تعاني مهنة تربية النحل في سوريا من العديد من الصعوبات، خاصة في تسويق مادة العسل، فمن ناحية كان تصدير العسل قد توقف خلال سنوات الحرب بشكل كامل، وحتى في العامين الأخيرين كان التصدير ضعيفا للخارج، ومن جهة ثانية فإن أسعار العسل فاقت قدرة المستهلك السوري على شرائه، ما تسبب بكساد كميات كبيرة منه، وترك العشرات من أصحاب هذه المهنة لها.

التسويق السيء

يعتمد سوق العسل على تسويق داخلي وآخر خارجي، ولكن في سوريا لا يزال التسويق يتم ببيع العسل بعبوات لا تقل عن 1 كيلو، أو نصف كيلو، ومع ارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية، يعجز المواطنون عن شراء هذه العبوات، ومن ناحية ثانية فإن ضعف أساليب التسويق الخارجي أدت إلى كساد مادة العسل لدى أصحاب المناحل.

ونقل موقع “هاشتاغ” المحلي، عن الخبير التنموي أكرم عفيف، دعوته إلى اعتماد طريقة مختلفة في تسويق العسل، حيث يمكن اعتماد عبوات صغيرة سعة 20 غرام مثلا في العبوة، بمبلغ لا يتجاوز 500 ليرة، لكي يتمكن عامة الناس من شرائها لاستخدامات متنوعة، مضيفا أن طريقة تسويق العسل ووضعه في عبوات كبيرة سعة كيلوغرام، من أحد أهم أسباب صعوبات التسويق، وذلك بسبب انخفاض القدرة الشرائية لدى غالبية الناس.

وأوضح عفيف، أن اعتماد العبوات الصغيرة يحقق أكثر من فائدة، لأنه يجعل سعر كيلو العسل يصل إلى 25 ألف ليرة، ويمكن للسورية للتجارة أن تقوم بهذه المهمة التسويقية وتحقق أرباح منها، إضافة إلى تشجيع اعتماد صناعات غذائية تعتمد على مادة العسل كما كانت بعض أنواع الشوكولاته تستخدم العسل، ويمكن استخدام العسل مع التين في كثير من الأشكال، ويمكن لهذه السلع أن تكون منافسة في الأسواق الخارجية، وكل هذه النماذج تحقق مردودا أفضل من طريقة بيع العسل كما تتم حاليا.

ويشكو منتجو العسل من عدم تمكنهم من تسويق منتجاتهم رغم بدء موسم جديد لإنتاج العسل، مبينين أن أسعار الجملة التي يبيعون فيها أقل من التكلفة بكثير، ومع ذلك يضطرون لبيع الكيلو بسعر لا يزيد عن 13 ألف ليرة لتجار الجملة مقابل بيع بعض المخازن الموجودة، وهذا السعر أقل من سعر كيلو “المربى”، وفق “هاشتاغ”.

إقرأ:السوريون غارقون في العسل.. ما دور لبنان والعراق؟

فائض في الإنتاج يواجهه الكساد

اضطر عدد من النحالين إلى بيع نصف خلاياهم، لأنهم لم يستطيعوا تصريف الإنتاج. إذ كان لدى أغلبهم 60 خلية، لكن حاليا لا يمتلكون سوى 30 نحلة فقط، حيث بقيت كميات كبيرة من العسل لديهم، لكنهم لم يتمكنوا من بيعه منذ بدء الموسم الجديد، كما تابع موقع “الحل نت”.

ونقل “الحل نت”، عن أحد مربي النحل قوله إن “الثمن الذي يدفعه التاجر عند اقتناء كل كيلو عسل من هذه السلعة لا يغطي التكلفة وإذ لا يتجاوز المبلغ المعروض 10-13 ألف ليرة”، مشيرا إلى أن الخلية وحدها تجاوزت تكلفتها 300 ألف ليرة، قبل أن تبدأ العمل في جميع مراحلها، مضيفا أن سعر الجملة يجب ألا يقل عن 20 ألف ليرة للكيلو لينجح المربي في تربية النحل، ومع ذلك يبيع النحالون بخسارة بسبب نقص التسويق.

إقرأ:النحل المصري يشكل خطراً وجودياً على نظيره السوري!

هجرة النحل وانخفاض أعداده

وفي وقت سابق، في كانون الثاني /يناير الماضي، تابع موقع “الحل نت”، ظاهرة هجرة النحل في محافظة درعا، حيث قال عبد المولى أبازيد، في حديث للموقع، عندما قدم مزارعو النحل في الريف الغربي لمحافظة درعا بلاغات إلى وزارة الزراعية تتحدث عن هجرة دورية للنحل، ولخطورة الموضوع، قامت الوزارة بتشكيل لجنة من اتحاد النحالين، وجمعية النحالين، والبحوث والصحة الحيوانية لبحث أسباب وعوامل هذه الظاهرة.

كما انخفضت أعداد النحل في سوريا، وذلك بسبب الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية، وضعف المراعي نتيجة الحرائق الأخيرة، وتصورات المزارعين الخاطئة بأن النحل مضر لهم.

قد يهمك:هذه أسباب هجرة النحل من سوريا

يشار إلى أن قطاع تربية الحيوانات، والقطاع الزراعي في سوريا تدهور بسبب أزمة الخدمات وغلاء المستلزمات الزراعية من جهة،  والجفاف الذي بات أحد المشكلات الرئيسية من جهة أخرى، ما أدى إلى جعل أحد أهم المنتجات كالعسل تعاني من كساد غير مسبوق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.