مع ارتفاع حدة الجفاف في العراق، أكد اتحاد النّحالين العرب انخفاض إنتاج العسل بشكل كبير في البلاد، فيما حدد أسباب ذلك.

الاتحاد، عزا الانخفاض الحاد بإنتاج العسل إلى عوامل الجفاف التي أصابت البلاد، داعيا إلى إيلاء القطاع الأهمية التي يستحقها اقتصاديا.

وأدت عوامل الجفاف التي أصابت البلاد على مدى الأعـوام الثلاثة الماضية، لاسيما الانخفاض الحاد بمعدلات هطول الأمطار، إلى تراجع إنتاج العراق من العسل كما قال رئيس الاتحاد، منتصر الحسناوي، قال في حديث لصحيفة “الصباح” المملوكة للحكومة العراقية، ومقرها بغداد.

إذ أن تلك العوامل أدت لتراجع إنتاج الخلية الواحدة من 30 كيلوغرام، إلى ثماني كيلوغرامات، منذ ذلك التاريخ الذي بدأت به عوامل الجفاف بالتأثير على الإنتاج.

الحسناوي، بيّن أن “إنتاج البلاد من العسل كان يصل إلى 1700 طن سنويا من خلال 350 ألف خلية، يمتلكها 17 ألف نحّال مسجلين، إضافة إلـى هـواة غير مسجلين بشكل رسمي“.

اقرأ/ي أيضا: العسل العراقي ينخفض لأدنى مستوياته.. ما علاقة مواقع التواصل الاجتماعي؟

دعوات للحكومة لتدارك إنتاج العسل

فيما دعت الجهات الحكومية، إلى إيلاء القطاع الأهمية التي يستحقها لما يمثله من رافد اقتصادي واعد للبلاد.

وفي وقت سابق، أعلنت جمعية النّحالين في محافظة ديالى، انخفاض منتوج العسل في المحافظة، إلى أدنى مستوى له منذ 6 أعوام، مشيرة إلى أن الجفاف وظهور آفات فتاكة لخلايا النحل تسببت بذلك التراجع.

فيما حدد مراقبون السبب بقلة الدعم، وإهمال جمعيات الفلاحين، حيث قال عضو جمعية النّحالين في ديالى، صالح الزيدي، في تصريح لوكالة “بغداد اليوم“، وتابعه موقع “الحل نت“، إن “محافظة ديالى تواجه تحديات خطيرة وحرجة بسبب تداعيات الجفاف الذي قلّص المساحات الخضراء، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وبروز بعض الآفات الفتاكة لخلايا النحل، مما قلل إنتاج العسل فيها“.

ونتيجة لذلك، فأن “إنتاج العسل خلال العام 2022 يُعدّ الأدنى منذ 6 سنوات، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة هجرة المهنة التي توارثتها أجيال في أكثر من 13 منطقة زراعية، بديالى، بسبب الخسائر المتراكمة“، وفقا للزيدي.

كما لفت، إلى أن “أبرز العوامل التي تهدد مهنة النّحالين هي مراكز غش العسل التي تروّج لمنتوجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي أدت إلى الإساءة لمهنة مهمة في ديالى“.

اقرأ/ي أيضا: كيلو العسل بـ6 آلاف ليرة و “المغشوش” بـ500 ليرة

السوق السوداء وتأثيرها على الجودة

 “المراكز السوداء خلقت عزوف عن شراء العسل من قِبل شرائح واسعة بسبب ضعف الثقة“، حيث يؤكد عضو جمعية النّحالين، ويبين أن “مهنة إنتاج العسل في ديالى يمر بمرحلة حرجة دون أي دعم حكومي، كما يرافقها إغراق الأسواق بالمستورد، الذي هو أقل جودة من الإنتاج الوطني“.

مراقبون عزوا، قلة الإهمال وانخفاض منتوج العسل إلى “قلة الدعم من قبل الجمعيات الفلاحية التي كانت سببا بتدمير العديد من البساتين والمساحات الخضراء، والتي يعتمد عليها النّحالون في عملهم“، بحسب “بغداد اليوم“.

وفي وقت سابق، كشف تقرير لموقع “العربي الجديد“، وتابعه موقع “الحل نت“، عن أزمة جديدة تضرب بيئة العراق مع زيادة آثار الجفاف على المحافظات، مبيّنا أن من أهم المهن العراقية، هي صناعة العسل، وقد بدأت بالانحدار والانقراض بشكل تدريجي.

غانم العزاوي، وهو مهندس زراعي مختص بتربية النحل قال في التقرير، إن “صناعة العسل في العراق يُعدّ مصدر رزق للآلاف من العائلات العراقية، لكنها اليوم باتت مهددة بالتراجع، بسبب الجفاف والتّصحر، وقلة الغطاء النباتي، والأمراض وقلة الدعم“.

وأضاف، أن “تربية النحل من المشاريع الاقتصادية الناجحة، وأصحابها نجحوا في توفير كفاية السوق العراقي بالعسل الطبيعي، طوال الفترة السابقة، إلا أنها تراجعت في العامين الماضيين وازدادت سوءا خلال هذا العام، نتيجة للإهمال الحكومي وتراجع الزراعة، وزيادة التصحر، وتلوث البيئة ما دفع الكثير من المربين إلى العزوف عن هذه المهنة“.

انخفاض حاد

كما أشار العزاوي، إلى أن “خلية النحل الواحدة كانت في السنوات السابقة وخصوصا خلال وفرة المياه والأمطار تنتج في الموسم الواحد ما يقارب 40 كيلوغراما من العسل، أما الآن فإن إنتاج العسل للخلية الواحدة لا يتجاوز 10 كيلوغرامات، إلا ما ندر في بعض مناطق شمال العراق“.

وحذر العزاوي، من فقدان آلاف الأسر العراقية مصادر دخلها نتيجة ضرب صناعة العسل، مطالبا حكومة بلاده بوضع خطة للحفاظ على ما تبقى منها.

التقرير نقل أيضا، عن عضو رابطة نحالي العراق نوري الحديثي، قوله، إن” تربية النحل في العراق اتسعت بالعقدين الماضيين، حتى أصبحت مهنة لألاف العراقيين“، لكنه يؤكد أنها “باتت مهددة اليوم بسبب التغيير المناخي، من عواصف ترابية وتصحر وانحسار الغطاء النباتي وشحة المياه“.

وأوضح، أن “تربية النحل تحولت في السنوات السابقة إلى مشاريع استثمارية تنافس الكثير من المشاريع في القطاعات الأخرى، لكنها باتت مهددة بالاختفاء نتيجة جفاف الأنهر وقلة الأمطار“.

فيما لفت، إلى أن “أسراب النحل في بعض مناطق العراق اختفت بشكل تدريجي، وأخرى فقدت قدرتها على إنتاج النحل بنسبة تزيد على 80 بالمئة، نتيجة لانعدام النباتات الزهرية جراء الجفاف، منوّها بأن العراق فَقدَ أكثر من 50 بالمئة، من ثروة النحل“.

وبحسب الحديثي، فإن “أعداد الخلايا المسجلة بشكل رسمي أكثر من 500 ألف خلية نحل، وتنتج سنويا أكثر من 2000 طن من العسل الطبيعي، فيما وصل عدد النّحالين إلى أكثر من 2000 نحّال، بالإضافة إلى نحّالين آخرين ونحّالين هواة غير مسجلين بشكل رسمي موزعين في عموم العراق وخصوصا مناطق الوسط والشمال“.

اقرأ/ي أيضا: دمشق.. المربى أغلى من العسل لهذه الأسباب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.