نتيجة الارتفاع المفاجئ في أسعار قطع الفروج الذي تجاوز 26 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، وسط موجة غلاء كبيرة في عموم الأسواق السورية، إثر تدهور الليرة السورية أمام القطع الأجنبي وارتفاع سعر البنزين بنحو 130 بالمئة، بقرار حكومي والعديد من الأسباب الأخرى، الأمر الذي سرعان ما أثر على باقي السلع في سوريا، ويبدو أن تداعيات تدهور الليرة والقرار الحكومي يظهر تدريجيا في البلاد، فبعد ارتفاع أسعار المواصلات والخضار والعديد من السلع بنسب متفاوتة، ارتفعت أسعار الوجبات السريعة والشاورما اليوم بنسبة 50 بالمئة.

“المشوي والبروستد” بـ31 ألفا

الارتفاع الواضح في أسعار قطع الفروج، انعكس على أسعار السندويش، والفروج المبيع في دمشق بنسب مرتفعة جدا من دون أي التزام بالأسعار الرسمية، والنشرات التموينية الموضوعة، حتى سجلت بعض المحال أسعارا وصل فيها مبيع فروج المشوي والبروستد إلى أكثر من 31 ألف ليرة سورية لكل منهما، ووصل سعر سندويشة الشاورما إلى 5500 ليرة سورية، وفي بعض المحال لـ 6 آلاف ليرة، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الثلاثاء.

وأصدرت مديرية التموين في محافظة دمشق نشرة جديدة للأسعار، وبموجبه، سعر مبيع الفروج الحي بـ9500 ليرة، وكيلو الشرحات بـ23 ألف ليرة والسودة بـ14500 ليرة، والدبوس بـ12500 ليرة.

كما حددت المديرية مبيع صحن البيض بـ13 ألف ليرة، وحددت سعر الفروج المشوي بـ30 ألف ليرة، والبروستد بـ31 ألف ليرة، والمسحّب بـ31500 ليرة، مع تحديد سعر سندويشة الشاورما (وزن 100غ) بـ5200 ليرة، على أن تعتبر هذه النشرة سارية المفعول إلى حين صدور نشرة جديدة للأسعار.

وفي تقرير سابق لموقع “أثر برس“، وصل سعر سندويشة الشاورما إلى 6000 ليرة، وفي بعض المحال إلى 6500 ليرة، بحجة أنها “دبل”، ورغم ذلك يتفاجأ الزبون، بأن السندويشة يطغى عليها المخلل والمايونيز، وأنها “مشممة” بالشاورما.

وكان مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، المهندس بشار شدّود، قد أوضح للموقع المحلي في وقت سابق، أن تسعيرة سندويشة الشاورما 80 غ مع خبزة سياحية سعرها 4200 ليرة، وسعر كيلو الشاورما مع مخلل وثوم وخبزة سياحية 35 ألف ليرة.

الأسباب ونسبة الارتفاع

من جانبهم، اشتكى المواطنون من الارتفاعات الكبيرة للأسعار خلال الآونة الأخيرة، مؤكدين أن الأسعار في السوق تختلف كليا عن الموضوعة في نشرات التموين ووجودها بحسب البعض كعدمه، وفق الصحيفة المحلية.

في حين تتجدد باستمرار مبررات العديد من المحال برفعهم الأسعار نظرا للأعباء الكبيرة نتيجة ارتفاع أسعار حوامل الطاقة من بنزين ومازوت وغاز، وعدم انتظام حصولهم على المادة، ولجوئهم إلى السوق السوداء للحصول عليها بأسعار مرتفعة، وبالتالي تكبدهم تكاليف إضافية جدا، فضلا عن ارتفاع أسعار الأعلاف وموضوع المحروقات، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الدواجن.

