ارتفاع الأسعار الموضوع المتكرر والظاهرة الأبرز في الأسواق السورية، والتي أصبحت جزءا يوميا من حياة السوريين، حتى باتت سندويشة الشاورما باتت رفاهية كبيرة كغيرها، فتجاوز سعرها في الأسواق أكثر من السعر التمويني المخصص لها.

فوضى الأسعار

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، يوم أمس الخميس، أشار إلى أن سعر سندويشة الشاورما شهد ارتفاعا ملحوظا لتحلّق بعيدا عن تسعيرة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ففي الوقت الذي تم تسعير سندويشة الشاورما 80غ مع خبزة سياحية بسعر 4200 ليرة، نأت معظم المحال بنفسها عن التسعيرة التموينية، وتبيع السندويشة بسعر 6000 ليرة.

الفرق الشاسع بين التسعيرتين (التموينية والفعلية)، حجته جاهزة لدى أصحاب المحال سواء المصنفة سياحيا أم شعبيا، وهي أن البيع وفقا لتسعيرة التموين “ما بتوفي معهم”، إضافة إلى أن سعر الفروج كل يوم يزداد عن اليوم الذي يسبقه، ولذلك يضطرون إلى رفع سعر السندويشة التي تحتوي بالإضافة للشاورما، المايونيز والمخلل والخبزة السياحية.

من جهتهم، اشتكى مواطنون من ارتفاع سعر سندويشة الشاورما إلى 6000 ليرة، وفي بعض المحال إلى 6500 ل.س بحجة أنها “دبل”، ورغم ذلك يتفاجأ الزبون بأن السندويشة يطغى عليها المخلل والمايونيز، وأنها “مشممة” بالشاورما.

ونقل التقرير عن قال مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة طرطوس، بشار شدّود، أنه غالبا يكون عدم التقيد بالتسعيرة التموينية، من قبل محال الشاورما المصنفة سياحيا، والتي عندما تصل أي شكوى حيال عدم تقيدها بالأسعار يتم بتحويلها لمديرية السياحة والقيام بدورية مشتركة بين مديرية التجارة الداخلية وبين السياحة.

وأضاف شدود، أنه في محال بيع الشاورما المصنفة شعبية، عندما تصل شكوى من مواطن تعرض لغبن، يتم تنظيم ضبط بحق صاحب المنشأة ومخالفته، مبينا أن تسعيرة سندويشة الشاورما 80غ مع خبزة سياحية سعرها 4200 ليرة، وسعر كيلو الشاورما مع مخلل وثوم وخبزة سياحية 35 ألف ليرة.

إقرأ:ارتفاع في أسعار الفلافل والشاورما بدمشق

ارتفاع أسعار وتجاهل لتسعيرات الحكومة

بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، فإن محلات الأطعمة الشعبية في دمشق تجاهلت أيضا آخر سعر أصدرته المحافظة، حيث تم تحديد أسعار الساندويشات ومواد كثيرة في المطاعم الشعبية كالمشروبات والأراكيل والفطائر. وبدلا من ذلك، فرضت المحلات أسعارا أعلى بكثير مما أعلن عنه، معللين ذلك بارتفاع أسعار ناقلات الطاقة، وعدم انتظام وصول المازوت والغاز وشرائهم للمحروقات من السوق السوداء وبأسعار عالية جدا.

سندويشات الفلافل التي يتراوح سعرها بين 1700 و2000 ليرة، تباع بـ 2500 ليرة وأكثر في بعض المحلات، وسندويشة البطاطا التي يبلغ سعرها 2800 ليرة، تباع بـ 3500 ليرة بأقل تقدير، وهذا ينطبق على الكثير من المواد، بما في ذلك عدم الالتزام بمكونات بيع المعجنات والمواد الداخلة فيها، مثل عدم الامتثال للوزن والحجم، مع الفرق في المبيعات بين متجر وآخر.

كما أن أصغر سندويش شاورما بات سعرها 4500 ليرة، بعد أن كانت بـ 2800 ليرة للحجم الصغير و3500 ليرة للوسط، و4000 ليرة للحجم الكبير. واعتمدت معظم المحلات على سياسة توحيد نوع ساندويش الشاورما بحجم واحد مع اختراع ما يسمى بالساندويش “إكسترا”. بينما ارتفع سعر وجبة الشاورما العربي إلى 7500 ليرة سورية.

التقرير نقل عن كمال النابلسي، رئيس جمعية الحرف الخاصة بالمطاعم والمقاهي والمتنزهات في دمشق، أن الجمعية عاجزة ولا يتم استشارتها في العديد من المواضيع المتعلقة بالمطاعم والأسعار، مضيفا “الدراسة التي قدمتها لم تؤخذ بالحسبان، وتم اعتماد تسعيرة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق”.

قد يهمك:رغم ارتفاع الأسعار.. دمشق تستهلك يوميا 1000 خروف و100 عجل

ارتفاع الأسعار مستمر

تقرير سابق لـ “الحل نت”، بيّن أن الأسواق السورية لا تزال تشهد ارتفاعا في الأسعار، لا سيما أسعار البيض والسكر على وجه الخصوص، فارتفاعها مستمر بشكل غير مسبوق، حيث تجاوز سعر بيع طبق البيض 16 ألف ليرة سورية، بعد أن كان بنحو 15 ألفا. وسجل كيلو سكر ما بين 5500-5000 ليرة وسط تدهور الأحوال المعيشية وتدني مستوى الرواتب والمداخيل، إلى جانب تراجع الليرة السورية مقابل النقد الأجنبي.

وبحسب تجار المفرق، فإن ارتفاع سعر البيض يعود إلى توقف عدد من المربين عن التربية بعد أن لجأوا إلى ذبح أمات الفروج خلال الأشهر الماضية مما سبّب قلة العرض في الأسواق.

وفي نفس السياق، بلغ سعر كيلو الأرز الطويل إلى 10 آلاف ليرة سورية، بينما تراوح سعر كيلو السكر بين 4500 إلى 5000 ليرة سورية، والسبب يعود لتأخر افتتاح دورة تموينية جديدة ليحصل المواطن على مخصصاته من المادتين.

أما سعر كيلو الشاي فبلغ 37 ألف ليرة سورية، وسعر ليتر من زيت النباتي بلغ 16 ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر زيت الزيتون 20 ألف ليرة لليتر الواحد، أما سعر كيلو من السمن النباتي تجاوز 20 ألف ليرة سورية.

وبالانتقال إلى أسعار الأجبان والألبان والبيض، فقد بلغ سعر كيلو الجبنة البيضاء حوالي 15 ألف ليرة سورية، أما سعر كيلو اللبنة حوالي 12 ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر صحن البيض 15 ألف ليرة سورية، بحسب “الحل نت”.

إقرأ:تحديد الأسعار “مجرد حكي”.. ساندويش الفلافل بـ2500 والبطاطا بـ3500 ليرة

من الجدير بالذكر أن معظم التقارير الاقتصادية تشير إلى أن سوريا تشهد ارتفاعا غير مسبوق بالأسعار في ظل عدم وجود دخل يناسب هذا الارتفاع، ليكون المواطن عاجزا عن تلبية حتى احتياجاته الأساسية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.