باتت انتهاكات الميليشيات الإيرانية بحق السكان ضمن مناطق سيطرتها في محافظة دير الزور شرقي سوريا، لا تعد ولا تحصى بل وزادت عن حدها مؤخرا، لتكون بمثابة العصا التي تلوّح بها إيران للضغط عليهم، في سبيل إخضاع الجميع لها، وإجبار من يعارضها على ترك المنطقة.

ابتزاز للأهالي

مدين العلاوي وهو رب أسرة ينحدر من مدينة البوكمال ويقيم فيها، يقول لـ “الحل نت”، بأن مخاوف الأهالي في المدينة وبقية البلدات والقرى التابعة لها، موجودة دائما من انتهاكات قد يتعرضون لها من قبل إحدى الميليشيات بأية لحظة، سواء بداخل المنازل أو خارجها عند التنقل لخارج المدينة، إذ غالبا ما يحدث إطلاق نار على الطرقات، ويكون المسؤول عنه عناصر حواجز إحدى الميليشيات الإيرانية التابعة لـ “الحرس الثوري” الإيراني، لأتفه الأسباب، دون أدنى مسؤولية عما قد تتسبب به هذه الطلقات.

مضيفا بأننا مجبرون على تحمل جميع أنواع المضايقات التي تفرضها عناصر الميليشيات علينا، في الوقت الذي فضلت فيه بعض العوائل مغادرة المنطقة والنزوح إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في الضفة المقابلة لهم، هربا من الابتزاز والمضايقات المتزايدة.

إقرأ:حدائق دير الزور تتحول إلى مقرات ومراكز تدريب إيرانية

أساليب جديدة

الصحفي عهد الصليبي، أفاد لـ “الحل نت” قائلا بإن مساعي إيران للسيطرة على عموم مناطق تواجدها في دير الزور لا تتوقف أبدا، إذ عمدت خلال الآونة الأخيرة على اتباع أساليب تضييق جديدة، مشيرا إلى أن ميليشيا “الحرس الثوري” تحاول منع عودة الحياة إلى طبيعتها من خلال فرض شروط شبه تعجيزية على عملية إعادة الإعمار في المنطقة، فتطلب من الذين يرغبون بإعادة ترميم منازلهم و ممتلكاتهم أو بناء بديل عنها نتيجة الضرر الكبير الذي تعرضت له خلال سنوات الحرب السابقة، الحصول على موافقات أمنية تصدر عنها قبل منحهم الإذن بالترميم أو البناء، وفي حال وافقت يكون ذلك بمقابل مادي كبير يصل إلى ملايين الليرات.

كما باتت تفرض قيودا صارمة على عمل المساجد الموجودة في البوكمال والميادين وبعض المناطق الأخرى، حيث عينت مكاتب مختصة باتت تشرف على خطب الجمعة، على غرار جهاز “الحسبة” التابع لتنظيم “داعش” الإرهابي مسبقا، وفي غضون ذلك، أكد أن المنطقة تشهد انتشارا كبيرا للحسينيات التي تعمل بكل حرية.

لافتا إلى القيود الصارمة التي فرضتها الميليشيا على الاتصالات والتصوير في المنطقة، تحت طائلة العقاب والمسؤولية الكبيرة أيضا.

وتابع الصليبي أن هذه الممارسات تأتي في إطار حملة ينفذها “الحرس الثوري” والميليشيات التابعة له من أجل إفراغ دير الزور من سكانها بشكل ممنهج، وخصوصا مدينة البوكمال والريف المحيط بها والميادين.

وأشار إلى أن الوسائل المستخدمة لدفع الأهالي إلى مغادرة بلداتهم ليحل بدلهم عوائل العناصر الأجنبية عديدة، لكن أبرزها تعطيل أي محاولة لإيجاد فرص عمل أو إعادة الخدمات الأساسية، بحيث تقوم من خلال ذلك بدفع جميع الشبان والرجال للانضمام إلى صفوف إحدى الميليشيات الإيرانية، بينما تقوم بزيادة الخناق والضغط على الذين لا ينضمون لها.

والجدير ذكره يسيطر “الحرس الثوري” الإيراني وبقية الميليشيات التابعة له على عموم مدينة البوكمال وأجزاء كبيرة من مدينة الميادين.

قد يهمك:ارتفاع الأسعار يحرم الأطفال لباس العيد في دير الزور

فيما تتقاسم الحكومة السوريّة والميليشيات التابعة لها من جانب وقوات سوريا الديمقراطية من جانب آخر، السيطرة العسكرية على الجزء الشرقي من المحافظة، فيما يعتبر نهر الفرات الخط الفاصل بين مناطق سيطرتهما.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.