نحو أربعون يوما، على انقطاع مياه “محطة علوك” عن مدينة الحسكة وريفها، وسط غياب البديل واستخدام المحطة كورقة ضغط ضد مناطق “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرقي سوريا.

ومنذ مطلع شهر آب/أغسطس الفائت، قامت القوات التركية والفصائل السورية المعارضة المدعومة منها بقطع مياه “محطة علوك” الخاضعة لسيطرتها في ريف سري كانيه/رأس العين منذ أواخر 2019.

لا ضمان روسي

الرئيسة المشتركة للمديرية العامة لمياه الشرب في الحسكة، نوار صبري، قالت لموقع “الحل نت”، إنه لا ضمان روسي لمنع تجاوزات القوات التركية والفصائل المدعومة منها بقطع مياه “محطة علوك” عن الحسكة وريفها.

وأضافت صبري، أن المياه انقطعت بشكل كامل من الحسكة منذ أكثر من شهر، مشيرة إلى أن الروس غير جادين لحل المشكلة كنوع من الابتزاز وأن تركيا تستخدمها كسلاح ضد شمال شرقي سوريا.

وأوضحت صبري، أن هناك تنسيق مع حكومة دمشق بشأن “محطة علوك”، فيما انتقدت مسؤولة المياه القوات الروسية بعدم إلزام الجانب التركي بتحييد المحطة.

إلى ذلك وضعت دائرة المياه التابعة لـ “الإدارة الذاتية” في الحسكة، أمس الثلاثاء، 13 صهريجا جديدا للمياه ضمن العاملة لإيصال مياه الشرب للسكان، وفق مسؤولة المياه في الحسكة.

ونوهت المسؤولة، بأنهم استلموا الصهاريج من فريق الشؤون المدنية للتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” بداية الأسبوع الماضي للمساعدة في تأمين مياه الشرب للمنازل في ظل توقف الضخ من محطة علوك.

لا حلول بديلة

الرئيسة المشاركة لمديرية المياه في مدينة الحسكة، نوار صبري، أشارت إلى أن “مشكلة المياة مستمرة منذ أكثر من عامين، ولا بديل عن محطة علوك، التي انقطعت بشكل كامل عن مدينة الحسكة وريفها، منذ العاشر من شهر آب/أغسطس الجاري.

وتعتبر محطة مياه علوك المورد المائي الوحيد المغذي لمدينتي الحسكة وتل تمر وريفيهما، في حين تتحكم بها الدولة التركية والفصائل المدعومة منها.

ومنذ تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، أوقفت تركيا المحطة نحو 27 مرة، آخر مرة في منتصف الشهر الماضي جراء عطل في محطة تحويل كهرباء الدرباسية التي تغذي المحطة، وتعمد الفصائل المدعومة من تركيا لاستخدام حمل زائد على محطة الدرباسية، بطاقة تقد بـ8ميغا، بينما يلزم لتشغيل “محطة علوك” 3 ميغا، الأمر الذي أدى إلى عطل في الكبل العرضي.

وخريف العام الفائت، وقعت “الإدارة الذاتية” اتفاقية مع الجانب التركي بوساطة روسية، لتشغيل 20 بئر، من أصل 30 بئر و 5 مضخات في “محطة علوك”، مقابل تغذية المحطة بالكهرباء من محطة الدرباسية، في حين أن نحو 15 بئرا ومضختان فقط قيد التشغيل، بحسب مسؤولي “الإدارة الذاتية”.

مشاريع مكلفة ولا تسد الحاجة

مسؤولة المياه في الحسكة، ذكرت بأنهم قاموا خلال الأعوام الماضية بتنفيذ مشاريع منها مشروع آبار الحمة وآخر عبر استجرار مياه الفرات إلى الحسكة.

وأواخر أغسطس 2021، وصلت المياه إلى محطة “العزيزية” في الحسكة، بعد ثمانية أشهر من بدء إعلان “الإدارة الذاتية” العمل على مشروع استجرار مياه الفرات من ريف دير الزور إلى الحسكة، بتكلفة وصلت إلى 40 ألف دولار أميركي، حسب تصريحات سابقة للمهندس المشرف على المشروع.

وقال المهندس المشرف على المشروع، ويران محمد، لـ “الحل نت”، إن “المشروع لم يكن بديلا عن محطة علوك”، وإنما كان الهدف منه توفير جزء يغطي نسبة هي أقل من ربع حاجة سكان الحسكة وريفها إلى المياه”.

وتم إنشاء خمسة مناهل على طول خط المشروع الواصل من ريف دير الزور إلى الحسكة، في بلدات “مركدة” و”العلوة” و”الشمساني” و”العريشة” بريف الحسكة، وفق المهندس المشرف.

وأشار المهندس المشرف إلى أن المشروع لم ينجح بسبب التعديات والأعطال المتكررة، وقيام سكان القرى على طول الخط بسحب المياه من الأنابيب للأعمال الزراعية مما حال دون وصول المياه إلى الحسكة.

ونوه هو الآخر بأن لا حلول بديلة، إلا باستجرار المياه من الدرباسية أو عامودا والقامشلي، فيما ذكر المهندس المشرف أن هناك تحديات ومخاطر وتكاليف باهظة تسد الطريق أمام إنجازه.

انتهاكات للقوانين الدولية

الجدير ذكره، أن تركيا تتعمد بين الفترة والأخرى بحبس مياه نهر الفرات عن سوريا، منذ منتصف شهر شباط/فبراير 2021، وبحسب الاتفاقية الموقعة بين دمشق وأنقرة 1987 والمتعلقة بنهر الفرات، فإنّ حصة سوريا من المياه القادمة من تركيا 500 متر مكعب في الثانية، والآن لا يصل منها سوى أقل من 200 متر مكعب.

وتخالف تركيا الاتفاقية الدولية بينها وبين سوريا، بعد حبسها للمياه في ست سدود أكبرها سد “أتاتورك” ثاني أكبر سد في الشرق الأوسط بطاقة تخزين تصل إلى 48 مليار متر مكعب.

وأواخر أيلول/سبتمبر 2021، أوصى المنتدى الدولي للمياه والذي انعقد في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، بحضور الباحثين الدوليين والأكاديميين الأجانب والعرب والمحليين إلى جانب حضور فرنسي لافت تقدمهم برنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، بدعوة المجتمع الدولي إلى الضغط على تركيا لمنع استخدامها المياه سلاحاً وورقة ضغط سياسي على الإدارة الذاتية والسماح بمنح سوريا حصتها من المياه في نهري الفرات ودجلة إضافة إلى “محطة علوك”.

وتشير التقارير الدولية والأممية إلى تأثر ما يقارب مليون شخص في مدينة الحسكة وريفها بسبب قطع تركيا المياه من “محطة علوك” الواقعة قرب مدينة سري كانيه (رأس العين) بعد سيطرة تركيا وفصائل سورية مسلحة مدعومة منها في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.