وصل الغزو الروسي لأوكرانيا إلى فصل جديد محفوف بالمخاطر، حيث لا يزال من الصعب تحديد الآثار الاقتصادية العالمية للصراع على السوريين في الداخل، مع احتمال تصعيد العقوبات الغربية على روسيا ردا على إلى أي مدى وكيف تندفع قواتها إلى أوكرانيا.

وعلى هذا النحو، فإن آثار الأزمة المادية – على الرغم من تباينها – على اقتصاد سوريا بدأت تظهر على لقمة الفقراء الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، ويمكن أن يكون لها تأثير سلبي مضاعف على الأمن الغذائي والرفاهية في جميع أنحاء البلاد.

أسعار السندويش ترتفع

نتيجة للأزمة الأوكرانية، كان لارتفاع أسعار الخبز العادي والسياحي، فضلا عن ارتفاع أسعار الزيوت، تأثيرا عميقا على تسعير جميع أنواع سندوتشات الفلافل والشاورما في العاصمة دمشق، في حين أن طبق الفول الشعبي من المنتظر أن يحلق هو الآخر، لا سيما في المطاعم الشعبية.

فبحسب ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الخميس، فقد بلغ سعر ساندوتش الفلافل بحي الميدان يوم أمس 2000 ليرة بارتفاع 800 ليرة عن سعره الرسمي. واتخذت بعض المتاجر سياسة زيادة عدد الأقراص لرفع سعر الساندويتش. وفي وقت ذاته اقترب سعر كيلوغرام من الحمص من 5000 ليرة.

وبحسب نشرة حماية المستهلك، فإن أصغر سندويش شاورما بات سعرها 4500 ليرة، بعد أن كانت بـ 2800 ليرة للحجم الصغير و3500 ليرة للوسط، و4000 ليرة للحجم الكبير. واعتمدت معظم المحلات على سياسة توحيد نوع ساندويتش الشاورما بحجم واحد مع اختراع ما يسمى بالساندويتش “إكسترا”. بينما ارتفع سعر وجبة الشاورما العربي إلى 7500 ليرة سورية.

أما الأكلة الشعبية “الفلافل”، فقد وصل سعر سندويتش صمون للفلافل 2500 ليرة. ويختلف سعر سندويتش البطاط من محل لآخر، إذ يتراوح من 2500 ليرة إلى 3500 ليرة. فيما وصل سعر ساندوتش الشاورما في دمشق إلى 5000 ليرة. وتزامن ذلك مع ارتفاع سعر الصمون الذي بلغ 3500 ليرة للكيلوغرام الواحد.

للقراءة أو الاستماع: رغم ارتفاع الأسعار.. دمشق تستهلك يوميا 1000 خروف و100 عجل

الخبز ليس بمتناول المستهلك

وفي السياق ذاته، ذكرت الصحيفة، أنه إذا رغب المواطن في تناول الدجاج المشوي أو المقلي من أي مطعم شعبي كوجبة جاهزة للأكل، فإن رغيف الخبز الواحد بات يكلف 300 ليرة سورية.

https://twitter.com/sZCx7uwlqBXY95o/status/1503736041307578374?s=20&t=wwyTtpdrYTbB31e05Lh32w

ووصلت أسعار الخبز السياحي إلى ارتفاعات جديدة، إذ تبلغ تكلفة ربطة الخبز الصغيرة 1400 ليرة. ومتوسطة ​​الحجم 2200 ليرة، والحجم الكبير 3200 ليرة.

أما رغيف خبز التنور، فارتفع سعره هو الآخر ما بين 300 و400 ليرة. وبلغ سعر 10 أرغفة متوسطة الحجم 3000 ليرة، والرغيف المشروح 400 ليرة.

وفي السوق السوداء، بلغ مبيع ربطة الخبز العادي ما بين 1000 و2500 ليرة، حسب جودة الخبز. وتباع بـ 1000 ليرة في الكشكول، وما بين 1500 و2000 ليرة أمام فرن باب توما. في حين تتقلب أسعار بيعه حسب أيام الأسبوع.

وقال مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك للصحيفة، إن هناك دراسة جارية لرفع أسعار الخبز السياحي استجابة لزيادة مكوناته. فيما قال مصدر في محافظة دمشق إن هناك دراسة أخرى جارية لرفع أسعار خبز الصمون إلى 4000 ليرة بدلا من 3000 ليرة للنوع القاسي، و3400 ليرة بدلا من 2700 ليرة للطري. موضحا أن الزيادة ترجع إلى زيادة أسعار الطحين التي زادت حوالي 400 ليرة للكيلوغرام المسعر وفقا للتموين المحدد لسعره بـ 2400 ليرة.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع قريب لأسعار البنزين في سوريا

الطوابير تعود للمحطات

ومع استمرار تدهور قيمة العملة المحلية في سوريا، وفوضى الأسعار التي تعاني منها الأسواق السورية، تحدثت بعض التسريبات مؤخرا، عن نية حكومية برفع سعر مادة البنزين، ما سينعكس حتما بشكل سلبي على معظم السلع والخدمات في دمشق حتى على الآكلات الشعبية كالفلافل والشاورما.

وأفادت مصادر محلية بـ“عودة الطوابير إلى محطات البنزين في العاصمة دمشق، مع تأخر ملحوظ في وصول الرسائل لأصحاب المركبات المدعومة حكوميا“، في حين يتخوف الأهالي من قرار محتمل من قبل الحكومة برفع أسعار البنزين، تزامنا مع ندرة المادة في محطات الوقود.

وبحسب المصادر المحلية، فإن “الحكومة تتجه إلى رفع سعر ليتر البنزين المدعوم إلى 1700 ليرة. في حين سيكون سعر ليتر أوكتان 95 هو 3000 ليرة لليتر الواحد“.

ويؤكد غسان آغا وهو تاجر يعمل في مدينة حلب، في حديث سابق لـ”الحل نت”، أن ارتفاع سعر أي من المشتقات النفطية، سينعكس فورا على أسعار كافة السلع في سوريا، وذلك لأن البنزين يتعلق بمسألة رئيسية، وهي النقل وكلفته والتي تدخل في كلفة المواد التي تنقل للمستهلك النهائي، بمعنى ارتفاع سعره يؤدي إلى زيادة تكلفة السلع.

وبعيدا عن الغزو الروسي لأوكرانيا، شهد العام الحالي وخاصة بعد إلغاء الدعم في مطلع شباط/فبراير الماضي، ازديادا جنونيا في أسعار المواد في دمشق، ترافق مع فقدان بعضها بشكل جزئي أو كامل من السوق، كمادة الزيت والفلافل والشاورما.

وشمل ارتفاع الأسعار، معظم المواد الأساسية، كالسكر والخضار والفواكه، والحبوب، وسط تدهور اقتصادي كبير لدى المواطنين. وفي مقابل ذلك لم تقم الحكومة ومؤسساتها المعنية بالتصدي لارتفاع الأسعار بأي تحرك عملي حتى الآن لوقف ارتفاع الأسعار والاحتكار.

للقراءة أو الاستماع: كيف تسبب دلال “حيتان” الاقتصاد السوري بارتفاع الأسعار؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.