حوادث وفاة وتعرض للاستغلال والضرب والاحتيال إضافة إلى الاضطرار للتعرض لظروف قاسية أثناء رحلة اللجوء، هذا ما يعاني منه غالبية اللاجئين السوريين في تركيا ممن سلكوا طرق التهريب أملا بالوصول إلى دول أوروبا.

وبشكل يومي، يتخذ عشرات اللاجئين السوريين قرار الخوض في رحلة اللجوء عبر طرق التهريب نحو دول أوروبا، فإما طريق اليونان أو طريق بلغاريا، ولذلك تكاليف ومخاطر كثيرة.

محمد علي أحد اللاجئين السوريين الذين وصلوا منذ أيام إلى ألمانيا، يقول خلال اتصال هاتفي لـ “الحل نت”: إن “رحلته استغرقت حوالي شهر، حيث نجح بدخول الأراضي اليونانية قادما من تركيا بعد عدة محاولات فاشلة، من ثم انتقل إلى أثينا وتمكن من السفر نحو بلجيكا انطلاقا من مطار العاصمة اليونانية مستخدما جواز سفر مزيف”.

الشاب يضيف، بأنه “صادف مئات اللاجئين السوريين ممن وصلوا إلى أثينا ويخططون لإكمال طريقهم نحو إحدى دول أوروبا الأخرى”.

ويواجه أولئك الذين يسلكون طرق التهريب عبر البحر أو البر متجهين نحو اليونان أو بلغاريا العديد من المخاطر كتحمل الظروف القاسية وخطر الاعتقال والترحيل، ففي الأيام القليلة الماضية، اعتقلت السلطات التركية مئات اللاجئين والمهاجرين، من بينهم 169 لاجئا في موغلا و56 في مرماريس و46 في جناق قلعة و223 في كوجالي إضافة لحالات أخرى في عدة ولايات حدودية، حيث تم تحويل قسم كبير منهم لمراكز إعادة الترحيل.

في المقابل، يجد آخرون في الطرق القانونية ملاذا أفضل لهم من أجل الوصول لإحدى دول أوروبا، رغم أن الخيارات أمامهم محدودة وتحتاج لوقت أطول، حسبما يقولون.

طرق قانونية

على عكس أولئك الذين يسلكون طرقا غير شرعية للوصول إلى أوروبا، هناك من يبحثون باستمرار عن الطرق القانونية التي تمكنّهم من الوصول بأمان وبأقل التكاليف إليها.

ومع محدودية السبل التي تتوفر أمام السوريين في تركيا للجوء بشكل قانوني إلى دول أوروبا، يأمل كثيرون أن يحصلوا على فرصة لمغادرة البلاد.

ومن بين الطرق التي رصدها مراسل “الحل نت” لتقديم اللجوء أو الحصول على تأشيرة إنسانية إلى دول أخرى هي مراسلة السفارات مثل السفارة الفرنسية أو السفارة السويسرية أو السفارة البرازيلية أو عبر تسجيل ملف المتقدم في غرفة الحماية عند تحديث بيانات وثائق “الكيملك” الخاصة به وعائلته.

حذيفة أحد اللاجئين السوريين المقيمين في غازي عنتاب جنوب تركيا، يقول لـ “الحل نت”: إنه “يحضّر ملفه من أجل تقديمه للسفارة الفرنسية في أنقرة آملا أن يتم استدعائه لاحقا للمقابلة، مؤكدا أن هناك العشرات ممن حوله قدموا أو يحضّرون أيضا للتقديم لذات السفارة”.

وحسب الشاب، فإنه “بشكل شبه يومي يبحث على مواقع التواصل الاجتماعي عن الطرق القانونية التي يمكنه عن طريقها اللجوء إلى دول أخرى مثل أوروبا أو كندا أو غيرها”.

وخلال إعداد المادة، رصد مراسل “الحل نت” انتشار مئات المقاطع المصورة والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي حول الطرق التي يمكن أن يصل إليها اللاجئون في تركيا لدول أخرى بشكل قانوني.

ما الأسباب؟

سنوات مضت على لجوء السوريين إلى تركيا، قلة منهم تمكنوا من الاستقرار بينما قسم كبير يفكر اليوم في اللجوء إلى دول أخرى بعدما تصاعدت حدة خطابات الكراهية والعنصرية بحقهم من ناحية وتركيز جميع الأطراف الفاعلة على عودة اللاجئين السوريين “بشكل طوعي”.

وعن سبب لجوء الشاب محمد علي إلى ألمانيا، يقول لـ “الحل نت”: “لا يوجد أي أمل للاستقرار في تركيا، العنصرية تنتشر بشكل كبير، لا نعرف نحن السوريون ما هو مصيرنا في البلاد، الترحيل يحصل بشكل يومي لنا كسوريين، لذلك اتخذت هذا الخيار بعد مرور أكثر من سبع سنوات على لجوئي إلى تركيا”.

الشاب يتابع، بأنه “يتحدث اللغة التركية بامتياز وكان قد اشترى منزلا بقصد الاستقرار، ولكن الأشهر الماضية جعلته يتخذ القرار ويمضي في رحلة اللجوء”.

ويسعى العديد من اللاجئين السوريين في تركيا إلى المضي إما عبر الطرق الغير شرعية أو عن طريق مراسلة السفارات والتقديم لها على أمل الوصول إلى إحدى دول اللجوء في ظل التضييق الحاصل عليهم على الأراضي التركية والخوف من التعرض للترحيل لاحقا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.