في ظل التدهور الكبير داخل قطاع المواصلات بمحافظة إدلب، باتت مهنة سائقي التاكسي “الأجرة” من المهن التي بدأت بالزوال، وخاصة بعد الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات الذي طال المنطقة، إضافة لانتشار الفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية، مما جعل المدنيون يتنقلوا على أقدامهن تاركين ركوب سيارات الأجرة بين أحياء المدينة.

لا إقبال على سيارات الأجرة

رامز الصهيوني مدني من مدينة أريحا، قال لموقع “الحل نت”، إنه “منذ سبعة أشهر لم أتنقل في مدينتي أريحا عبر تكاسي الأجرة، بسبب ارتفاع تعرفة التنقل الخاصة بها، حيث تبلغ قيمتها 20 ليرة تركي”.

وأضاف الصهيوني، أن “التنقل على الأقدام أصبح طبيعيا لأكثر من 90 بالمئة من سكان مدينة أريحا، ولم يعد طلب التاكسي متداولا على لسانهم، وجلهم من يعتمد إما على الدراجات النارية، أو السرفيس للتنقل إلى خارج المدينة”.

الصهيوني أوضح خلال حديثه، أن “المدخول اليومي للعوائل بمدينة أريحا، لا يكفي للطعام، ولا يمكن أن يتم دفع مبلغ 20 ليرة مقابل النقل لبضع الكيلو مترات بين الأحياء القريبة من بعضها”.

الأجرة للحالات الإسعافية فقط!

مجد الرستم سائق تاكسي أجرة بمدينة إدلب، قال لموقع “الحل نت”، إن “الإقبال على ركوب سيارات الأجرة بمدينة إدلب، بات قليلا جدا، ولا تتجاوز نسبة استخدام التاكسي للتنقل أكثر من 5 بالمئة من السكان”.

وأشار الرستم إلى أن “الطلبات التي تأتي إليه، جميعها حالات إسعافية، أو كبار بالسن لا يستطيعون التنقل على أقدامهن، أو حالات تأخر على امتحانات أو ما شابه”.

واعتبر الرستم، أن “السبب الرئيسي لذلك يعود لارتفاع تكلفة النقل بالسيارة الأجرة، حيث تبلغ القيمة ما بين 25 ليرة و 30 ليرة تركية، حيث يعتبر هذا المبلغ كبيرا على العوائل الفقيرة بمحافظة إدلب”.

وأوضح الرستم، أن “سبب ارتفاع تعرفة السيارات الأجرة، يعود إلى ارتفاع أسعار المحروقات بالمدينة، حيث يبلغ سعر لتر البنزين الواحد 26 ليرة تركية، وسعر كيلو الزيت 5 دولارات أمريكية، ناهيك عن أمور الصيانة الدورية للسيارة”.

العزوف عن المهنة

نادر دروشاني سائق سيارة أجرة بمدينة سلقين، قال ل “الحل نت”، إنه “قرر ترك مهنة سيارات الأجرة بعد عمل أكثر من 8 سنوات، وأن المئات من أصدقائه الذين يعملون في نفس المهنة بدأو بتركها والبحث عن بدائل”.

الدروشاني أكد خلال حديثه، أن “سبب عزوفه عن المهنة، يعود إلى ضعف المردود المادي منها، حيث إن مرابحه اليومية لا تتجاوز 30 ليرة تركية، وأن الطلب عليها من قبل المدنيين، قد قل بنسبة كبيرة خلال الفترة الزمنية الأخيرة”.

ونوه بأن “المدنيين باتو يعتمدون على الدراجات النارية في عملية التنقل، نظرا لانخفاض تكلفتها مقابل سيارات الأجرة”.

وتعيش محافظة إدلب، أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ عقود، بسبب ارتفاع الأسعار الكبير في المواد الأولية اللازمة للمعيشة، كالمحروقات، والخبز، إضافة لاعتمادهم على الليرة التركية بعملية التداول والشراء والمبيع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.