من جانبه، أكد عضو الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمنتزهات في دمشق، أسامة قتابي، أن أسعار السندويش والفروج ووجبات المطاعم، ارتفعت خلال الأيام القليلة الماضية بنسبة وصلت لـ50 بالمئة، مع تبرير البعض من المحال، أن سبب رفعهم للأسعار، هو أن نشرات الأسعار الموضوعة غير منصفة لهم، ولا تنسجم مع التكاليف الكبيرة التي يتكبدونها.

وأردف قتابي في حديثه، أن أسعار السوق أعلى من النشرة التموينية، والعديد من المحال والمطاعم يقومون بإضافة تكاليف الزيت والكهرباء والمازوت، وأجور نقل مادة الفروج التي ازدادت في الفترة الأخيرة، وبالتالي رفع الأسعار “على مزاجهم”، على حدّ وصفه.

وأشار قتابي، إلى وصول شكاوى تفيد بوجود محال تبيع الفروج البروستد والمشوي بـ36 ألف ليرة، وأسعار الوجبات السريعة وصل بعضها إلى 25 ألف ليرة سورية، معتبرا، أن “نسبة الزيادة على الأسعار تبدأ من 30 بالمئة وتصل لـ50 بالمئة، كما أكدنا حسب وضع المادة والطلب عليها والسوق”.

ولفت قتابي، إلى أن وجبة الـ(غوردن بلو) تباع بـ30 ألف ليرة في بعض المطاعم، مقارنة مع سعرها في الفترة السابقة بـ10 آلاف ليرة، أي هناك ارتفاعات كبيرة للعديد من المواد والسلع في الأسواق.

قد يهمك: القهوة بـ”الغلوة” بسوريا والفنجان بـ4000 ليرة

ارتفاع أسعار الفروج

خسائر كبيرة تكبدها مربو الدواجن خلال الفترة الماضية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف في سوريا، والتي تسببت في نفوق عدد كبير من الدواجن، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار منتجات الدواجن خلال الفترة الحالية بشكل مفاجئ وغير متوقع، حيث ارتفع سعر كيلو شرحات الفروج من 23500 ليرة سورية إلى أكثر من 26500 ليرة.

ومؤخرا نقلت صحيفة “الوطن أونلاين” المحلية، عن أحد البائعين قوله، إن الأسعار قفزت بشكل مفاجئ وغير متوقع خلال اليومين الماضيين، وهذا السعر بالجملة وليس بالمفرق وهو غير مسبوق، حيث لم تصل أسعار الشرحات إلى هذا الرقم في تاريخ البلاد.

وأردف أحد البائعين، إن “الكمية التي تم استجرارها خلال يوم واحد فقط بلغ 5 كيلوغرامات من الشرحات، وتم بيع نصفها بسعر الجملة”، متابعا: “وفي حال استمرار الحال على وضعه الراهن سيتم إغلاق المحل بسبب الخسائر التي سيتعرض لها”.

من جهتها، قالت إحدى السيدات للصحيفة المحلية: “الأسعار خلال هذا الأسبوع شهدت ارتفاعا كبيرا، حتى الخضار والفواكه.. المواطن اعتاد على ارتفاع الأسعار خلال رمضان والأعياد”، متسائلة عن المبررات والفوضى التي تعم الأسواق حاليا.. ربما يكون الأمر متعلقا بالنقل بعد زيادة أسعار البنزين..”، مضيفة بالقول: “وداعا للفروج”.

بينما تشهد سوريا موجة غلاء غير مسبوق، يبلغ متوسط الرواتب والمداخيل نحو 150 ألف ليرة سورية، وبحسب خبراء اقتصاديين، فإن الفاتورة الغذائية للأسرة السورية ارتفعت بشكل حاد وصارت تقنن على نفسها بالنوعية والكم بشكل كبير، لأن الحصول على هذه الحصة الغذائية تحتاج إلى أكثر من مليون ونصف المليون ليرة سورية شهريا لأسرة مكونة من أربعة أفراد.

قد يهمك: “قليل من الشاورما كثير من المخلل والمايونيز”.. السندويشة بـ6 آلاف ليرة سورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.