجري هذا المركز عمليات تفتيش للسفن عند إبحارها، ولدى وصولها إلى إسطنبول للتحقق من أنها لا تنقل إلا الحبوب، وبالتالي لا تنقل أسلحة يمكن استخدامها في الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وبموجب خطة الأمم المتحدة، فإن أوكرانيا ستتمكن من تصدير 22 مليون طن من الحبوب والسلع الزراعية الأخرى التي توقفت في موانئ البحر الأسود، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وبالتالي الأيام المقبلة كفيلة بكشف مدى التأثير الإيجابي لهذه الاتفاقات، فيما إذا كانت قادرة على إحداث انفراجة في أزمة الغذاء.

حجز القمح الأوكراني

الخميس الفائت، دعت أوكرانيا، لبنان إلى التراجع عن قرار أصدرته محكمة في طرابلس يسمح بمغادرة سفينة سورية محتجزة تحمل ما تقول كييف إنها حبوب أوكرانية مسروقة.

وذكرت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان، نقلته وكالة “رويترز”، إنها تشعر بخيبة أمل من قرار المحكمة بالسماح للسفينة “لاوديسيا”، التي ترفع العلم السوري بالمغادرة، وذكرت أن موقف كييف لم يؤخذ في الاعتبار.

وكانت سلطات النقل اللبنانية، قد سمحت للسفينة بالمغادرة، وذلك رغم مطالبة السفارة الأوكرانية لبيروت بإعادة فتح تحقيق في الأمر بعد تقديم ما قالت إنه دليل جديد. وصرح وزير النقل اللبناني، علي حمية، لـ”رويترز”، مساء الأربعاء، إن سلطات ميناء طرابلس سمحت للسفينة بالإبحار.

وفي وقت سابق يوم الأربعاء، طلبت أوكرانيا من المدعي العام اللبناني إعادة فتح تحقيق حول السفينة “لاوديسيا” التي ترفع العلم السوري والتي تقول كييف إنها تحمل نحو عشرة آلاف طن من الدقيق (الطحين)، والشعير الذي سرقته روسيا بعد الغزو في شباط/ فبراير.

وقال سفير أوكرانيا لدى لبنان إيهور أوستاش، في مؤتمر صحفي في السفارة بالقرب من بيروت، إن طلب إجراء مزيد من التحقيقات يستند إلى أدلة جديدة جمعها قاض أوكراني، وسلمها إلى لبنان يوم الإثنين، وفق تقارير صحفية.

وفي 28 من تموز/يوليو الماضي، رست سفينة سورية خاضعة للعقوبات الأميركية في ميناء طرابلس شمالي لبنان، محملة بالشعير والقمح الأوكراني.

كما ونقلت وكالة “رويترز”، عن السفارة الأوكرانية حينها، أن روسيا نهبت حمولة السفينة من متاجر أوكرانية، وأن السفينة انطلقت من ميناء في شبه جزيرة القرم المغلق أمام الشحن الدولي، وتحمل خمسة آلاف طن من الشعير، ومثلها من الدقيق، يُشتبه بأنها مأخوذة من مخازن أوكرانية.

وأشارت السفارة الأوكرانية في بيروت، إلى أنه هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها شحنة حبوب ودقيق مسروقة إلى لبنان.

وتعتبر السفينة السورية، “لاوديسا”، إحدى 3 سفن مملوكة لهيئة الموانئ السورية، والتي تقول أوكرانيا، أنها كانت تنقل القمح المنهوب من المتاجر في الأراضي الأوكرانية، التي تجاوزتها روسيا مؤخرا. وفُرضت عقوبات أميركية على السفن الثلاث من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2015.

قد يهمك: عودة تصدير الحبوب الأوكرانية.. انفراجة في أزمة الغذاء؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة