بعد أن أستطاع “أبو محمد الجولاني” متزعم “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا)، السيطرة على قرارات حركة “احرار الشام”، وخلق مجال تعاون عسكري وامني بين “الهيئة” و “الأحرار” في مناطق سيطرة “الجيش الوطني” المعارض المدعوم من أنقرة، باتت أهداف “الجولاني” أوسع بهدف التمدد داخل المنطقة الواقعة تحت النفوذ التركي شمال حلب، ليبدأ حوار جديد، وبناء يدا أخرى عبر فصيل “جيش النصر” المنضوي تحت ظل “الجبهة الوطنية للتحرير”.

عناصر “النصر” على نفقة “الهيئة”

مصادر عسكرية مقربة من “جيش النصر”، قالت لموقع “الحل نت”، إن “هيئة تحرير الشام، تقدمت بعرض لقيادة جيش النصر، تضمن تكفل الهيئة بمصاريف عسكرية ولوجستية لعناصر يتبعون للجيش، بشرط تلقيهم تدريبات عسكرية وشرعية تشرف عليها تحرير الشام بشكل مباشر”.

وأضافت المصادر، أن “قيادة جيش النصر وافقت على مقترح الهيئة، وأرسلت أكثر 1200 اسم لعناصر لديها، وافقت تحرير الشام على 700 عنصر منهم، وبدأت بتنفيذ دورات عسكرية لهم”.

المصادر ذاتها أكدت خلال حديثها، أن “جميع العناصر التابعين لجيش النصر الذين لم يتم قبولهم في معسكر الهيئة، تم تفصلهم من قبل الجيش، وكان لديهم خيار البقاء مع النصر دون تقاضي رواتب شهرية”.

وأشارت المصادر إلى أن “عدد كبير من الضباط المشرفين على كتائب داخل جيش النصر، رفضت مقترح تحرير الشام في بداية الأمر، إلا انها استجابة له بعد فترة زمنية، خوفا من عدم تلقيهم رواتب مالية في الأشهر القادمة”.

هدف “الجولاني”

المصادر المقربة اعتبرت طلب “هيئة تحرير الشام” لـ “الجيش النصر” له أهداف بعيدة، أولها السيطرة على فصيل “الجبهة الوطنية للتحرير” من خلال تمزيق كتلته الداخلية، ولا سيما بعد أن استطاعت وضع “أحرار الشام” تحت كنفها، والتحكم بقرارته السياسية والأمنية، وخاصة بعد تدخلها في مناطق ريف حلب الشمالي، عقب الاقتتال الذي دار بين “أحرار الشام” و “الجبهة الشامية”.

ونوهت المصادر، أن تعداد عناصر “جيش النصر” يصل إلى 2500 عنصر، فأن كسب “الجولاني” قيادات “جيش النصر”، يستيطع من بعدها تفكيك “الجبهة الوطنية للتحرير”، دون قتال أو مشاكل بين الفصيلين، إضافة لوضع يد أخرى غير “أحرار الشام” في مناطق ريف حلب الشمالي الممتدة من بلدة جنديرس حتى مدينة اعزاز.

يذكر أن مصادر خاصة قال لموقع “الحل نت” في وقت سابق، إن “وفد من فصيل هيئة ثائرون المنضوية تحت ظل الجيش الوطني، التقى بقادات في هيئة تحرير الشام ، في منطقة سرمدا، قرب الحدود السورية التركية بإدلب”.

وبحسب المصادر ذاتها كان اللقاء يهدف إلى وضع خطة تنسيق بين “تحرير الشام”، و “هيئة ثائرون”، بما يخص الملفات الأمنية في مناطق ريف حلب وإدلب، إضافة للأمور الاقتصادية، والعسكرية، حيث إن ثائرون تمتلك عدة نقاط رباط مع القوات الحكومية السورية، في ريف إدلب الجنوبي”.

وتسيطر “هيئة تحرير الشام” على كامل محافظة إدلب، مع وجود فصائل تتبع لـ “الجيش الوطني” إلا ان تلك الفصائل يتركز علمها فقط عسكريا، وتواجد على نقاط الرباط مع القوات الحكومية السورية، فيما تتحكم “الهيئة” بجميع المفاصل السياسية والإدارية في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.